تعهد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الأستثنائي أمس في القاهرة بـ «التعامل بايجابية» مع طرح الرئيس الأميركي باراك أوباما لتسوية نزاع الشرق الأوسط للتوصل إلى السلام وبـ «اتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الأميركي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية».
وشارك في الاجتماع عشرة وزراء خارجية فيما يعتبر تمثيلا ضعيفا نادرا، ومثل الوزراء الغائبين وزراء دولة ومندوبون دائمون لدولهم في مقر الجامعة العربية وسفراء لبلادهم في القاهرة ومدير إدارة في الجامعة العربية.
ورغم اشتراط اسرائيل الاعتراف بيهوديتها ورفض وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية الذي تجلى في اعلانها تخصيص 250 مليون دولار للمستوطنات في ميزانيتها لعامي 2009/2010 طالب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الاجتماع الطارئ بموقف مرن من التسوية.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ «يونايتد برس انترناشونال» ان وفدا وزاريا عربيا يضم الامين العام للجامعة عمرو موسى سيطرح ما توصل اليه الوزراء امس من خطة تحرك على اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها الوزاري غدا في ايطاليا.
واشارت تصريحات صادرة عن الجامعة العربية والرباعية الدولية الى ان الرئيس الأميركي بصدد عرض طرح جديد للسلام في منطقة الشرق الاوسط.
ولم يتأثر الموقف الاسرائيلي المعطل لعملية السلام بمطالبات الرئيس الأميركي باراك اوباما بوقف بناء المستوطنات ونموها الطبيعي وتأكيده في خطابه من جامعة القاهرة تأييده لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف بناء المستوطنات بل طالب بالاعتراف بـ «يهودية اسرائيل» مقابل قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح وهو ما اعتبره مراقبون نسفا لمبادرة السلام العربية.
وكان ابو الغيط قال امس الاول ان المطلوب من اجتماع مجلس الجامعة هو النظر في صياغة موقف عربي يتعامل مع المعطيات الحالية بالحفاظ على ثوابت الموقف العربي ولكن مع إبداء المرونة والانفتاح اللذين من شأنهما إعطاء القوة والدعم اللازمين للفلسطينيين لكي يستطيعوا أن يقدموا على المرحلة المقبلة بثقة في أن عمقهم العربي يقف إلى جوارهم ومؤيدا لكفاحهم التفاوضي.
واشار ابو الغيط إلى أن الإطار العام للموقف المصري يقوم على أساس تركيز الاهتمام على إنهاء النزاع وليس صرف الوقت في الحديث عن أمور تظل على أهميتها تشدنا إلى التفاصيل وليس إلى الصورة الكبيرة التي هي التسوية النهائية.