- مشاركة 1432 مفكرا وأديبا و 22 محكما من 17 دولة عربية في 7 فئات مختلفة
- ولي عهد الفجيرة: دعم الصناعات الإبداعية الفكرية وتوفير البيئة المحفزة للأنشطة الثقافية
- راشد الشرقي: حريصون على تأهيل الأجيال الشابة لدخول المستقبل بالجمع بين الأصالة والحداثة
3 أيام في حضرة الإبداع
الفجيرة ـ أحمد صابر
على ثرى «عروس الساحل الشرقي» لدولة الإمارات العربية، ثمة بريق ينثر ضوءه، نافذة أمل جديدة تشرع، إصرار على استعادة الأمجاد التليدة.. في «الفجيرة» كان المشهد مختلفا عنه في باقي أرجاء الوطن العربي، انها الإمارة الفتية الواعدة التي اخذت على عاتقها «بلسمة» جراح الثقافة العربية وتقوية الوهن الذي أصاب المفكرين وأثقل كاهل المبدعين، عاقدة العزم على إعادة إحياء التراث باستنهاض الهمم وشحذ العزائم، والعودة الى الجذور لقراءة القديم بروح العصر، كيف لا وقد كانت الثقافة وما زالت «زاد العرب وزوادة حياتهم»، وغدت الوسيلة الأكثر تأثيرا والأسهل في نقل صورتنا الحقيقية لشعوب العالم.
في الفجيرة .. «تفجرت» المواهب واستطاعت «نطف الحروف ان تنجب الكلمات»، فجادت القرائح بكل ما هو جميل، وبمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، وصناع المعرفة، وبناة المستقبل، وبروح شابة وجهود حثيثة بذلتها هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام برئاسة سمو الشيخ د.راشد بن حمد الشرقي انبثقت رؤى وأفكار «خلاقة» لترصين البنى وتعزيز المنتج الثقافي وتسهيل التواصل بين قادة الفكر وحملة مشاعل التنوير وذلك عبر جلسات منتداها الثاني الذي ناقش «توظيف الأسطورة والموروث الشعبي في الأدب والفن العربي».
وفي حضرة الإبداع العربي بكل تفاصيله وجمالياته، قضينا 3 أيام بدعوة من هيئة الفجيرة للإعلام.. عايشنا خلالها إرهاصات «صحوة ثقافية» ستصلح بلا شك ما افسدته المتغيرات السياسية في السنوات الأخيرة.. الفجيرة بحثت في التراث واقتفت اثره، يحدوها الأمل في تعضيد النتاج الإبداعي وإعادة إنتاج الصفحات المشرقة من تاريخنا، لتأهيل الأجيال الشابة لمستقبل أكثر إشراقا بالجمع بين الأصالة والمعاصرة.
برعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة صاحب السمو الشيخ حمد الشرقي نظمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مؤخرا، فعاليات الدورة الثانية لمنتدى الفجيرة الثقافي بعنوان «توظيف الأسطورة والموروث الشعبي في الأدب والفن العربي» بالتزامن مع إعلان الفائزين في الدورة الأولى لـ«جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع»، وذلك بحضور وزيرة الثقافة المصرية د.ايناس عبدالدايم والفنانة الكبيرة سميحة أيوب وعدد كبير من المفكرين والمثقفين والنقاد العرب وحشد كبير من ممثلي وسائل الإعلام.
وفي بداية أعمال المنتدى القى المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فيصل جواد كلمة نيابة عن رئيس الهيئة سمو الشيخ د.راشد بن حمد الشرقي أكد خلالها أن المنتدى من ثمار المتابعة المستمرة لسمو الشيخ د.راشد الشرقي لجعل الفجيرة منارة للفكر والتنمية البشرية من خلال استضافة مبدعي ومفكري الأمة، مؤكدا حرصه على تعضيد النتاج الإبداعي العربي وإعادة إنتاج الصفحات المشرقة من تاريخ العرب لكفالة المشروع الثقافي الإبداعي وتأهيل أجيالنا الجديدة لدخول عالم اليوم بثقة وأدوات تجمع بين الأصالة والحداثة، مشيرا إلى أهمية المنتدى بوصفه منصة تتيح الفرصة للأدباء والمثقفين والمفكرين للتحاور في الفكر البناء والثقافة الجادة.
وأضاف جواد: من إمارة الفجيرة وعزم شيوخها وأهلها الذين ظلوا أمناء على التراث والأصالة في زمن العولمة نؤكد حرصنا على تأهيل الأجيال القادمة لمواجهة الغزو الثقافي القادم من الخارج، لافتا الى ان جائزة راشد بن حمد الشرقي حملت على عاتقها دعم المبدع العربي والأخذ بمشروعه الى المساحات المضيئة، آملة أن تحمل جيل الشباب على الاستفادة من تراثهم ولغتهم وتاريخهم المشرف عبر إعادة إنتاجه وفق رؤى تشكلها للحداثة بمختلف تجلياتها والموروثات بكل عمقها.
القصة والرواية العربية
استهل المنتدى فعالياته بجلسة مميزة بعنوان «الأسطورة والموروث الشعبي في القصة والرواية العربية»، أدارتها المفكرة د.رزان إبراهيم، بمشاركة الروائي والأكاديمي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي والشاعر العراقي د.محسن الرملي وأستاذ النقد ونظرية الأدب المصري د.محمد الشحات، حيث تحدث المنتدون عن الذائقة الفنية في مجتمعات ما بعد الحداثة والتي أصبحت تميل إلى تكريس الثقافة الجماهيرية، موضحين أن استخدام الأساطير يرفع من أبعاد النص الشعرية ويساعد الروائي على التواصل مع القارئ.
وذكر الروائي واسيني الأعرج أن كل حداثة تبنى على السطح وتبتعد عن الأصل آيلة للسقوط، موضحا أن الاهتمام بالثقافة الشعبية لا يزال ضعيفا، إذا ما قورن بالثقافة العالمية، مشيرا الى أهمية أن يتعامل الكاتب مع اللغة في روايته بأسلوب فني وبراغماتي في آن واحد، ويجيب المؤلف عن أسئلة عصره وليس أسئلة العصر الماضي.
بدوره، شدد د.محسن الرملي على أهمية التفريق بين الأسطورة والتراث الشعبي، فهما على طرفي نقيض وأن أكثر من استخدم الأسطورة كان المسرح، مؤكدا أهمية اللغة العربية الفصحى في الكتابة وإمكانية تطويعها لتكون معبرة عن كل أمة، واستثمار الروائي لمخزونه من الأساطير والموروث الشعبي في كتابة النصوص، بطريقة واضحة وبأسلوب رشيق.
من جانبه، أشار د.محمد الشحات إلى أهمية الثقافتين الرسمية والشعبية في الكتابة الأدبية، لافتا إلى أن الثقافة الشعبية تكون بإعادة موضعة الإنسان في قلب ثقافته وبالتالي إعادة إنتاج مقولاتنا العربية بأسلوب أكثر وضوحا لأنها ليست لغة هوامش، بل المؤسس للغات الشعوب، مؤكدا محاولة إنتاج الأسطورة في نص روائي معاصر، لانه «لا يوجد نص آدمي» بل هي سلسلة متصلة والكاتب لا يكتب من فراغ وإنما استنادا إلى خلفية تاريخية لديه.
الشعر وأدب الأطفال
من القصة والرواية، انتقل المنتدى في ثاني جلساته لمناقشة «توظيف الأسطورة والموروث الشعبي في الشعر العربي وأدب الاطفال»، بإدارة الإعلامية د.بروين حبيب، ومشاركة د.علي جعفر العلاق والأديبة الإماراتية باسمة يونس والشاعر العراقي كاظم حجاج، مستعرضين الوضع الراهن والمستقبل وتحديات الأدب العربي، وأسطورة الشعر والمسرح.
