- مرجعية علمية في شؤون المناخ والأرصاد الجوية وممن درب أجيالاً وأجيالاً من الهواة والمذيعين
- طالب مرات عديدة بضرورة وضع كادر خاص بالمتخصصين في علم الأرصاد
- على المتنبئ الجوي أن يحمل مؤهلاً جامعياً متخصصاً ليكون قادراً على الحديث بشأن الطقس
محمد ناصر
عادة ما تتسيد أخبار الغبار والأمطار والطقس الصفحات الأخيرة في الصحف لتنبئنا وتخبرنا بما تحـــمله لنا الأجواء من عواصف ورمال وأمطار، الى ان انقلبت الآيــــة مؤخرا واصبحت هـــذه الاخبار عناوين رئيســية على الصفحات الأولى لصحفنا، فعندمــا تحط العاصفة لا صوت يعلـــو فوق صوتها وعندما تهدأ تبدأ حسابات الربح والـــخسارة المادية والصحية بالنسبة للجميع وصحة التوقعات وصدقيتها بالنسبة لخبراء المهنة من متنبئين جويين وفلكيين وغيرهم.
ففي موسم السرايات الذي بدأ في 14 ابريل وينتهي في 17 مايو نشهد يوميا أحوالا جوية متقلبة بين غبار وطوز مرورا بعواصف قوية وصولا الى امطار غزيرة ولتكون معرفة احوال الطقس الزاد اليومي لنا.
تتعدد أسماء وشخصيات العاملين في هذا المجال، ويأتي من ضمنهم مراقب المحطات في ادارة الأرصاد الجوية عيسى رمضان الذي دعا بعد موجة الغبار التي ضربت البلاد في 25 مارس الماضي الى ضرورة انشاء نظام للإنذار المبكر للحد من الكوارث الطبيعية وإيصال التحذيرات الخاصة والإرشادات للمواطنين والمقيمين والدوائر الرسمية ذات الصلة. شارحا ان تكنولوجيا نظام الإنذار المبكر تتم عبر نقلها من جهات ذات خبرة كبرنامــــج الأمم المتحــــدة الإنمائي والوكالة الأميــــركية للغلاف الجوي والمحيطات والشركات المتخصصة في مثــــل هذه النظم المتقدمة لحمايــــة الأرواح والممتلكات في المســــتقبل.
يحرص رمضان دائما على إيضاح ان ادارة الأرصاد الجوية قادرة دائما على تقديم تقارير وتوقعات صائبة ولكن ليس بنسبة 100% بل تصل لنسبة 80% وتزيد أحيانا ويعود ذلك للتحسن الكبير الذي طرأ على التجهيزات الخاصة في الادارة، ومنها على سبيل المثال زيادة عدد محطات الرصد البرية والبحرية كما يتم الاعتماد على النماذج الحسابية المتطورة والحديثة في عمل النشرات الجوية، ويشدد على انه لا يمكن التنبؤ بالطقس لفترات طويلة بل ان أقصاها أسبوع الى 10 أيام.
مسؤولية الصحافة
يحذر دائما من أخذ أحوال الطقس من أشخاص غير مؤهلين ويقدمون أنفسهم كخبراء للأرصاد خاصة ان البعض منهم يستعين بالمعلومات الموجودة عبر مواقــع الإنترنت ويقدم معلومـــات جوية قد تعرض حيـــاة النـــاس للخطر ويشدد على انه يجب على المتنبئ الجوي ان يحمل مؤهـــلا جامعيا متخصصا في دراسة علوم الأرصاد الجوية ليكون مؤهلا وقادرا على الحديث والتصريح بشأن أحوال الطقس.
يعتبر ان الصحافة تمثل جزءا من المسؤولية في ابراز بعض المتطلعين للشهرة من المعدين بمعرفة الأرصاد الجوية وهم لا يفقهون بها شيئا ويحزنه ظهور أشخاص ممن يسمون أنفسهم خبراء وهم إذا قصدتهم لا يعرفون معنى المصطلحات ولم يدرسوا علوم الطبقات الجوية والاستشعار عن بعد والرادار والفيزياء والتفاصيل والتكامل والثرمودانيميكا.
عالم الفلك والمتنبئ
يعرّف الراصد الجوي بأنه هو الشخص الذي يرصد عناصر الطقس والمسؤول عن النشرات الساعية ونصف الساعية ويجمع فيها المعلومات، وبعضهم يتخصص في المرصد الجوي والبعض الآخر يتخصص في قسم المناخ وهم الذين يتخصصون في تسجيل المعلومات في طبقات الجو العليا كما يوجد لدينا جهاز «المسبار» ذو التقنية العالية ويستخدم 4 مرات في اليوم منها، مرتان عن معلومات الرياح خلال الصباح ونشرتان لأخذ معلومات الرياح ودرجات الحرارة والرطوبة النسبية والضغط الجوي.
يدعو دائما الناس لضرورة التفريق بين عالم الفك والمتنبئ والمشعوذ، فبالنسبة للمتخصص بعلم التنبؤ الجوي يكون أكاديميا ومتخصصا في علم الغلاف الجوي والمعادلات الحسابية الفيزيائية، وكذلك الرياضية والتي يستخدم فيها الكمبيوتر، فعلم الفلك يختص بما هو خارج الغلاف الجوي، لذلك يدعو الجميع ألا يخلطوا بين عالم الفلك والمشعوذ، فعالم الفلك مختص بخارج الغلاف الجوي والفلك، أما الراصد الجوي والمتنبئ الجوي فمتخصصان في الغلاف الجوي الداخلي، خصوصا المتنبئ الجوي يعتمد على النماذج الحسابية، والخرائط والمراصد الموجودة.
يقدر العالم الفلكي الكبير صالح العجيري ويعتبر نفسه بأنه لا يعمل في مجال العم صالح الذي يراه اخصائيا كبيرا له تاريخه وخبرته الطويلة التي مكنته ليكون أحد أبرز الفلكيين في الكويت.
متابعة الجديد
عشق الطيران ورغب في التخصص به وعندما جاءته البعثة ابلغوه بأنها مخصصة لدراسة الارصاد الجوية لينجز مهمته ويعود الى الوطن ليتم تعيينه عام 1983 في ادارة الارصاد الجوية ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم يتوقف عن العمل والبحث والدورات والمتابعة، ولديه هم واحد هو التطور الدائم ومتابعــــة الجديد والحديث في هذا العلــــم الذي عشقه عيسى رمضان منذ ان خطا فيه خطواته الاولى.
مرجعية علمية
اصبح مرجعية علمية متخصصة في شؤون المناخ والارصاد الجوية وممن درب اجيالا واجيالا من الهواة والمذيعين خاصة في الدورات التي كان يحرص فيها على تعليمهم ادق التفاصيل بدءاً من طريقة الوقوف مرورا بالحركات وصولا الى طبقة الصوت هذا بالاضافة لدعمه المطلق لكل متخصص في هذا المجال.
حوالي 28 عاما امضاها في عمل الارصاد الجوية وداخل التلفزيون كمذيع للنشرة الجوية ونشرات متجـــددة حسب الظروف كالنشــــرة الخاصة التي خصصت عام 2003 عن توقع اتجاه دخان الآبار النفطية المشتعلة نتيجـــة حرب تحرير العراق وكانت بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية من كل ما هو مستجد الى اطفاء آخر بئر عراقية وذلك في برنامج صباح الخير يا كويت.
كادر الارصاد
ناشد المسؤولين مرات عديدة وخاصة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بضرورة الالتفات لابنائه المتخصصين في علم الارصاد الجوية. والذين يعدون على الأصابع لوضع كادر وناد خاص بهم تشجيعا لهم على الاستمرارية وانخراط جيل جديد للعمل كمتنبئ جوي لأهمية هذا التخصص، خصوصا ان المــــوجودين حاليا على وشك الــــتقاعد، وتساءل دائما عن البـــديل لهذه المهنة؟ داعيا الجميع لتخيل منظر عندما تحوم الطائرات حول الكويت ولا تستطيع النزول، لمعرفة أهمية التخصص.
يفتخر بان الكويت كانت سباقة بوجود محطات الرصد اليدوية منذ عام 1957 في فيلكا والشويخ ويعتبر ان محطات الارصاد الجوية الـ 26 العاملة في الكويت والتي تغطي جميع مناطقها هي مؤشر على التقدم في هذا المجال.
دراسات المناخ
يتمنى عند القيام بعمل المدن السكنية الجديدة ان يتم اجراء دراسات ضرورية في المناخ لتجنب المشاكل الناتجة عن الكوارث البيئية، ويشدد دائما على ضرورة اجراء الدراسات واهميتها للمواقع والمنشآت، فبالنسبة للمطار مثلا يجب ان تتوافر على الاقل خمس سنوات معلومات مناخية عن درجات حرارة او ملاحظات السيول حتى لا توثر على مدرج المطار من اتجاهات الرياح الصاعدة.
المناخ والسياسة
الحديث عنده عن تغير المناخ اصبح يرتبط بالسياسة خاصة وان مثل هذه التغيرات نوقشت في اكثر من قمة سياســـية من بينها قمة كوبنهاغن العالمية واتفاقية كيوتو التي تلزم دول العالم بتخفيض انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون.
