حددت المنتخبات العمرية الألمانية السقف التنافسي في القارة الأوروبية، إذ يحمل ناشئو وشباب «المانشافت» لقب أبطال كأس اوروبا لفئتي تحت 17 و19 عاما، كما توجوا منذ اسبوعين بلقب أبطال كأس أوروبا تحت 21 عاما في السويد، وهو إنجاز يعتبر الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم الأوروبية.
ويعتبر هورست هروبيش الرجل الأساسي خلف هذه النجاحات الأخيرة بعدما نجح هذا المدرب في قيادة منتخب تحت 19 عاما إلى المجد الخريف الماضي، ثم كرر هذا الأمر على رأس منتخب تحت 21 عاما، لكن هذا الرجل الذي كان يعتبر من أفضل اللاعبين في الكرات الهوائية خلال مشواره في الملاعب والذي يطلق عليه لاعبوه حاليا لقب «هوتي»، يواجه في المستقبل القريب التحدي الأكبر، لأنه بعد أقل من شهرين سيقود هذا الرجل، الذي توج بلقب كأس اوروبا مع المنتخب الألماني في عام 1980 وحل ثانيا في كأس العالم اسبانيا عام 1982، وسيقود منتخب بلاده في كأس العالم تحت 20 عاما «مصر 2009».
موقع «فيفا» أجرى مقابلة خاصة مع هداف هامبورغ وبوروسيا دورتموند السابق حول فلسفته وماذا يتوقع مستقبلا وعن لاعبيه الحاليين وكأس العالم تحت 20 عاما «مصر 2009».
هورست هروبيش، حصدت مع منتخبك المجد في السويد قبل أسابيع معدودة. إذا نظرنا الى هذه البطولة، ما رأيك بها؟
نحن راضون جدا، هدفنا كان أن نلعب كفريق موحد وأن نكون في وضع يسمح لنا بالسيطرة على المباريات. ولقد حققنا ذلك خصوصا في نصف النهائي والنهائي.
ما السر وراء تمكنك من استخراج أفضل ما يملكه لاعبوك الشباب؟ وما فلسفتك حيال هذه المسألة؟
نملك لاعبين فرديين ومن جهة أخرى لاعبين جماعيين، وكانت المهمة أن أجمع بين هاتين الفئتين. «سأفعلها» هي عبارة مهمة جدا في كتابي لأنها تعني «سأقوم بها بنفسي»، إنها الطريق التي أتصرف بها شخصيا وهذا ما أطلبه من اللاعبين. الشخصية والنزاهة خصوصا عندما يتعلق الأمر بتقييم نفسك وهي أمور مهمة جدا أيضا بالنسبة لي. على الجميع أن ينظر إلى نفسه ويتساءل: هل كل ما أقوم به منصبا نحو النجاح وهل أنا مستعد للعمل للغير؟ هذا هو السلوك الذي يجب أن يتعلمه اللاعبون. لا يمكنني أن أستعين بلاعبين يهزون رأسهم ويستمعون إلي وحسب، حيث أنني أريد لاعبين بإمكانهم التحدث والإدلاء برأيهم وأن يكونوا مستعدين للدفاع عنه.
استحداث مراكز وأكاديميات
ألمانيا هي البلد الأول الذي يتوج بألقاب كأس أوروبا لفئات تحت 17 و19 و21 عاما في آن واحد. ما الأسباب التي تقف خلف هذه السيطرة على كرة الفئات العمرية؟
أنا أعمل في الاتحاد الألماني لكرة القدم منذ عقد من الزمن، وإذا نظرتم الى الأمور التي استحدثت منذ 2000، مراكز مختصة بالأداء، أكاديميات، وكل الأمور التي كان يقوم بها الاتحاد، كلها أشياء تتبلور من خلالها الصورة الكبرى. ويجب ألا ننسى ماتياس زامر (المدير الرياضي في الاتحاد الألماني) الذي كان قوة دافعة في تطوير الشباب منذ وصوله إلى الاتحاد وهو أظهر دعمه الهائل لنا.
