مبارك الخالدي
أنعش الأبيض آماله في الصراع على حجز بطاقة التأهل للمجموعة الثانية في دوري ابطال آسيا بعد فوزه المستحق على الوصل الاماراتي بهدفين لهدف في نطاق الجولة الرابعة من المجموعة ويبقى التأهل بيد لاعبي الابيض اذا ما فازوا في آخر مباراتين امام سايبا الايراني والقوة الجوية العراقي ولن يلتفت لباقي النتائج.
ولم يأت هذاالفوز من فراغ، فعلى الرغم من الظروف القاسية التي عانى منها شباب الابيض قبل وأثناء دخولهم المباراة سواء كان نقصا في العناصر المؤثرة كغياب قسري للمحترف التونسي زياد الجزيري والانغولي ماكينغا وكذلك نجم الدفاع يعقوب الطاهر علاوة على العبء النفسي الكبير الذي القى بظلاله على الكتيبة البيضاوية نتيجة مطالبة جماهير وادارة الفريق بتحقيق الفوز تحت اي ظروف لانه السبيل الوحيد للدخول مجددا في مهمة المنافسة بهذه المجموعة.
ولم يخيب نجوم الأبيض آمال محبيهم فحققوا بالموجود من اللاعبين ما لم يحققوه وهم مكتملين وكأنهم يثبتون عملا لا قولا ان «الأبيض بمن حضر».
فالفوز ليس وحده العلامة الفارقة في هذا اللقاء ولكن الكل اجمع على ان الكويت قدم عرضا لم يقدمه منذ فترة طويلة جعلت الكل يتساءل عن الخلطة السحرية التي وضعها الجهاز الفني بقيادة ابن النادي الكابتن محمد عبدالله ومساعده الفطن طاهر العدواني تلك الخلطة هي لا شك عبارة عن مجموعة من العوامل تفاعلت فيما بينها تفاعلا مدروسا انتجت من خلالها عطاء متناسقا وجميلا تكلل بالفوز المستحق الذي وضع الابيض مجددا في طليعة المتنافسين على بطاقة التأهل.
ولعل أبرز تلك العناصر النزعة الهجومية الكبيرة التي لعب بها الفريق حيث زج الجهاز الفني (كما وعد في المؤتمر الصحافي قبل المباراة) بالواعد خالد عجب مهاجما صريحا اساسيا اربك دفاعات الخصم عاونه طوال التسعين دقيقة الانغولي الذي عاد لتألقه موريتو والجميل في شكله وادائه عبدالرحمن العوضي الذي اشعل الجبهة اليمنى بتحركاته مخففا العبء عن وليد علي الذي اشتغل دون مضايقة من احد في جهته اليسرى كالمعتاد.
هذا التنوع في طرق الهجوم ادى إلى خلخلة الخصم بارباك حساباته ما اوقعه في اخطاء دفاعية كانت كفيلة بزيادة الغلة الى اكثر من 4 أهداف علاوة على ضربة الجزاء الصحيحة التي اغفلها حكم المباراة.
وثاني تلك العوامل الجرأة في أداء اللاعبين وهي صفة لم تكن ملحوظة من قبل فقد دخل افراد الكتيبة البيضاء بروح معنوية عالية لم يفت من عزيمتها الهدف المبكر الذي دخل مرماهم فلقد لعب الجميع بأريحية وثقة بالنفس جعلت خصمهم يتردد في الكثير من الأوقات ما أفقده المبادرات المعهودة منه.
اما العامل الثالث فهو التنوع في طرق باب الخصم فتارة من حيث التسديد القوي لحسين حاكم او وليد علي او جراح، وتارة اخرى بالاختراق من العمق والمحاولات الجانبية، والتي أثمرت الهدف الثاني من جملة تكتيكية رائعة.
رابع هذه العوامل الانتشار السليم داخل الملعب حيث لاحظ كل من تابع المباراة ان اليوم كان مختلفا بالنسبة للاعبين فهم في كل مكان من ارجاء الملعب ليس عبثا ولكن بوعي وهذا ما أسهم في التقليل من الاخطاء في التمرير، الأمر الذي شتت تركيز لاعبي الخصم فتركوا المساحات شاغرة الا من لاعبي الابيض الذين احسنوا التركيز في التواجد في المكان المناسب.
واخيرا العامل الخامس وهو ما صرح به الكابتن محمد عبدالله مدرب الفريق بعد المباراة بأن اللاعبين نفذوا ما طلب منهم بدقة وكان تركيزهم حاضرا هجوما ودفاعا، مبررا العودة بعض الشيء للدفاع في الثلث الاخير للمباراة بنشاط الخصم ومحاولاته التعويض بعد نزول الهداف الخطير محمد سالم العنزي، الأمر الذي استلزم المحافظة على النتيجة بتكثيف تواجد اللاعبين في المنطقة الخلفية واغلاق المنافذ.
واضاف عبدالله ان الفوز لا شك احيا امالنا مجددا في الحصول على بطاقة التأهل خصوصا ان نتيجة المباراة الاولى جاءت لمصلحة المجموعة الا ان المؤكد ان امامنا عملا كبيرا لاستثمار الحالة المعنوية العالية بعد هذا الفوز المستحق.
الى ذلك، عبر قائد الفريق وحارس مرماه خالد الفضلي عن سعادته بالفوز قائلا ان ما يثير الشعور بالسعادة ذلك العرض المشرف والروح العالية التي ابرزها اللاعبون الذين ضربوا عصفورين بحجر واحد وهو الفوز مع العرض الطيب الذي اعاد للجميع الصورة الناصعة للأبيض الكبير.