فواز خالد المرزوق
أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وجود استياء عام لدى المواطنين من بعض الاطروحات المحلية المسيئة لواقعنا، وفي مقدمتها إطلاق الشائعات المغرضة، خاصة بشأن ما يتردد عن الحل غير الدستوري لمجلس الأمة.
وشدد سموه، خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية بقصر السيف أمس، على أنه ليس هناك مبرر لكل هذه الممارسات، إلا ان يُقصد بها جر شعب الكويت الى التصارع والتطاحن، مؤكدا ان هذه امور لا يمكن السماح بها لأنها خط أحمر، كما تطرق سموه خلال اللقاء الى الاوضاع الإقليمية، حيث دعا جميع الدول الى احترام وحدة وسيادة العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية.
وفي موضوع الملف النووي الإيراني، أكد صاحب السمو الأمير أهمية التوصل الى حل سلمي للقضية، مجددا الدعوة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار.
وفيما يلي النص الحرفي للكلمة التي وجهها صاحب السمو الأمير خلال اللقاء الذي تم بحضور وزير الإعلام عبدالله المحيلبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني رؤساء تحرير الصحف والمجلات الكويتية
بداية بودي أن أهنئكم ومن خلالكم كافة أفراد الشعب الكويتي الكريم وإخواننا المقيمين على هذه الأرض الطيبة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام والعبادة وصلة الرحم والتواصل.
وبودي كذلك قبل البدء بهذا اللقاء أن ارحب بانضمام الصحف الكويتية الجديدة لزميلاتها من الصحف المحلية متمنين للجميع التوفيق والسداد خدمة لوطنكم الكويت واعلاء لشأنه كما كان العهد فيكم ولايزال.
كما تعودنا دائما أن نلتقي بين فترة وأخرى لقاء الخير والمحبة كاخوة وأهل ديرة واحدة لنتناول بعض القضايا والآراء ذات الأهمية على الساحتين المحلية والإقليمية.
أيها الإخوة لعلكم تشاركونني الرأي أن هناك استياء عاما لدى الكثير من المواطنين من بعض الاطروحات المحلية المسيئة مثل التشكيك في قدرات الآخرين والإشاعات المغرضة بحقهم وتشويه واقعنا المحلي، ويأتي على رأس هذه القضايا ما يردده البعض بشأن الحل غير الدستوري لمجلس الأمة، ومحاولة حشد المواقف، وتأزيمها بهذا الشأن، على حساب سمعة الوطن وأمنه واستقراره، فساهمت صحافتنا المحلية بما تنشره من مواضيع بهذا الشأن في تحويل ساحتنا المحلية الى ساحة للصراع والاختلاف والاحتقان دون مراعاة للظروف الإقليمية المحيطة بنا.
إنني لا أرى، حقيقة، مبررا واحدا لكل هذه الممارسات غير المسؤولة إلا أن يقصد بها جر شعب الكويت الى التصارع والتطاحن، وهذه أمور لن نسمح بها، لأنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
إن مثل هذه الممارسات الخاطئة انعكست سلبيا على سمعة الكويت وشوهت نظامها الديموقراطي الذي نعمل جميعا على صيانته وتطويره، خدمة لمصالح الوطن والمواطنين.
أيها الإخوة الأعزاء، إن ما نتمناه للعراق الشقيق هو الاستقرار والأمن والرخاء، حيث ان استقراره وأمنه هو استقرار لكل بلدان وشعوب المنطقة، كما نود أن نؤكد هنا على ضرورة التزام جميع الدول باحترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية.
أما فيما يتصل بموضوع أزمة الملف النووي الإيراني، فإننا في الوقت الذي نرى فيه أهمية التوصل لحل سلمي لهذا الملف، ندعو المسؤولين الإيرانيين الى التعاون الكامل في هذا الشأن مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي المقابل أيضا ندعو لجعل هذه المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط منطقتين خاليتين من أسلحة الدمار الشامل، مع التأكيد على حق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
الإخوة الأعزاء رؤساء تحرير الصحف المحلية، إنني أناشدكم باعتباركم مسؤولين مباشرين عما ينشر في صحفكم من آراء وتصورات قد تسيء الى سمعة وطنكم وعلاقاته الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة، تحري الدقة والصدق حول كل ما يكتب وينشر، والتصدي لكثير من الممارسات الصحافية المغلوطة، مع تأكيدي على دوركم الداعم للديموقراطية ومسيرة التنمية في وطنكم الكويت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )