«يا مدّور الهيّن ترى الكايد أصعب» واذا أراد منتخبنا «الأزرق» ان يلعب على راحته في مواجهة البحرين الليلة فعليه ألا يذهب لملعب المباراة ويكتفي بالجلوس في الفندق، أما اذا أراد ان يفوز باللقاء فعليه ان يبحث عن الصعب «ليهونه» على نفسه، واذا أراد ان نصفق له ونرفعه على الأكتاف فعليه ان يأكل أكل جمل ويلبس ثوب البطل، ففي مثل هذه المواجهات علينا ألا نركن للراحة أبدا ونترك «الهيّن» ونبحث عن الصعب لنروضه ونسهله على أنفسنا.
الليلة إما ان يكون الأزرق في حلبة المنافسة أو يبتعد عنها وأمامه عدة طرق للتعامل مع المباراة جيدا للخروج بنتيجة ايجابية والابتعاد نهائيا عن الخسارة التي قد تخرجنا من البطولة، فالتعادل مرة اخرى يجعلنا ننتظر المباراة الأخيرة مع العراق والفوز فقط يريحنا ومن شأنه ان يحفظ لنا الصدارة.
ولا تختلف مباراة البحرين الليلة عن سابقتها أمام عمان بل ان الخصمين يكادان يتشابهان في الامكانيات والخبرة بل حتى في أعمار اللاعبين وطول قاماتهم، ويعلم المدرب محمد ابراهيم ان مصادر الخطورة في المنتخب البحريني تتمثل في لاعبيه عبدالله عمر وعبدالله فتاي اللذين يجب وضعهما تحت الرقابة تماما بحيث لا يسمح لهما بالانطلاق بالكرة لخطورتهما المتناهية في التمرير والتسديد، ومن الملاحظ ايضا طول قامة متوسطي الدفاع في البحرين وهما حسين بابا وسيد عدنان فالأفضل التعامل معهما بالكرات القصيرة المتبادلة التي يجيدها بدر المطوع لكنه بحاجة الى لاعب آخر من الخلف يسانده في تكملتها والاقرب لاجادة هذه المهمة هو صالح الشيخ او خالد خلف في حال مشاركته.
ويدخل الازرق بتشكيلته السابقة المكونة من نواف الخالدي ويعقوب الطاهر وحسين فاضل ونهير الشمري ومساعد ندا وصالح الشيخ وطلال نايف وجراح العتيقي ومحمد جراغ وبدر المطوع واحمد عجب، وفي حال عدم مشاركة جراغ فإن وليد علي او خلف سيحلان مكانه، ولسنا بحاجة لتذكير لاعبينا بأداء مهامهم فالانضباط الفني الذي كانوا عليه في مباراة عمان يجب ان يطبق كما يمليه عليهم ابراهيم، ونريد منهم ان يلعبوا كما لعبوا امام عمان حارسا ودفاعا ووسطا وهجوما، لكن لا نريد من المدافعين ان يسمحوا بانفرادات اخرى ولا نريد من احمد عجب ان يضيع فرصا اخرى، فقد وعدنا وتعهد لنا ان يعوض ما فاته في مباراة اليوم، وهو قادر بلا شك على تسجيل اكثر من هدف.
والملاحظة الاخرى على خط الوسط وتحديدا طلال نايف والعتيقي، فأمامكم مهمة قتالية تتطلب منكم «حرث» ارضية الملعب وقطع دابر كل الكرات البحرينية في مهدها، لأن البحرينيين يجيدون تبادل الكرات القصيرة وسرعة التحول الى ملعب الخصم، وعلى جراغ ان يخرج كل ما عنده، فنحن واثقون انه يملك الكثير من القدرات، وتحديدا في الناحية الهجومية، وعليه ان يكمل العاب المطوع وعجب وان يهيئ لنفسه فرصا للتسجيل، ولا يمكن في اي حال ان نسجل ونحن نعتمد على لاعب او لاعبين، فلاعبو الوسط والهجوم مطالبون بأن يتعاونوا في انسيابية الطريق نحو مرمى الخصم، ومدربنا ابراهيم يدرك ان مدرب البحرين التشيكي ميلان ماتشالا يخطط للوصول الى مرمى الازرق، وعليه ان يوازن في مهامه، فلا دفاع مفرط ولا هجوم مبالغ فيه، وعلى ابراهيم ايضا ان يحسن قراءة المباراة منذ البداية ويستخدم اوراقه في التبديل عند الحاجة اليها.
ويلعب المنتخب البحريني ولديه 3 نقاط بعد فوزه المثير على العراق 3 - 1، وبالطبع فإن ظروف المباراة لا تجعلنا نحكم على البحرين جيدا بعدما واجه خصما يلعب بـ 9 لاعبين لفترات طويلة، لكنه كما عرفناه منتخب منتظم يملك عناصر ذوي خبرة، واهم عناصره محمد حبيل وفوزي عايش وحسين بابا وسلمان عيسى وعبدالله عمر وعبدالله فتاي وعادة ما يعتمد على الجهة اليسرى التي يتواجد بها سلمان عيسى «مهندس» ألعابه الجانبية، ويجب على يعقوب الطاهر ان يواجهه بالقوة المشروعة وان يبعده عن منطقة الجزاء ما استطاع.
وعلى لاعبينا ان يتجنبوا الاصطدام مع لاعبي البحرين او مبادلتهم الخشونة حتى لا نفقد عنصرا اساسيا مما يعرض الازرق للخطر.
مواجهة الليلة ستكون بين جيلين في التدريب، ماتشالا وابراهيم، ومثلما يقولون في الملاعب ان الشوط الاول شوط اللاعبين والشوط الثاني شوط المدربين، فمن سيتفوق على الآخر؟
يقود المباراة الحكم الهولندي اريك براهام..