ولفتت الكاتبة باسمة يونس إلى أن أدب الطفل العربي لا بد أن يؤدي رسالته وتأثيره الإيجابي وفقا للموروثات العربية، وأن يستقي مضمونه من أصل وتاريخ عربي، ويستند إلى أسلوب السرد المبسط ليمكن الصغار من إدراكه وفهمه، كما يجب تحري الدقة في تضمين هذه الأفكار، وقياس مدى تأثيرها، مشيرة إلى أن توظيف التراث في أدب الأطفال لا بد أن يربط بين ماضي الطفل وعناصر التراث ونحن نمتلك أساطير واقعية وقادرون على تحضير شخصية من الأساطير العربية وتوظيفها للطفل بأسلوب جيد.
من ناحيته، أكد الشاعر كاظم حجاج، أن الأسطورة مفردة مأخوذة من أصل أجنبي وكلمة أساطير وردت في القرآن الكريم، ووجود الأسطورة في اللغة العربية أحدث مفارقة من واقع الأصل المستحدث، ونحن العرب لا نملك إلا القليل من الأساطير وبواقع الحال نتفاعل معها، لافتا الى مجموعته الشعرية «إيقاعات بصرية» التي أسطر فيها مدينة البصرة خلال فترة الحرب العراقية- الإيرانية.
وفي الإطار ذاته، بين الشاعر علي العلاق ان القصيدة حلقة وصل بين ماض وحاضر، ولغة ومرجعية خارجية، وقدرة الشاعر على توظيف الأسطورة من الصعوبة بمكان حيث إن شاعر النثر لا بد أن يشعر القارئ بالتموج الروحي ويحيي أحاسيسه الداخلية وإلا فقد الإيقاع، مؤكدا أن قيمة الأسطورة تكمن في تقديم موضوعاتنا بشكل أكثر عمقا، وان الغرب استطاعوا أن يقدم تاريخنا بشكل أفضل منا، وبالتالي فنحن لا نعاني نقصا في تراثنا بل في قدرتنا على استثماره، إذ تسيطر علينا فكرة أن التراث من الماضي ونحن أبناء الحاضر، غافلين عن أن الحداثة تتطلب فهم التراث لاستيعاب الحاضر.
المسرح العربي
كان الحديث حول «أبو الفنون» محور الجلسة الأخيرة في اليوم الأول من منتدى الفجيرة والتي جاءت بعنوان «الأسطورة والموروث الشعبي في المسرح العربي» وأثراها د.محمد سعيد، والناقد والشاعر العراقي عبدالحميد الصائح، والمؤلف المسرحي المصري والحائز العديد من الجوائز في التأليف د.سامح مهران، والروائي والكاتب العماني د.سعيد السيابي.
وأشار د.محمد سعيد الى أن الأسطورة في المسرح العربي تمثل جزءا من ذاكرة الكتاب والأدباء وهي بمنزلة مخزون ثقافي وفكري، لافتا الى أن المسرح يعد أكثر التصاقا بالأسطورة مقارنة بالفنون الأخرى.
وفي السياق ذاته، شرح الناقد والشاعر العراقي عبدالحميد الصائح كيفية توظيف الأسطورة والملحمة في الأعمال المسرحية العربية، نافيا أن يكون الموروث الشعبي رهن الأجيال الماضية، مؤكدا أنه منهل للتجارب العربية المسرحية، حيث مازالت الشخصيات الأسطورية توظف ولا يعني ذلك نسخا وإنما استخدامها في موضوعات وأهداف جديدة.
واعتبر د.سامح مهران أن الأسطورة يمكن استخدامها كأيديولوجيا وقناعا لتمرير الأفكار السياسية وغيرها، مقرا بوجود الخرافات والحكايات الشعبية منذ أمد بعيد، لافتا إلى أنه في عمله الأخير «الطوق والإسورة» قام بعمل «دراماتورج» لرواية يحيى الطاهر عبدالله التي حملت الاسم ذاته واستخدم أسلوب المعارضة والموروث الشعبي الذي استندت إليه الحكاية المسرحية.
