القاهرة ـ سامي عبدالفتاح
يسدل الستار على بطولة الدوري المصري لكرة القدم اليوم عقب نهاية المباراة الفاصلة بين الاهلي والاسماعيلي في السابعة مساء بتوقيت الكويت على ملعب المكس بالاسكندرية، وهي المباراة التي سيتحدد على ضوء نتيجتها الفريق البطل ووصيفه، وكانت لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة نايف عزت، قد قررت الاحتكام إلى ضربات الترجيح في حال انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للقاء بالتعادل وقد أرسلت لجنة المسابقات من جانبها ما يفيد بذلك للأهلي والإسماعيلي منعا لأي اعتراضات لاحقة، ومن المقرر ان يدير المباراة الحكم الدولي الاسباني كارلوس فيلاسكو كاربالو.
وقد استعدت قوات الأمن بمدينة الاسكندرية لاستضافة اللقاء الفاصل والحاسم باستخدام كاميرات المراقبة التلفزيونية أمام منطقة ستاد المكس وعلى الأبواب وداخل المدرجات، وذلك لتسجيل أي مخالفات من جانب جماهير الفريقين خلال المباراة.
ومن جانبه، اكد مساعد وزير الداخلية لأمن الاسكندرية اللواء خيري موسى انه سيتم فتح أبواب الستاد للجماهير اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الخامسة مساء أو في حالة امتلاء مدرجات الستاد قبل هذا الموعد، وشدد موسى على حظر حيازة أي من جماهير الناديين أي العاب نارية أو أشياء صلبة أو زجاجية، وقال انه لن يسمح بدخول معلبات العصير الكارتون أو المياه المعدنية الصغيرة، ولن يسمح بإجراء اي حوارات صحافية أو تلفزيونية بأرض ملعب المباراة على أن تتم كل المقابلات خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقب اللقاء، مشيرا الى أن تذاكر الدخول الخاصة بجماهير النادي الاهلي ستكون باللون الأحمر والتذاكر الخاصة بجماهير الاسماعيلي باللون اللبني، موضحا أن جميع التذاكر مختومة بختم الاتحاد المصري لكرة القدم ومديرية الشباب والرياضة ومديرية امن الإسكندرية.
وجاءت استعدادات الفريقين للمباراة قوية ومصحوبة بالحذر، نظرا ان جميع الحسابات واردة بها، وطموح الفوز بلقب الدوري يكاد يكون متساويا بالفعل بين الجانبين فالأهلي يريد حسم اللقب ليحتفظ به للعام الخامس على التوالي، خاصة بعد ان خرج من جميع منافساته هذا الموسم خالي الوفاض دون ان يحقق بها اي شيء يذكر وكان آخرها خروجه المهين من الدور الـ 16 لبطولة دوري ابطال افريقيا على يد فريق كانو بيلارز النيجيري المغمور ليفقد طموحه الافريقي والبطولة التي كان يحمل لقبها من الموسم الماضي ليبدأ معركة افريقية جديدة في كأس الاتحاد الافريقي، ومن قبل خروجه الافريقي كان الاهلي قد خرج مبكرا من بطولة كأس مصر على يد فريق حرس الحدود في منافسات دور الـ 16 ايضا.
اما فريق الاسماعيلي فهو يبحث عن مجد جديد يضاف لرصيده من البطولات والألقاب ليعيد زمن الاداء الجميل للدراويش ويعيد إليه هيبته التي يفقدها منذ سنوات طويلة. وكانت الاستعدادات داخل المعسكرين الاحمر والاصفر قائمة على قدم وساق منذ انتهاء لقائهما الاخير بالمسابقة، حيث ان المباراة تعد مباراة كؤوس ولا تقبل القسمة على اثنين ولابد ان تسفر عن فائز ومهزوم، وبالتالي فالفريقان يسعيان الى ان تكون تلك المباراة هي خير ختام لموسم صعب وشاق على الناديين، وبالتأكيد الحصول على لقب الدوري سيزيل الشعور بالتعب والارهاق عند الفريق الفائز بالبطولة وسيجعله يدخل استعداداته للموسم الجديد بمعنويات مرتفعة مغلفة بالسعادة والاصرار على تحقيق المزيد والمزيد من البطولات والألقاب في منافساته المقبلة. وعلى الرغم من ان الهدف من المباراة عند الفريقين واحد الا ان الاستعدادت داخل المعسكرين تسير في اتجاهات مختلفة.
اللقب الخامس أهم
الاهلي اختتم استعدادات للمباراة الفاصلة بمران اخير فرض عليه السرية الكاملة خاضه على ملعب النادي بفرع مدينة نصر وتوجه الفريق بعده مباشرة الى مدينة الاسكندرية للمبيت بها تفاديا لشعور اللاعبين بالارهاق والتعب لاسيما في ظل حالة تلاحق المباريات التي يتعرض لها الفريق هذا الموسم وعدم حصولهم على الراحة الكافية. وكان البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للنادي الاهلي قد نجح الى حد كبير في إعداد وتأهيل اللاعبين نفسيا وذهنيا للمباراة الفاصلة، حيث رأي جوزيه أن لاعبيه أكثر حاجة للإعداد النفسي، وإخراجهم من حالة التوتر والقلق التي كانت تسيطر على معظمهم، اما مسألة الاعداد الفني فلم ينظر لها المدرب البرتغالي لعلمه ان اغلبية اللاعبين بفريقه من اصحاب المهارات الخاصة ولديهم من الخبرة الدولية ما يؤهلهم لحسم الامور في المواقف الصعبة، مشيرا الى ان الاهلي تعرض لمثل هذه المواقف المصيرية والمباريات الحاسمة كثيرا خلال منافساته الماضية وبالتالي فهو يرى ان لاعبيه كانوا في حاجة للاعداد النفسي اكثر من الاعداد الفني الموجود بالفعل بين لاعبي الفريق، كما حرص جوزيه علي التحدث كثيرا مع لاعبيه للتخفيف عنهم والتقليل قدر المستطاع من العصبية التي كانوا عليها في مباراة الفريق السابقة امام طلائع الجيش، وشدد جوزيه في حديثه مع اللاعبين على أنهم لن يستطيعوا تحقيق الفوز في لقاء الغد وحسم اللقب إلا إذا تخلصوا من حالة التوتر
والقلق التي اصبحت تلازم الاغلبية العظمى منهم، مؤكدا لهم أنهم الأفضل والاقرب لحسم البطولة من كل الوجوه، وبالتالي فهو لا يرى أي داع ان يخوضوا اللقاء بقلق او توتر.
وفي نفس السياق اكد المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة بالأهلي حسام البدري ان الفريق استعد جيدا للمباراة، وان اللاعبين لديهم دفعة معنوية هائلة واصرار غير عادي لتحقيق اللقب الخامس على التوالي، لاسيما ان الفريق فقد هذا الموسم كل القابه سواء المحلية او الافريقية ولم يتبق امامه غير الاحتفاظ بلقب الدوري حتى لا ينتهي الموسم دون ان يحقق المارد الاحمر اي بطولة.
الدراويش وعودة الأمجاد
في المقابل اختتم الإسماعيلي تدريباته امس بمعسكره المغلق الذي يقيمه منذ ايام في أحد الفنادق بمدينة الإسكندرية استعدادا للمباراة، وكان الجهاز الفني للفريق بقيادة البرازيلي ريكاردو قد قرر الدخول في معسكر بالاسكندرية حيث مكان اقامة اللقاء لإبعاد اللاعبين عن المؤثرات الخارجية والضغط العصبي حتى لا يؤثر ذلك عليهم بالسلب، وقد سادت حالة من الارتياح بين افراد الجهاز الفني للاسماعيلي وفي مقدمتهم المدرب البرازيلي بعد حالة الغيرة والجدية التي صاحبت اداء اللاعبين في الفترة الاخيرة، وكذلك السباق المحموم بين اللاعبين في التدريبات الاخيرة من اجل اللحاق بالمباراة والدخول في تشكيلتها الاساسية.. ايضا سادت حالة من التفاؤل في نفس لاعبي الاسماعيلي بعد عودة المهاجم محمد محسن أبو جريشة لصفوف الفريق نظرا لان وجوده سيدعم خط الهجوم ويجعله اكثر قوة وفاعلية في المباراة، بعد ان تغيب اللاعب عن مباراة الترسانة التي خاضها الفريق ضمن منافسات الاسبوع الاخير لبطولة الدوري بسبب الايقاف لحصوله على الانذار الثالث، لكن في الوقت نفسه سيفتقد الإسماعيلي جهود مدافعه الموزمبيقي داريو كان بعد حصوله على الإنذار الثالث في نفس المباراة.