عبدالله العنزي ـ فهد الدوسري ـ مبارك الخالدي
عبدالعزيز جاسم ـ يحيى حميدان
تعقد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة في السابعة من مساء اليوم اجتماعا عموميا غير عادي بكل ما تعنيه الكلمة على الرغم من انه يحمل ثلاثة بنود فقط وهي:
تعديل المادة 32 من النظام الاساسي ليصبح عدد اعضاء مجلس ادارة الاتحاد 14 عضوا بدلا من 5، ومناقشة ما جرى من احداث في عمومية الاتحاد الآسيوي التي عقدت مؤخرا في ماليزيا، وكذلك الاطلاع على الكتب المرسلة من اللجنة الانتقالية للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وما تبعها من اتهامات بتحريف ما جاء في الاجتماع التشاوري للاندية مع الانتقالية الذي عقد الشهر الماضي.
والاوضاع التي شهدتها الفترة الماضية جاءت متصاعدة جدا وحملت الكثير من المفاجآت التي سينفجر صداها اليوم داخل مبنى اتحاد الكرة في العديلية، ولعل ابرز ما يجب الوقوف عنده هو قرار اندية التكتل بعدم الموافقة على تعديل المادة 32 من النظام الاساسي لان هذا الامر قد يعيق انهاء الازمة مع «فيفا» بدليل ان الاخير لم يرسل اي تأكيد على موافقته على التعديلات وهذا الامر مثار قلق كبير خصوصا ان هناك الكثير من المتربصين بالكرة الكويتية ولن يترددوا في اتخاذ أي اجراء لايقاع العقوبات على الكويت واولهم رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام الذي كان هو نفسه قد تعهد بالضغط على «فيفا» من اجل الموافقة على تعديل المادة 32 الا انه يتهرب حاليا من هذه الوعود ويحاول وضع العراقيل بعد ان صوتت الكويت لصالح الشيخ سلمان بن ابراهيم في انتخابات المكتب التنفيذي.
وتأتي رغبه اندية التكتل هذه لإنهاء دورها في الازمة الرياضية ووضع الحكومة في موقف محرج بغية الموافقة على تعديل القوانين الرياضية 5/2007 التي هي المطلب الاساسي لـ «فيفا» بدليل الكتاب الاخير الذي ارسل للكويت قبل 48 ساعة من الان والذي جاء مؤكدا على ضرورة تعديل القوانين الرياضية قبل 31 مايو الجاري والالتزام بالتعهدات التي قطعها المسؤولون بالحكومة بتعديلها قبل هذا التوقيت.
وكانت اندية التكتل قد عقدت اجتماعا تشاوريا مساء امس في منزل رئيس نادي القادسية الشيخ طلال الفهد لبحث آخر المستجدات بالساحة الرياضية وكذلك للاتفاق بشأن الخروج بصيغة مشتركه اثناء العمومية وبموقف واحد مما سيعرض بجدول الاعمال.
ومن المؤكد ان اتخاذ قرار موحد من قبل اندية التكتل برفض تعديل المادة 32 من النظام الاساسي سيؤدي الى العودة بالازمة الى المربع الاول من وجهة نظر اندية المعايير الاربعة والعضوين في اللجنة الانتقالية حمود فليطح وصلاح الحساوي، علما ان الاخير هدد اكثر من مرة باتخاذ اجراءات قانونية كرفع دعوى نيابية على من يرفض تعديل المادة 32 كونه يخالف رغبات سمو الامير في ان يكون عدد اعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة 14 عضوا، في حين ترى التكتل ان نظراءهم في المعايير وافقوا على مخالفات صريحة للقانونين 5/2007 و42/1978 عندما اعتمدوا ما جاء في النظام الاساسي الذي اقر في 26 نوفمبر 2007 حسب رغبة فيفا وجاء في اكثر من مادة منه مخالفات للقوانين المحلية.
ولعل البند الاخر الذي سيشهد مناقشات حادة سيكون ايضاح الملابسات التي جرت بعد الاجتماع التشاوري الاخير بين اللجنة الانتقالية والاندية وما تردد بعد ذلك من ان الانتقالية متورطة في عملية تزوير لضمان المشاركة والتصويت بعمومية الاتحاد الآسيوي وانها قد انتخبت من قبل الاندية في هذا الاجتماع التشاوري لتكون مجلس ادارة منتخب لاتحاد الكرة الامر الذي دفع اندية الكويت والعربي والسالمية وكاظمة لطلب ايضاحات اكبر من الانتقالية بهذا الشأن، كذلك البيان الذي اصدره رئيس الكويت عبدالعزيز المرزوق الذي ينفي توقيعه على اي محضر بهذا الشأن وكذلك دخوله في لجنة للمراقبة كما اوضحت الكتب المرسلة لـ «فيفا».
ومخرج هذه الاجراءات الذي ستستند اليها الانتقالية ان صحت الاتهامات الموجهة اليها، انها اجرت هذه الانتخابات وحصلت على الاغلبية المؤيدة وهي 10 اصوات من اندية التكتل وهي نتيجة ديموقراطية ويجب على الجميع الانصياع لكلمة الجمعية العمومية وهو مخرج قانوني سليم الا انه يفقد الانتقالية المصداقية بعد ان اكذ مسؤولو الاندية ان انتخابات مثل هذا النوع لم تحدث في الاجتماع التشاوري.
العمومية غير العادية اليوم سترسم بشكل كبير الاوضاع المقبلة للكرة الكويتية من الجانب الاداري على الاقل، بل ان نتائجها ستفتح الباب الواسع امام تنبؤات مستقبل الكرة في البلاد في ظل الغياب الحكومي والدور الجوهري الذي من المفترض ان يلعبه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المستشار بدر الدويلة في تعديل القوانين الرياضية التي هي المطلب الاول والاخير لـ «فيفا».