كما تحدث د.سعيد السيابي عن الأسطورة في المسرح الخليجي تحديدا، مستعرضا نماذج لمسرحيات خليجية تناولت موضوعات أسطورية مثل «أبو السلاسل البحرية» وأسطورة «ثلاثية الوردة» أو «ثلاثية عذاري» التي استخدم فيها الشاعر البحريني علي الشرقاوي نشأة الوردة كأسطورة في جزء من الحوار ولم يستخدمها بشكل عام في النص، وايضا أسطورة «بابا دريا» وهو عفريت البحر العملاق الذي اعتاد التسلل للقوارب والسيطرة على السفن.
حفظ الموروث والتراث
تميز اليوم الثاني من المنتدى بأهمية محاور جلساته حيث دارت أولاها حول «دور النتاج الفني والأدبي في الحفاظ على الموروث والتراث»، تحدث فيها الناقد والشاعر العراقي عبدالحميد الصائح، والفنان السوري أسعد فضة وأستاذ النقد والأدب د.محمد الشحات.
وسلط الصائح الضوء على دور النتاج الفني والأدبي في الحفاظ على التراث، وتغيره بين فترة وأخرى، ولاسيما في مرحلة وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الجديد التي تشهد تعقيدات كثيرة في عدم نقل المعلومة بالطريقة الصحيحة، متسائلا كيف يمكن للفن الحفاظ على الخصوصية الاجتماعية لاسيما في بلداننا العربية؟.
من جهته، أكد الفنان السوري أسعد فضة أن الموروث الشعبي يشكل ثقافة الدول وما تحمله من قيم حضارية كبيرة، مستعرضا تجاربه الشخصية مع المسرح القومي في سورية والتي تناولت التراث، متحدثا عن الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس، معتبرا انه أكثر الكتاب الذين تناولوا التراث واستلهم منه معظم أعماله، وأشهرها مسرحية «سهرة مع أبي خليل القباني»، مشيرا إلى أن «المسرح حرية» بحيث يستطيع الفنان قول ما يشاء، ويستطيع إسقاط أي فكرة يريد أن يبرزها، كما انه «ملك الفنون» ويعتمد بالشكل الرئيسي على الممارسة والتجربة.
ودعا د.محمد الشحات إلى ضرورة التفريق بين الإرث والتراث والموروث، موضحا ان الإرث في الغالب هو الذي يسلك الاتجاه المادي، بينما التراث يذهب الى الإرث الفكري المكتوب، والموروث هو الارث الفكري الشفاهي، مؤكدا ان الفنانين يذهبون إلى التراث قصدا، ويستخدمونه بطريقة اسقاطية، ومنهم من يقوم بقراءات انتقائية له، كما فعل الأديب المصري نجيب محفوظ، مشيرا الى دور الفنان في التقاط الموضوعات المهمة من التراث، وقراءاته بطريقة فاعلة.
الأدب العالمي
من الوطن العربي الى العالمية حلقت ثانية جلسات اليوم الأخير للمنتدى لتناقش «الأسطورة والتراث العربي في الأدب العالمي»، حيث اثرى جوانبها بالنقاش الباحث العراقي رشيد خيون، ود.صالح هويدي ود.سعاد محجوب، وادارتها الكاتبة والأديبة السعودية د.زينب الخضيري والتي تساءلت عن الأسطورة وأثرها، وتعريف التراث والعلم والنقد وتوظيفهم في الأسطورة، ومدى صلاحية الأخيرة لإنتاج الأدب والفنون وعلاقتها بالخرافة والثقافة الشعبية وغيرها.
