الكويت أمانة في أعناقنا
خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - جاء ليطفئ النيران السياسية التي اشتعلت بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد أن قدم الوزراء استقالاتهم تحت عنوان «عدم التعاون» مع مجلس الأمة.
النيران السياسية تلك سبقتها حالة كويتية عنوانها «الهرولة في المكان» بسبب الخلل الرئيسي الأكبر في العلاقة بين السلطتين وهو الفصل بين السلطات.
كان لافتا ان يسبق خطاب سمو الأمير أمس خطابان الأول كان باجتماع رؤساء تحرير الصحف المحلية في 19/9/2007، والثاني كان خطاب العشر الأواخر في 10/4/2007، وجاء خطاب الأمس ليؤكد التحذير من الاستمرار في خرق مبدأ دستوري مهم وهو الفصل بين السلطات وفق المادة 50 من الدستور وهذا ما أكده صاحب السمو أمس قائلا: «فالديموقراطية التي ندعو لها تعني الحكمة في الحوار، دون الاندفاع نحو التعسف باتخاذ القرار، وعدم تجاوز الأصول البرلمانية التي رسمها وحددها الدستور، والحفاظ على مبدأ فصل السلطات».
هذا المبدأ الدستوري المهم لم يكن نبراسا للتعاون بين السلطتين والعلاقة فيما بينهما فأصابنا الجمود الذي أغلق بدائرته على طموحاتنا لديرتنا ولأهلها ومستقبل أبنائهم.
ولا يمكن لهذه الدائرة ان تنكسر فعليا إذا لم يلتفت كل منا كمواطنين إلى واجباتهم قبل حقوقهم ويعرف أعضاء السلطتين أن الوهج السياسي مهما بلغ مجده فهو أمر زائل أمام العمل لصالح الكويت وأهلها بعيدا عن المبارزة السياسية التي تدمي مصالح الكويت وأهلها الذين يدفعون الأثمان غالية.
هذه الأثمان الغالية استشرفها صاحب السمو أمير البلاد - حفظه الله - في كلمة لأبنائه وبناته الكويتيين حين قال: «ان الظروف والأوضاع المحلية، والتطورات الاقليمية والدولية المحيطة بنا، تفرض علينا ان نقف مع أنفسنا وقفة جادة، نسترجع من خلالها ما عملنا وما يجب ان نعمله من اجل أمن وسلامة وطننا، فنحن لسنا بعيدين عن هذه المتغيرات، وحري بكل مواطن غيور على وطنه ان تكون تلك الأوضاع دافعا للعمل الوطني الجاد، ونبذ الخلافات، وأن تتوحد صفوفنا حتى تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فنحن في هذا الوطن اخوة متحابون، لا مكان فيه للتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما على حساب الوطن، الولاء بيننا لله ثم للوطن الذي نعيش على أرضه نحميه بوحدتنا الوطنية، ونبني أسواره بتعاضد أبنائه، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
فما يجري في العديد من دول المنطقة، هو عبرة وعظة تدفعنا إلى نبذ خلافاتنا والانصراف الى تنمية وطننا مستفيدين مما أفاء الله به علينا من نعم كثيرة، وما نتمتع به من حرية في القول والفعل، وديموقراطية في اسلوب الحياة نحسد عليها».
نعم، فالكويت هي أم الجميع وهي لكل كويتي وكويتية مخلصين في حبها والولاء لها، هكذا عرفناها وهكذا عرّفنا أنفسنا من خلال الإيمان المطلق بها وهو الأمر الراسخ والمبدئي من أجل بقائنا واستمرارنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )