في تاريخ أفغانستان - القديم والحديث - الكثير من المنعطفات والانقلابات والعنف والغزوات والفتوحات، وعلى مدى الـ 34 عاما الماضية كانت افغانستان في قلب الأحداث المتلاحقة التي أرهقت هذا البلد المسلم الجريح الباحث عن السلام.
في عام 1973 انقلب محمد داود خان بعد تنسيق مع الشيوعيين على الملك محمد ظاهر شاه بعد 40 عاما قضاها الأخير في الحكم منذ عام 1923 عندما نصب خلفا لوالده نادر شاه الذي نالت بلاده استقلالها عن بريطانيا في أيامه. كان محمد ظاهر شاه في عمر الـ 19 عندما تبوأ العرش وعين ابن عمه محمد داود رئيسا للوزراء لسنوات طويلة (1953 - 1963) حتى اقرار دستور 1964 الذي أجلس داود خارج الحكم، فراح يخطط طيلة 10 سنوات مع حلفائه بحزب الشعب الشيوعي للانقلاب على الملك حتى نجح فأعلن الجمهورية منهيا الحكم الملكي وظل في سدة الحكم 5 سنوات تجرع بعدها من كأس الانقلاب على يد الشيوعيين أنفسهم بقيادة نور محمد تراقي عام 1978.
عزز تراقي الجسور مع الاتحاد السوڤييتي اكثر وأكثر ليحمي حكمه، لكنه أيضا تعرض للانقلاب على يد حفيظ الله أمين فهدد وجود امين نفوذ السوڤييت الذين قضّت مضاجعهم الصحوة الاسلامية على حدودهم، حيث كانت طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان من الجمهوريات التابعة لهم فيها (استقلت بعد انفراط الاتحاد السوڤييتي في أعقاب الحرب الباردة مطلع التسعينيات) اجتاح السوڤييت أفغانستان أملا في تطويعها والسيطرة على مواردها وعلى جغرافيتها الاستراتيجية.
عينوا بابراك كارمل حاكما عليها حتى 1985 عندما خلفه رئيس مخابراته د.نجيب الله ولم يكونوا على علم بأنهم دخلوا الجحيم بأرجلهم ولم يتعظوا من التاريخ الذي أثبت مرارا وتكرارا ان شعب أفغانستان لا يلين ولا يهان فاصطدموا بالمجاهدين الإسلاميين على اختلاف أطيافهم، حيث وحدهم الاحتلال: الجمعية الاسلامية بقيادة برهان الدين رباني (القائد) الطاجيكي المحاط برجال أشداء كالمجاهد احمد شاه مسعود وإسماعيل خان والحزب الإسلامي بجناحيه بقيادة قلب الدين حكمتيار ومحمد يونس خالص البشتونيين وحزب الاتحاد الاسلامي بقيادة عبدرب الرسول سياف العربي الأصول والجبهة الوطنية الاسلامية بقيادة سيد احمد جيلاني العربي الاصول ايضا والجبهة القومية بقيادة صبغة الله مجددي وحركة الانقلاب الاسلامي وزعيمها محمد نبي محمدي وحزب الحركة الوطنية الاسلامية (جنبش) بقيادة الجنرال عبدالرشيد دستم وحزب الحركة الاسلامية بقيادة آية الله آصف محسني وحزب الوحدة بقيادة آية الله علي مزاري (خلفه نائب الرئيس اليوم كريم خليل).
تعالى المجاهدون على خلافاتهم العرقية والمذهبية حتى غادر السوڤييت أفغانستان بعد فقدانهم 50 الف قتيل خلال سنوات دامية تدخلت فيها المخابرات الاميركية ضدهم بقوة سعيا للانتقام من الدور السوڤييتي في حرب ڤيتنام بخضم الحرب الباردة.
وكان لباكستان دور بارز ايضا في دعم المجاهدين الذين ما ان رحل المحتل السوڤييتي حتى انقسموا مجددا على انفسهم فتحاربوا وتطاحنوا وانقسموا اعتبارا من 1992 وبدلوا تحالفاتهم بشكل مرعب وخطير حتى زحفت طالبان بدعم باكستاني - اميركي الى السلطة التي استأثرت بها عام 1996 فأعدمت نجيب الله المحتمي بمقر الأمم المتحدة واستمرت حتى عام 2001 عندما اطاحت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتدخل افغانستان عهدا جديدا عنوانه الأكبر المصالحة الوطنية بقيادة الرئيس حامد كرزاي الذي تواجه حكومته حتى اليوم حركة طالبان في صراع مرير.
صفحات الملف الخاص كاملة في ملف ( pdf )