وفي الإطار ذاته، أكدت د.سعاد محجوب ضرورة دراسة الأسطورة والاهتمام بها باعتبارها رابطا بين الماضي والحاضر، إضافة إلى ما تنطوي عليه من رسالة وخيال ساعدت على اكتشاف المعالم الحياتية الأخرى، مشيرة إلى أنها قد تكون السبب في التطور التقني الحالي، مبينة ان الحكاية الشعبية سرد بسيط تحمل تعاليم ومبادئ وقيما أما الخرافة فلا يقبلها العقل السليم ولا تستند الى المنطق.
وأوضح د.صالح هويدي، أنه لا بد من الاعتراف بوجود فوضى بين مصطلحات التراث الشعبي، مؤكدا أن الفلكلور حكمة الشعب ووعيه، أما التراث الرسمي فمعروف من أنتجه مثل شعر المتنبي، وفي المقابل فإن الحكايات الشعبية والهزلية لا يعرف من وراءها.
بدوره، قال رشيد خيون: نحن أمام أزمة في المصطلحات فالأسطورة تتداخل مع الخرافة والشعوذة والتراث الشعبي يتشابك مع العامي، مما يسبب عائقا أمام دراسة هذه المفاهيم إذ لا يوجد فاصل بينها، ومن الصعب محاكمة الأسطورة لأن كل شخص يقرؤها من وجهة نظره، وبالتالي فالتفسيرات متعددة.
جائزة راشد للإبداع
في خطوة واثقة ومسعى جاد لتعزيز الروافد الثقافية في العالم العربي تم في منتصف مارس 2018 إطلاق جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع بمشاركة 1432 مفكرا وأديبا و22 محكما، من 17 دولة عربية، إضافة إلى تشاد وبوركينا فاسو، في 7 فئات مختلفة.
وعقب انتهاء فعاليات منتدى الفجيرة الثقافي الثاني تم تكريم الفائزين في الدورة الأولى من الجائزة بفروعها السبعة، بحضور ولي عهد الفجيرة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ورئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الشيخ د.راشد بن حمد الشرقي ورئيس نادي الفجيرة الرياضي الثقافي الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي ووزيرة الثقافة المصرية د.إيناس عبد الدايم وعدد كبير من المفكرين والأدباء والإعلاميين.
وقبيل الإعلان عن أسماء الفائزين تم عرض الأوبريت الفني الجميل «من سطور الجليس» من تأليف وإخراج فيصل جواد، وكلمات الشاعر كريم العراقي، وأداء الفنانين عبدالله مسعود وعبدالرحمن الملا وسمية الداهش، فيما قدم الأداء الراقص فرقة سمة للمسرح حيث دار العمل حول أهمية القراءة والتزود بالثقافة في حياة الإنسان.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد ولي عهد الفجيرة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي على أهمية دعم الصناعات الإبداعية الفكرية وتوفير البيئة المحفزة لجميع الأنشطة الثقافية في الفجيرة وترسيخ أسس المجتمع القائم على المعرفة والإبداع، لافتا إلى أهمية تعزيز حضور الشباب في المشهد الثقافي العربي، وذلك متابعة لنهج رموز الثقافة والفكر والاستفادة من تجاربهم.
وثمن ولي عهد الفجيرة المبادرات التي تعزز المنتج الثقافي الإماراتي والعربي والارتقاء بهما على الصعيدين الإقليمي والدولي وإشراك كافة عناصر المجتمع في مؤازرة خطط التنمية الثقافية، مشيدا سموه بجهود القائمين على «جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع» وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في الارتقاء بالمنتج الثقافي على أسس ومعايير مبتكرة.
كما تم الاعلان عن تأسيس دار الراشد للنشر على أن تكون باكورة أعمالها لنتاج الجائزة.
