ستكون مشاركة الكويت رمزية في بطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها برلين من 15 الى 23 اغسطس الجاري، وستقتصر على العداء محمد العازمي في سباق 800 متر، وبطل آسيا في مسابقة رمي المطرقة علي الزنكوي في محاولة مزاحمة الابطال على مركز مشرف وترك بصمة جيدة في العاصمة الالمانية.
ويشكل العازمي والزنكوي حالة فريدة واستثنائية في «ام الالعاب» الكويتية التي تعاني مثل بقية الالعاب من قلة الدعم المادي والاهتمام والاستعداد الخجول لمقارعة نخبة من الابطال العالميين في المحافل الدولية.
واستعدادا لبطولة العالم يقيم العازمي معسكرا تدريبيا في المغرب، وهو اعتاد على التدريب فيه وتحديدا في مدينة افران عندما يكون مقبلا على المشاركة في بطولة خارجية.
ويطمح العازمي في برلين الى تعويض خيبتيه في بطولة العالم الاخيرة في مدينة اوساكا اليابانية عام 2007 عندما بلغ الدور نصف النهائي ثم اخفق في التأهل الى الدور النهائي، فيما تدخلت الاصابة وحرمته من التأهل الى النهائي في دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008، بعد ان تعرض لجرح عميق في ساق قدمه اليمنى في سباق الدور نصف النهائي تسبب في ابعاده عن دائرة المنافسة قاطعا مسافة السباق بزمن 1.47.65 دقيقة وهو اكثر من الرقم الذي حققه في التصفيات التمهيدية الاولى والبالغ 1.46.94 دقيقة.
ويعترف العازمي بصعوبة المهمة التي تنتظره في برلين بقوله: «لاشك في ان المنافسة في بطولة العالم ستتسم بالصعوبة البالغة نظرا لتواضع مرحلة الاستعداد مقارنة مع بقية العدائين المشاركين، ولكن امل ان احقق نتيجة مرضية والتأهل الى الدور النهائي وتعويض ما فاتني في اوساكا قبل عامين، وتطوير رقمي الشخصي وان اثبت للجميع ان الشباب الكويتي قادر على الوصول الى العالمية اذا ما وجد الرعاية والاهتمام».
ويخوض العازمي بطولة العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد هلسنكي عام 2005 واوساكا 2007، بروح معنوية عالية بعد ان احرز 3 ميداليات ذهبية في بطولة الجائزة الكبرى الآسيوية التي اقيمت في الصين وهونغ كونغ في مايو الماضي، حيث سجل في الصين 1.48.72 دقيقة، وفي هونغ كونغ 1.51.62 دقيقة.
وكان العازمي قد لمع نجمه مبكرا منذ مشاركته في بطولة العالم للناشئين لألعاب القوى التي اقيمت في پولندا عام 1999 واحرز الميدالية البرونزية بجدارة في أول مشاركة عالمية له في مضمار «ام الألعاب» ثم تمكن في العام نفسه من احراز الميدالية الفضية في بطولة آسيا للشباب في سنغافورة.
وسطع اسمه في البطولة العربية في سورية عام 2000 وخطف الميدالية الفضية، ثم تربع على القمة الخليجية للكبار في البطولة التي جرت في الكويت.
وعاد العازمي الى المضمار من جديد بعد انقطاع ليس طويلا ليحطم الرقم الكويتي المسجل باسم العداء السابق نجم مطلق سويلم بتسجيله 1.48.95 دقيقة في لقاء دولي في الجزائر عام 2004.
وشارك في عدة بطولات منها لقاء الزيتونة الدولي في تونس وبطولة العالم للصالات المغلقة في برمنغهام في انجلترا وسجل رقما كويتيا قياسيا للصالات بلغ 1.50.58 دقيقة، واحرز الذهبية في لقاء الدوحة الدولي مع رقم كويتي جديد بلغ 1.44.62 دقيقة، ثم حسن رقمه الى 1.44.13 دقيقة، اضافة الى مشاركته في بطولة الجائزة الكبرى في زيوريخ وروما، ودورة الالعاب الاولمبية في اثينا، وبطولة العالم في هلسنكي 2005.
ويملك العازمي انجازات عدة ابرزها فوزه بالميدالية الفضية في دورة الالعاب الآسيوية في العاصمة القطرية الدوحة عام 2006 بعدما قطع مسافة السباق بزمن 1.46.25 دقيقة خلف البحريني سعد كميل الفائز بالميدالية الذهبية بزمن 1.45.74 دقيقة.
كما توج بالميدالية الذهبية في لقاء دولي أقيم في مدينة تورينو الإيطالية بتسجيله 1.46.10 دقيقة استعدادا لاولمبياد بكين.
وحصل ايضا على الميدالية الذهبية في لقاء أوسلو ضمن الدوري الذهبي عام 2007 مسجلا زمنا قدره 1.44.56 دقيقة.
كما شارك في لقاء اثينا الدولي وحقق الفضية، وبطولة مكاو للصالات المغلقة واحرز الذهبية بزمن 1.49.62 دقيقة.
رقم جديد للزنكوي
اما الزنكوي فهو نجل بطل آسيا السابق في مسابقة الكرة الحديد والمدرب الوطني محمد الزنكوي، ويدرك ايضا ان المنافسة على احدى الميداليات الثلاث صعبة جدا لوجود نخبة من الابطال العالميين والاولمبيين، يتفوقون عليه خبرة واعدادا، بيد انه لن يرمي المنديل ويتسلح بالعزيمة والروح المعنوية العالية لتحقيق رقم شخصي جيد بعد ان سجل رقما كويتيا جديدا 78.49م ناسخا الرقم المسجل باسمه سابقا (77.44م) محرزا المركز الاول في بطولة دولية في المجر استعدادا لمونديال القوى، علما ان الزنكوي حطم رقمه الشخصي والكويتي مرتين خلال يوليو الماضي مسجلا 77.44م في الجائزة الكبرى التي اقيمت في موسكو، ناسخا رقمه السابق 77.37م.
وأبدى بطل آسيا والذي حل في المركز الـ12 في اوساكا، اغتباطه بتسجيله رقما جديدا اكسبه ثقة كبيرة للتألق في الاستحقاقات المقبلة، وقال: «طموحي لن يتوقف قبل ان يتخطى حاجز الـ80 مترا. واتمنى تسجيل رقم جديد خصوصا انني اشعر بقدرتي على التطور».
وكان الزنكوي انخرط في المعسكر التدريبي قبل شهرين استعدادا لبطولة العالم، وخاض عددا من البطولات الدولية، واحرز المركز الثاني في لقاء ريثمنو اليوناني في 22 يوليو الماضي مسجلا 76.75م، رغم مشاركة بطل العالم المجري كريستيان بارش ابرز المرشحين للفوز بالذهبية في برلين، والروسي اليكسي زاغورني اقوى المنافسين على الذهبية ايضا.
وشكل لقاء المجر محطة مهمة للزنكوي قبل بطولة العالم، ويدل التطور الكبير في رقمه إلى ارادة صلبة وارتفاع المستوى الفني بشكل مطرد بقيادة مدربه الاوكراني الجديد اندري سكفاروك، وتحدث الزنكوي عن مدربه الجديد قائلا: «دربني (سكفاروك) على تكنيك معين وركز منذ البداية على تصحيح بعض الاخطاء مما ادى الى تطور مستواي نحو الافضل فتراجعت نسبة الاخطاء»، مضيفا «ان الامر يحتاج الى وقت طويل لإتقان تعليمات المدرب الذي رمى المطرقة 82.82م ما جعله احد افضل اللاعبين في العالم».
وتابع «لدي شعور بانني قادر على تحقيق المزيد وتطوير رقمي، واشعر ايضا ان هناك طاقة اخرى في داخلي لم تنفجر بعد، واتمنى الاستمرار في هذا الارتقاء في بطولة العالم».
واوضح الزنكوي ان برنامج مشاركاته يستمر الى ما بعد بطولة العالم، ويطمح لخوض منافسات نهائيات كأس العالم في اثينا في سبتمبر المقبل ويتطلب المشاركة فيها الحصول على عدد من النقاط، علما انه يحتل المركز السادس عالميا، وهو سيشارك في لقاءات دولية في سلوڤاكيا وكرواتيا والمجر بعد المونديال لزيادة رصيد نقاطه.