ستنطلق كأس العالم تحت 20 سنة في مصر بعد أقل من شهرين، ماذا تأمل أن تحقق هناك؟
نحن ذاهبون الى هناك كأبطال أوروبا، إذا كنت أملك كل اللاعبين الذين كانوا متواجدين معي في السويد واللاعبين الذين برزوا على الساحة منذ حينها أيضا فسنكون دون أدنى شك فريق باستطاعته المنافسة على اللقب، لن نكتفي ببساطة بالتأهل عن مجموعتنا أو الوصول إلى نصف النهائي لأننا نريد أن نشق طريقنا من البداية حتى النهاية.
ما برنامجكم للأسابيع التي تسبق انطلاق البطولة؟
سأبقى على اتصال مع معظم اللاعبين وأناقش تفاصيل الجداول الزمنية معهم، علينا أن نجتمع معا خلال هذه الفترة، لأربعة أيام أولا ثم لعشرة أيام. سنجتمع في فرانكفورت اعتبارا من 10 سبتمبر ثم نتوجه إلى مصر في 12 منه.
عدد من لاعبيك تم استدعاؤهم إلى المنتخب الأول، كم لاعبا آخر سيلحق بهم؟
لطالما كان لدي لاعبون يتمتعون بالصفات التي تخولهم للصعود إلى المنتخب الأول ولكن لا يمكنني أن أؤثر على تطورهم ما أن يصبحوا بعيدا عن إشرافي، لكن الشباب يملكون دون أدنى شك الإمكانية مثل سافيو نيسيريكو (وست هام يونايتد) وشتيفان رينارتس (باير ليڤركوزن) أو ماكسيم شوبو ـ موتينغ (هامبورغ). أتوقع أن ينجحوا في تحقيق هذا الأمر تماما، إنهم لاعبون نجحوا جميعا في إثبات إمكانياتهم في الارتقاء إلى مستوى التحدي على الصعيد الدولي، لكني أقول دائما للاعبين: أن تصبحوا أبطال أوروبا ليس بالأمر الصعب ولكن عليكم أن تثبتوا دائما مكانتكم ما أن تحققوا هذا الأمر. إذا نجحتم في الوصول إلى هذا المستوى فيجب أن يكون باستطاعتكم البقاء على المستوى ذاته دائما.
أين موقع كرة الناشئين في ألمانيا من حيث المستوى العالمي؟
مع هذا المنتخب، نحن لا نخشى أحدا في أوروبا، لقد سيطرنا على البطولة الأوروبية واستحقينا الفوز وأصبح اللاعبون يعلمون الآن كيفية مقاربة أي بطولة. بالنسبة لكأس العالم تحت 20 سنة فأنا أملك أفضلية وهي أنني لست مضطرا إلى بناء المنتخب من الصفر. وأعتقد أيضا أنه بفضل قوتنا الذهنية وبعد فوزنا بكأس أوروبا فلن يكتفي الشباب بتحقيق أفضل نتيجة ممكنة بل سنضع الكأس نصب أعيننا.
مجموعة الموت
ما تقييمك لمجموعتكم بوجود الولايات المتحدة الأميركية والكاميرون وكوريا الجنوبية؟
لقد حبست الأنفاس عندما سحبت قرعة المجموعة لأنها مجموعة صعبة للغاية. فرضت الولايات المتحدة الأميركية نفسها على قمة كرة الناشئين منذ فترة طويلة وهذه ليست مشاركتهم الأولى في النهائيات، ولا تحتاج كوريا الجنوبية والكاميرون إلى التعريف، المنتخبات الأفريقية مثل غانا والكاميرون وغيرهما، لطالما تواجدت في نصف النهائي. لقد وقعنا فعلا في «مجموعة الموت» هذه المرة لكن كل مباراة في كأس العالم هي بمنزلة مباراة نهائية. ومن المؤكد نحن نهدف لصدارة المجموعة.
من هم المرشحون في مصر؟
أبطال أوروبا هم دائما من بين المرشحين، لكن هناك أيضا عدد من المنتخبات التي ستكون مرشحة مثل البرازيل واسبانيا. لا يمكنك أن تتحمل أي هفوة في دور الـ 16 أو ربع النهائي، ونأمل أن نتجنب هذا الأمر. نحن في وضع جيد لنقدم كرة جيدة بالمنتخب الذي نملكه.