الفائزون بالجوائز
أدب الأطفال
الأول: مصطفى سعيدي من المغرب
الثاني: محمود صلاح من مصر
الثالث: مأمون محمـود حسن من سورية
الشعر
الأول:هانــي عبــد الجــواد مــــن الأردن
الثاني: أيمن ثابت من مصر
الثالث: مصطفــى رجــوان مــن المغــرب
القصة القصيرة
الأول: أكثم الحسين من سورية
الثاني: مـــروان سميتـي مــن المغــرب
الثالث: محمد الإدريســي مــن المغـــرب
الرواية «شباب»
الأول: قاسم لبريني من المغرب
الثاني: محمــود السامرائي من العراق
الثالث: آية عبدالرحمن من مصر
الرواية «كبار»
الأول: عــزة ديــاب مــن مصـر
الثاني: محمد عمران من المغرب
الثالث: سامر الشمالي من سورية
الدراسات النقدية
الأول: سعيد الفلاق من المغرب
الثاني: إبو بوعبيد من موريتانيا
الثالث: عبد الهادي علي من مصر
النص المسرحي
الأول: عيــسى الصيــادي مــن ســوريــة
الثاني: علي آل طعمة من العراق
الثالث: عذاب علي من سورية
شكر وتقدير
كل الشكر والتقدير للمدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فيصل جواد وسكرتيرة الهيئة أشواق الكعبي، ومدير الأخبار في إذاعة الفجيرة عثمان شلكاوي وجميع الزملاء في الهيئة على الجهود الكبيرة في تقديم كل أنواع الدعم والمساعدة لممثلي الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها منذ استخراج التأشيرات واجراءات السفر حتى الوصول، حيث كانوا شعلة من النشاط وحرصوا على تلبية جميع احتياجات الوفد الإعلامي، بكل محبة ورحابة صدر منقطعة النظر.. يعطيكم ألف عافية وعساكم على القوة.
حفاوة.. وكرم ضيافة
كان المشاركون في منتدى الفجيرة الثقافي وجائزة راشد للإبداع على موعد من الحفاوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة الإماراتية الخالصة، ففي أمسية جميلة لا تنسى وعلى أنغام الموسيقى العربية والألحان الأصيلة، وفي مزرعته العامرة، استقبلنا رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام سمو الشيخ د.راشد بن حمد الشرقي بكل سعادة وحرص على الترحيب بجميع أعضاء الوفد والسلام عليهم كل على حدة.
وأقام سمو الشيخ د.راشد بن حمد الشرقي مأدبة عشاء فاخرة للوفد، وتبادل معهم الأحاديث الودية وهموم ومشكلات الثقافة والمثقفين العرب وسبل تعزيز روافد الإبداع في مختلف دول الوطن العربي، وانبهر الحضور بالتواضع الشديد والاحترام والمحبة والتقدير الذي أبداه سمو الشيخ د.راشد الشرقي لضيوفه طوال الأمسية التي استمرت حتى منتصف الليل واستمتع الجميع بأجواء فنية ثقافية سادتها الألفة والمحبة.
أكدت مراعاة عدة معايير في اختيار الفائزين بجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع
زينب الخضيري لـ «الأنباء»: الإنتاج الروائي الشبابي مبعث فخر واعتزاز
أعربت الروائية والقاصة والكاتبة السعودية د.زينب الخضيري عن سعادتها بالمشاركة في لجنة التحكيم بجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع في فئة الرواية للشباب، متقدمة بالشكر للقائمين على منتدى الفجيرة الثقافي وعلى رأسهم سمو الشيخ د.راشد الشرقي المثقف والقارئ النهم.
وقالت الخضيري في تصريح لـ «الأنباء»: عندما نتحدث عن الرواية فنحن نتحدث عن رؤى وخيال، والرواية لها قدرة على وصف المشهد الإنساني والتعبير عن المكان والإحساس بالزمن، وهي «كينونة زمنية» يسجل من خلالها الكاتب زمنه النفسي ولقد كانت الرواية هي زمن الانتظار والاحتمال وعالم الغيبيات التي تقلق الإنسان، كما انها زمن الأمل واليأس في نفس الوقت، وبناء التوقعات واستشراف القادم من المستقبل، السؤال الذي لطالما شغلني ما هو دور الرواية في بناء توقعاتنا للحياة وترميم الواقع الذي نعيش به وتأتي الرواية لتجيب أو تثير أسئلة وأفكارا جديدة.
واضافت: أما بالنسبة لمسيرة التحكيم لجائزة الرواية فلم تكن مفروشة بالورود، قد دار جدل طويل بين أعضاء اللجنة لاختيار المراكز الأولى، حيث كانت الروايات مليئة بالدهشة والأفكار المختلفة، وهذا الزخم الروائي الجميل جعلني أشعر بالراحة والفخر، فالشباب يقرأون ويكتبون وتوجهاتهم مختلفة، فهناك بناء سردي قوي لبعض الأعمال، وعمق ووجهات نظر طرقت موضوعات شائكة بشكل جديد، باستخدام تعبيرات مختلفة، وقد بدأنا كلجنة باستبعاد الروايات الضعيفة نسبيا والتي لم تحقق الشروط المطلوبة، ومع تحديد القائمة الطويلة والتي كانت عبارة عن 10 روايات ارتفعت وتيرة التميز حتى وصلنا للقائمة القصيرة 5 روايات، وبعد الاعلان عنها، تم الاجتماع النهائي لاختيار الفائز الأول والثاني والثالث بالاجماع.
وتابعت الخضيري: كما هو معروف في سياسة الجائزة أننا نقرأ روايات بلا أسماء أصحابها، أحيانا نستدل على جنسية الراوي من خلال السياق والأماكن، وهناك منهج عمل خاص بلجنة التحكيم واختيار الروايات من خلال معايير محددة تم الاتفاق عليها، ولم يكن الاختيار سهلا ولكن كان لدينا وقت كبير لنقرأ بعناية ثم نختار، وكنا نرجح كل رواية لغتها قوية ومترابطة سرديا، وكوني روائية كنت حاضرة في كل مشاهد الروايات التي قرأتها، فبعض الروايات عمدت الى إحياء التاريخ وتعرية مفاهيم نحملها عنه، والبعض الآخر تخلى عن فكرة الرواية الجمعية إلى الرواية الواعية بالذات والتوجهات، والتعرف على توجهات الشباب، وقضايانا الشائكة في العالم العربي، حيث فازت بالمركز الأول رواية «التزياف» للروائي الشاب قاسم ليبريني، المركز الثاني «رماد الشوق» للروائي العراقي محمود السامرائي، والمركز الثالث رواية «الصمت» للروائية الشابة آية عبدالرحمن.
وذكرت أن منتدى الفجيرة الثقافي تناول الأسطورة بشكل مختلف، حيث نوقشت من جميع جوانبها، ونعلم جميعا أن المخيلة البشرية لم تحتر فقد ابدعت مغامرات وتفسيرات لما حولها وكان من أشهر حكايات الأدب العربي القديم «كليلة ودمنة» لابن المقفع و«رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري وغيرهما، جدلية الأسطورة والأدب لا تنتهي فما زال الأدب العالمي ينهل من الأسطورة فقد كانت صدى للواقع المعرفي والجمالي والتطور الإدراكي للإنسان.
يذكر ان د.زينب الخضيري روائية وقاصة وكاتبة في جريدة وتعمل كأستاذ مساعد في جامعة الملك سعود، وهي ناشطة ثقافية بدأت الكتابة في سن الثامنة عشرة وايضا مستشارة في «جسور» الثقافي وعضو في النادي الأدبي بالرياض، وعضو في الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون ومؤسسة ملتقى «هن سعوديات»، ونادي «رفيف الكتاب»، وقدمت العديد من المحاضرات الثقافية داخل المملكة وخارجها ولها الكثير من المشاركات في التلفزيون والاذاعة، وصدر لها العديد من الأعمال الادبية منها: رواية هياء، سحر السرد، فيروز وشوارع الرياض، رجل لا شرقي ولا غربي، حاضرة الضوء، هاشتاغ، حكاية بنت اسمها ثرثرة، توقيع سيدة محترمة.