أحمد حسين
ينطلق الدوري الإيطالي لكرة القدم لموسم 2009/2010 اليوم في نسخته الـ 105 منذ انطلاق الكالتشيو للمرة الأولى عام 1898 وفاز جنوى باللقب الأول في التاريخ وكانت البطولة الايطالية قد توقفت ثلاثة مواسم (1915/1918) خلال الحرب العالمية الأولى كما ألغيت موسم 1926/1927 وتوقفت ايضا لمدة موسمين خلال الحرب العالمية الثانية بينما كان انتر آخر الفائزين باللقب خلال المواسم الأربعة الأخيرة. وشهد الدوري الايطالي الموسم الماضي هبوط أندية تورينو وريجينا وليتشي وصعدت بدلا منها أندية باري وبارما وليڤورنو.
وكان لاتسيو قد فاز الاسبوع قبل الماضي بكأس السوبر الإيطالي التي أقيمت في العاصمة الصينية على حساب بطل الدوري انتر بينما حقق ميلان كأس برلسكوني بفوزه بركلات الترجيح على يوڤنتوس الاسبوع الماضي مما يؤكد ان بطولة ايطاليا ستشهد منافسة كبيرة وندية بين 6 فرق على الأقل. ويتوقع الكثيرون ان يشهد «الكالتشيو» مزيدا من المتعة والاثارة الكبيرة نظرا لتقارب مستوى الأندية.
ويعد الإنتر المرشح الأول للفوز باللقب للعام الخامس على التوالي، بل والتفوق على الغريم الأزلي «ميلان» في عدد مرات الفوز بالاسكوديتو (17 لقبا لكل منهما)، وهو الأمر الذي يمنح الفريق دافعا وحافزا كبيرا لصناعة المجد والفوز بالبطولة الـ 18 في تاريخ الفريق، وإن كان الكثير يرى أن تركيز الفريق الأكبر ربما يكون على بطولة دوري أبطال أوروبا والتي لم يفز بها الفريق منذ ستينيات القرن الماضي، بينما لاتزال نكهة يوڤنتوس تعطي الطعم المميز للكالتشيو كما يدخل ميلان وفيورنتينا وروما ولاتسيو قائمة المرشحين للمنافسة بقوة للفوز بأقوى بطولات الدوري في أوروبا.
الجولة الأولى
تقام اليوم مباراتان حيث يلتقي بولونيا مع فيورنتينا وسيينا مع ميلان بينما يستهل انتر حامل اللقب مشواره في البطولة على أرضه غدا أمام باري الصاعد حديثا فيما يستضيف يوڤنتوس كييڤو ويلعب لاتسيو مع اتالانتا واودينيزي مع بارما وجنوى مع روما في ابرز مباريات الغد. ويلتقي انتر مع ميلان في الجولة الثانية الاسبوع المقبل.بينما سيحل يوڤنتوس وصيف بطل الدوري الايطالي الموسم الماضي ضيفا على روما في الأسبوع الثاني من المسابقة. كما سيشهد الموسم ختاما قويا بلقاء قمة آخر يوم 16 مايو عندما يحل يوڤنتوس ضيفا على ميلان الذي احتل المركز الثالث الموسم الماضي في آخر جولات المسابقة. وسيلعب يوڤنتوس مع انتر ويلتقي روما مع لاتسيو في قمة العاصمة الايطالية أحد يومي الخامس أو السادس من ديسمبر في الدور الأول فيما ستقام مباراتا الدور الثاني في 17 أو 18 ابريل 2010 قبل خمسة أسابيع من نهاية البطولة وتختتم البطولة في 16 مايو 2010.
هدوء في بورصة الانتقالات
بخلاف الدوري الإسباني تماما، تعيش الكرة الإيطالية موسما شديد الهدوء وباستثناء قدوم إيتو لصفوف إنتر نجد أن الدوري الإيطالي فقد اثنين من أهم نجومه وهما البرازيلي كاكا والسويدي زلاتان إبراهيموڤيتش. ويمكن اعتبار أن الأزمة المالية العالمية تركت بصماتها بوضوح على الكرة الإيطالية، والدليل على ذلك موقف إدارة ميلان التي تعجز الآن عن تدعيم صفوفها بأي نجم أو لاعب بارز بسبب المطالب المالية للأندية الأخرى، والتي يراها مسؤولو ميلان مبالغا فيها لأقصى حد. ويعتبر إنتر هو أفضل الأندية الإيطالية تدعيما لصفوفه في الموسم الجديد بعد تعاقده مع المهاجمين إيتو من برشلونة الاسباني، والأرجنتيني دييغو ميليتو من جنوى، إضافة إلى تعاقده مع المدافع البرازيلي المخضرم لوسيو من صفوف بايرن ميونيخ الألماني، ولاعب الوسط المدافع البرازيلي تياغو موتا من جنوى. ويأتي يوڤنتوس في المركز الثاني من حيث قوة الصفقات التي عقدها في فترة الانتقالات الحالية، فقد استعاد المدافع المخضرم فابيو كاناڤارو من ريال مدريد وتعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي فليبي ميلو من فيورنتينا، والبرازيلي الآخر دييغو من ڤيردر بريمن الألماني. أما ميلان فقد تمكن أخيرا من إنقاذ موسم الانتقالات الخاص به بعد ضم المهاجم الهولندي كلاس يان هونتيلار، وضمت إدارة ميلان أيضا المدافع الأميركي أوغوتشي أونيو ولاعب وسط تورينو السابق إغناسيو أباتي.
حرب التصريحات
وكانت حرب التصريحات قد انطلقت بين النجوم والمدربين في الأيام الماضية حيث أكد لاعب يوڤنتوس أماوري أن فريقه قادر على الفوز بالدوري ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وأضاف: «تشيرو فيرارا ـ مدرب يوڤنتوس ـ كان واضحا منذ اليوم الأول للاستعداد للدوري، فقال إنه يتوجب علينا الفوز بغض النظر عن المنافس فنحن يوڤنتوس ويجب علينا الفوز». ويبدأ أبناء السيدة العجوز مشوارهم في الدوري على ملعبهم غدا بمباراة كييڤو، كما أكد زميله دييغو ان فريقه قادر على الفوز بلقب الدوري لهذا الموسم وانه لن يسمح بحدوث أي شيء يمنعه من تحقيق ذلك. وكان دييغو قد سجل هدف السبق لليوڤي امام ميلان في كأس برلسكوني والتي توج بلقبها ميلان. وأضاف «لا يهمني ميلان أو انتر... علينا أن نفكر في اللعب بشكل جيد». ومن جانبه قال لاعب وسط ميلان أندريا بيرلو إنه رفض عرضا مغريا من تشلسي الانجليزي، لأنه مرتبط بالنادي الإيطالي ويتمنى قيادته للفوز بلقب الدوري في الموسم الجديد. وأوضح أن ميلان يملك كل المؤهلات التي تساعده على الفوز بالدوري الإيطالي هذا الموسم. وأضاف «لو لم أكن أثق في قدرتنا على الفوز بالدوري، لكنت الآن أرتدي قميص تشلسي»، كما أبدى زميله ألكسندر باتو ثقته في قدرة ميلان على الفوز ببطولتي الدوري ودوري أبطال أوروبا، وذلك على الرغم من النتائج السلبية التي حققها الفريق في مبارياته الودية. وأضاف: «الفوز على يوڤنتوس في كأس برلسكوني لم يكن الا البداية». واختتم اللاعب البرازيلي تصريحاته بالحديث عن المدرب ليونارد، حيث قال: «ليوناردو يثق بي بشكل كبير وأريد أن أثبت له جدارتي بتلك الثقة».
وكان رئيس باليرمو ماوريزو زامباريني قد تنبأ بنهاية سيطرة الثلاثة الكبار (إنتر، ميلان ويوڤنتوس) في الموسم الجديد، مؤكدا قدرة العديد من الأندية على الدخول في الصراع على اللقب.وفي أعقاب الإعلان الجريء من جانب المدرب والتر زينغا بأن باليرمو سيزيح إنتر عن منصة التتويج، وأشاد زامباريني بأقرب المنافسين لباليرمو وهو يكشف عن توقعاته للموسم الجديد. وأشار الى ان أودينيزي وجنوى وفيورنتينا ستصارع من أجل التتويج بلقب الدوري المحلي هذا الموسم».
إحصائيات
تضم اندية «الكالتشيو» عددا كبيرا من اللاعبين من مختلف الجنسيات حيث يتواجد 301 لاعب ايطالي و48 محترفا ارجنتينيا و39 لاعبا برازيليا و14 لاعبا من اوروغواي و6 لاعبين من صربيا و5 لاعبين من الدنمارك وكولومبيا وهولندا بالإضافة الى 4 لاعبين عرب هم: الجزائري عبدالقادر غزال (سيينا) ومواطنه كريم مغني(لاتسيو) والمغربي حسين خرجة (جنوى) والايطالي الجنسية المصري الأصل ستيفان شعراوي (جنوى) أيضا. ويعتبر انتر النادي الأقل امتلاكا للاعبين الايطاليين فيما يعد بارما اكثر الأندية تضم لاعبين محليين.
ويبلغ متوسط معدل اعمار لاعبي الدوري الايطالي 26.28 عاما ويعتبر ميلان الاكثر معدلا في اعمار لاعبيه (28.23 عاما)، بينما يعتبر بولونيا الأقل من حيث معدلات الاعمار (24.15 عاما).
دونغا يرشح يوڤنتوس وإنتر للقب
قال مدرب المنتخب البرازيلي لكرة القدم كارلوس دونغا انه يتوقع أن تنحصر المنافسة على لقب الدوري الإيطالي بين إنتر ميلان حامل اللقب ووصيفه يوڤنتوس، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن روما سيكون «الحصان الأسود» في هذا الموسم. وتحدث دونغا لصحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية عن المشاكل التي يعاني منها ميلان التي دفعته لاستبعاده من المنافسة على اللقب، وقال: «رحيل كاكا سيذيق ميلان المرارة، ورحيل كارلو أنشيلوتي سيساهم أيضا في صنع المشاكل».
وأشاد بسياسة نادي يوڤنتوس التي انتهجها في تعاقداته قائلا: «اللاعبون البرازيليون في يوڤنتوس مستعدون للفوز بلقب الدوري، فلقد قام النادي بتحركات جيدة في سوق الانتقالات، إذ لم يستغن عن أي من عناصره الأساسية وفي المقابل قام بشراء عدد من اللاعبين المميزين أمثال فيلبي ميلو».