حامد العمران
«واثق الخطوة يمشي ملكا» هذه المقولة تنطبق على فريق القادسية لكرة اليد الذي قلب الطاولة على الفرق المحلية وتخطى الفريق تلو الآخر في طريقه نحو بطولة كأس الاتحاد الـ 40 للعبة وظهر الاصفر كالعملاق الذي يخطو بثبات نحو الهدف محطما كل ما يقابله ليكون الاجدر بالحصول على كأس الاتحاد والاحق بعد المستوى الرائع الذي قدمه ابناء بني قادس ليعود الاصفر من جديد الى قمة منصة التتويج بعد غياب موسم واحد فقط كان بمنزلة النكسة عند ابناء حولي.
فارق في المستوى
قد يستغرب البعض من فارق المستوى الذي قدمه القادسية في بطولة الدوري وفي الكأس وشتان ما بين المستوى الفني وروح الفريق في البطولتين، ولهذا الفارق في المستوى اسباب عدة اولها ان القادسية كان يعاني في بطولة الدوري من غياب الحارس الدولي المتألق حمد الرشيدي الذي حرمته الاصابة من اللعب الا في المباريات الاربعة الاخيرة التي اهلت الاصفر لبلوغ المربع الذهبي بعد ان كانت بعيدا عن حسابات التأهل ولكن نتائج الفرق الاخرى خلقت الفرصة من جديد للاصفر الذي تأهل الى المربع الذهبي ولكنه لم يستغل الفرصة.
ولكن جاء الكأس ليقول القدساوية كلمتهم من اللقاء الاول في الدور التمهيدي، حيث تغلبوا على العربي صاحب المركز الثاني في بطولة الدوري وهذا ما جعل النقاد يتنبأون بعودة الاصفر مجددا الى الساحة خاصة بعد التألق الصريح من الحارس الرشيدي الذي يعتبر احد الاسباب الرئيسية في حصول القادسية على البطولة.
كما أن عودة الرشيدي اعطت مدرب الفريق عدنان بلحارث الثقة لان يلعب بطريقة واحدة اغلب مباريات البطولة وهي 6-0 لثقته بالحارس ووجود لاعبين طوال القامة في الفريق امثال علي الحداد ومبارك دحل ووقف الى جانبهم بدر عباس وعبدالله الحداد واحيانا مهدي القلاف وهؤلاء طبقوا ما يريده المدرب واغلقوا منطقة الوسط مع اللجوء الى حوائط الصد باغلاق منطقة من المرمى وترك الاخرى للحارس الرشيدي الذي ابلى بلاء حسنا.
ثبات التشكيلة
وايضا من الاسباب الرئيسة التي ادت إلى ارتفاع مستوى الفريق ثبات التشكيلة والاعتماد على 6 لاعبين في الهجوم مع مشاركة صالح الجيماز في الفترات التي يحتاج الفريق الى جهوده ومشاركة الجناح الايسر ناصر بوخضرا عندما يهبط مستوى كابتن الفريق بدر عباس وهذا الاستقرار كان له دور فعال ادى الى ارتفاع مستوى اللاعبين تدريجيا خلال المباريات بالاضافة الى تغيير لاعب واحد فقط في الدفاع وهو مبارك دحل ليسير القادسية بثبات نحو البطولة.
وقبل ان نعرج على الصليبخات لابد ان نذكر نقطتين رئيسيتين في اداء القادسية الاولى ان الحظ كان له دور في خدمة المدرب بالتزام اللاعبين في وقت متأخر من الدوري في التدريبات وهذا ما جعل الفريق يسير في خط تصاعدي في المستويين الفني والبدني وصل الى ذروته في بطولة الكأس وهذا نتيجة الاعداد المتأخر للفريق.
والنقطة الثانية التي تحسب للمدرب عدنان بلحارث هي التحفيز الممتاز للمباراة النهائية واشراك صانع الالعاب صالح الجيماز في مركز الدائرة لكسر طريقة الصليبخات 3/3 بوجود 4 لاعبين في الخط الخلفي وهذه النقطة الايجابية التي لم تكن في حسبان اي مدرب او ناقد وتحسب لمدرب القادسية وفي اعتقادنا انه لولا هذا الفكر لما استطاع القادسية ان يحرز الكأس ويتغلب على الصليبخات.
وللامانة كان القادسية الفريق الافضل في البطولة والوحيد الذي لعب 4 مباريات قوية مع فرق مرشحة وهي على التوالي مع العربي والسالمية والكويت واخيرا مع الصليبخات لذلك يستحق الاصفر عن جدارة لقب بطل الكأس للمرة الخامسة في تاريخه.