ويبين ان المنظمة العالمية للارصاد الجوية ولجنة تغير المناخ العالمي ذكرتا ان درجات الحرارة في كوكب الارض ارتفعت بنسبة نصف درجة مئوية تقريبا منذ نهاية سبعينيات القرن الماضـــي وهي على ارتفاع متواصل اذا لم تتحكم الدول في نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وخاصة غاز ثاني اكسيد الكربون.
تحتل البيئة عند رمضان ركنا اوليا في صدارة اهتماماته اذ كان من مؤسسي محمية الشيخ صباح الاحمد وعضوا في جمعية الكويت لحماية البيئة وفريق رصد وحماية الطيور التطوعي ويدعو دائما للحرص على الاكثار من المحميات لفوائدها وكذلك لان هناك قانونا دوليا يلزم كل دولة بأن تخصص عشرة في المئة من اراضيها كمحميات طبيعية، فمساحة محميات الكويت لا تتعدى الواحد في المئة ويعتبر اننا في الكويـــت لم نستطع بعد الوصول الى الرقم الذي حدده القانون الدولي.
لا يؤمن بالأبراج مطلقا ويعتبرها شعوذة خالصة وحرص مرات عديدة على اسداء النصائح للناس بضــــرورة البعد عن تصديقهــــا ولكن يرى ان الناس مصــــرون على عدم تقبل النصائح لهم في تركهم لشعوذة الأبــــراج التي ليست لها علاقة بعلــم الفلك.
ربيع الكويت
دائما ما يدعو الى ضــــرورة تغيير أسلوبنا الذي يضـــر بالبيئة، فبنظره لو رجعـــنا الى الماضي سنرى كيف كان أهلنا وآباؤنا وأجــدادنا يعيشون في منطقة جبلة وشرق المرقاب وغيرها من المناطق وكانت بيوتهم من طين وألوانها تابعة للتربة ولم تكن اي آليات ضخمة ولا أجهزة كبيرة أو بنايات شاهقة أو شوارع، لذلك في الماضي لم تكن موجودة هذه الحرارة المرتفعة التي تمر علينا الآن.
ورغم ذلك يؤكد ان فصل الربيع في الكويت جميل ومميز والدليل على هذا ان هناك الكــثير من الكتاب الأجانب والباحثين يشهدون بجمال الربيع لدينا بالكويت، ويقولون مثلا ان لدينا في الكويت مساحة كيلومتر مربع نباتات تزيد أعدادها، صحيح انها صغيرة ولكنها مهمة وكبيرة من الناحية العلمـــــية، ولا تتوافر في بعض دول أوروبا، وهذا إثبات بان الربيــــع فعلا موجود بالكويت.
ويؤكد ان تراب الكويت يحتوي على ألف ملـــيون مكون وبذور مختلفة، والدليل هو الخضار الموجود في الشوارع الآن من الزملوم والنوير وظهور الربلة والحميض.
رمضان في سطور
٭ مواليد 1957 (منطقة شرق).
٭ درس بثانوية الدعية ونال شهادة الثانوية عام 1978.
٭ خريج جامعة سان لويس ولاية ميزوري – الولايات المتحدة عام 1983 تخصص علوم تنبؤات جوية.
٭ مراقب المحطات وطبقات الجو العليا – إدارة الأرصاد الجوية – الإدارة العامة للطيران المدني منذ عام 1994.
٭ مقدم النشرة الجوية في تلفزيون الكويت منذ عام 1984.
٭ مقدم النشرة الجوية والفقرات البيئية في برنامج صباح الخير يا كويت منذ عام 1996.
٭ خبرة في مجال الإعلام منذ عام 1984.
٭ دورة خاصة بالزلازل والاستشعار عن بُعد.
٭ مدرس منتدب لتدريس مادة علوم الأرصاد الجوية في معهد الملاحة والاتصالات ما بين عام 1997 – 2003.
٭ باحث وكاتب لبحوث ومنشورات عدة عن الأرصاد الجوية والبيئية.
٭ محاضر لمادة الأرصاد والمناخ والبيئة الخاصة لعدد من المؤسسات والوزارات الحكومية وخارج الكويت.
٭ محاضر في مجال التغيرات المناخية العالمية.
٭ عضو في اللجنة الوطنية لتغير المناخ العالمي.
٭ كاتب عن الجزء الخاص عن مناخ الكويت والجزيرة العربية في كتاب atlas of kuwait waters oceanographic
٭ مستشار وكاتب سابق في مجلة بحري.
٭ مستشار سابق محطة بحري الفضائية.
٭ باحث في مجال الرصد الميداني والمحميات الطبيعية ودورها في حماية الطيور والحياة الفطرية.
٭ عضو في الجمعية الكويتية للحماية وفريق رصد وحماية الطيور وفريق الغوص الكويتي.
٭ مستشار جماعة الخط الأخضر.
٭ عضو سابق في مركز العمل التطوعي.
٭ عضو في اللجنة العالمية للطيور