فهد الدوسري
لا يختلف اثنان على أن القمة الـ 30 لمؤتمر قادة وملوك وأمراء دول مجلس التعاون التي اختتمت اعمالها أول من امس على أنها جاءت في وقتها ويمكن أن يطلق عليها «قمة الإنجازات» بعد تدشين مشروع الربط الكهربائي والموافقة على مشروع السكة الحديد بين دول المجلس واطلاق الاتحاد النقدي وانشاء قوة خليجية للتدخل السريع فضلا عن الجو الأسري والعائلي الذي تضفيه أجواء القمة مرة كل عام في أحد بساتينها الستة.
وقد لفت الطفل «الموهبة» حمد بوناشي، الذي أدى وصلة رائعة من الأوبريت الذي أقيم ضمن انشطة تدشين مشروع الربط الكهربائي، الأنظار حيث استطاع بوناشي بذكاء وجرأة الطفل الكويتي خطف وعد من السادة القادة بأن يكون هناك مشروع كل سنة في أحد الدول الخليجية يستفيد منه أبناء الخليج كافة وجاءت الموافقة من أكبرهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما رد على طلب «الطفل حمد» بقوله «قولوا تم» فقال الملك: تم ممزوجة بابتسامته المعهودة في لفتة أبوية كريمة لا يفعلها إلا الكبار ليكون الجواب السريع والشافي لجميع ابناء المنطقة.
وفي وقت متزامن مع انعقاد القمة تشهد الساحة الرياضية المحلية صراعا غير مسبوق ومعركة لايزال غبارها عالقا في سمائنا منذ فبراير 2007 أملا في ان يرزقنا الله مطرا يسقط به الغبار ويغسل به القلوب، فالخلافات كثيرة ومتشعبة في ظل غياب المصلحة العامة وهي مصلحة الكويت بأسرها.
وها هي اللجنة الاولمبية الدولية تعهدت بإيقاف النشاط الرياضي ككل بدءا من الأول من يناير إذا لم يتم تعديل القوانين المحلية بما يتوافق مع قوانين الاتحاد الدولي «فيفا»، لا شيء جديد سوى مزيد من الخلافات واتساع الهوة بين طرفي الصراع الذي اصابنا جميعا بملل لضياع هوية من هو على باطل ومن هو على حق في ظل كثرة الكتب المرسلة والواردة المتناقضة منها والمتضامنة ويبدو أننا أصبحنا في حاجة للطفل بوناشي لكي «يطلب باسم شباب الكويت من طرفي النزاع أن يتركوا الخلافات جانبا وأن يقدموا مصلحة الكويت على ما دون ذلك ولكن السؤال هل نسمع كلمة «تم» من مسؤولي الرياضة الكويتية كما سمعها الجميع من فم خادم الحرمين الشريفين وشاهدها الملايين؟