وقبل ان ننهي الحديث عن القادسية يجبرنا صانع الالعاب مهدي القلاف على الثناء على مستواه الذي قدمه طوال الموسم وكان بحق افضل لاعب في صفوف الاصفر، وصاحب اليد الطولى في العروض القوية للقادسية فما برز عبدالله الحداد وصالح الجيماز وعلى الحداد في بطولة الكأس وقدموا مستوى مميزا الى جانب بدر عباس وباقر خريبط.
الصليبخات يستحق النهائي
يعتبر الصليبخات من افضل الفرق المحلية ويملك كوكبة كبيرة من النجوم واثبت الفريق انه كبير بأدائه ويستحق الوصول الى النهائي بعد خسارته بفارق هدف واحد فقط جاء في الثواني الخمس الاخيرة، وللامانة يفتقد الصليبخات لوجود حارس بمستوى الفريق وهذه هي القشة التي دائما تقصم ظهر الصليبخات والتي يضطر المدرب الجزائري سعيد حجازي الى رفع معدل اللياقة البدنية الى اعلى المستويات ليبذل اللاعبون جهدا خارقا خلال المباريات لتعويض ضعف حراسة المرمى من خلال الدفاع المتقدم الذي يتطلب مجهودا مضاعفا وهذا غالبا ما يؤثر على الفريق في الدقائق الاخيرة بعد استنزاف المخزون اللياقي.
اثبت الصليبخات انه افضل فريق في التعامل مع المباريات النهائية عندما تأخر في النتيجة بفارق 6 اهداف واستطاع التعويض بالوصول الى التعادل ثم تأخر بفارق 5 اهداف واستطاع ايضا ان يصيد التعادل ويلجأ الى الوقت الاضافي وهذا يدل على ان خبرة لاعبي الصليبخات لا تضاهيها خبرة في الاندية الاخرى ولكن «الحلو ما بيكملش»، لان الحراسة بحاجة الى حراسة.
واستطاع مدرب الصليبخات سعيد حجازي ان يقدم وجها يسير نحو النجومية وهو الناشئ مشاري طه الذي كان مميزا في الملعب وخاصة في المباراة النهائية واذا استمر هذا اللاعب على نفس المستوى دون توغل الغرور الى نفسه فسيصبح في القريب العاجل احد العناصر الاساسية في المنتخب الاول الى جانب ظهور الناشئ رائد التراك بمستوى جيد خلال الفترة التي شارك فيها ويحتاج الشقيقان سامح الهاجري ومحسن الهاجري الى جانب هيثم الرشيدي الى مراجعة حساباتهم ومعرفة اسباب ابتعادهم عن مستواهم المعروف.
الكويت مشكلته في المدرب
لم يكن بالامكان افضل مما كان، هذه الجملة تنطبق على الكويت صاحب المركز الثالث الذي كان مشواره سهلا في الكأس بتأهله الى الدور الثاني بالقرعة ثم واجه النصر الذي يعتبر فريقا عاديا ليفوز عليه بفارق 10 اهداف ليتأهل الى الدور قبل النهائي ويواجه القادسية الذي كان افضل منه في المستوى الفني.
الابيض ليس بامكانه تحقيق افضل من هذا المركز لان بعض الفرق الاخرى تتفوق عليه بوجود مدربين جيدين على عكس مدرب الابيض زين الدين الصغير الذي يعتبر احدى مشاكل الفريق وهذا ما يتضح للعيان، ففي الفرق الاخرى سواء كانت الكبيرة او الصغيرة نجد تشكيلة ثابتة ولكن في الكويت ليس مستغربا ان يشارك 14 لاعبا خلال العشرين دقيقة الاولى وايضا قد نجد لاعبا متألقا يجلسه على دكة الاحتياط بالاضافة الى اتباع طريقة الدفاع المتقدمة 3/3 «عمال على بطال» امام كل الفرق حتى الصغيرة التي لا يوجد بها خط خلفي ضارب وايضا قد تجد لاعبا متألفا في مباراة ولا يشركه كلاعب اساسي في المباراة التي تليها.
كل هذه التخبطات من تأليف الجزائري زين الدين الصغير الذي على ما يبدو انه يريد للابيض ان يكون صغيرا ولا يكبر.
من هذا المنطلق وهذه الاسباب نقول ان المركز الثالث يعتبر جيدا للكويت في ظل وجود مدرب لا يعرف ماذا يريد وصاحب شخصية مهزوزة واستمراره مع الفريق في الموسم المقبل يؤكد ان الابيض لن يتقدم عن مركزه الا بحدوث معجزة كمشاركة فريقين فقط في البطولات المحلية وانسحاب الفرق الاخرى.