زكى عثمان
واجهت الكويت، ولاتزال، أسوة بدول العالم أصعب مرحلة كروية على الإطلاق منذ أن عرف العالم كرة القدم وغيرها من الرياضات الأخرى، وذلك بعد تفشي ظاهرة فيروس كورونا الذي أصاب النشاط الرياضي عالميا ومحليا بشلل تام لمدة تقترب من 6 أشهر، الى أن جاء القرار الحكومي باستئناف واستكمال الموسم الرياضي 2019-2020 ليكون من أصعب وأخطر القرارات على مسؤولي الحركة الرياضية الذين كان عليهم في النهاية مواجهه الواقع تمهيدا لتنفيذ القرار الحكومي الخاص بخطة عودة الحياة الطبيعية، حيث فرضت اللجنة الثلاثية (اللجنة الأولمبية والهيئة العامة للرياضة ووزارة الصحة) بروتوكولا صحيا «كان من المفترض ان يكون صارما من حيث التطبيق، خصوصا من جانب الأفراد أنفسهم سواء كانوا من اللاعبين أو الإداريين أو حتى الجمهور الرياضي»، فمواجهة خطر الوباء لا تقف عند حدود تعقيم المنشآت أو الأدوات.
وللأسف، وبعد مشاهدتنا للمسابقات المستأنفة وتحديدا في لعبتي كرة القدم وكرة اليد وظهور العديد من الإصابات فيهما على فترات مختلفة حتى الآن، نستطيع أن نقول ان وعي الرياضيين «لم يكن على قدر المسؤولية»، وأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية المطلوبة «في خبر كان»، إذ تم ضرب عدد من محاور هذا البروتوكول عرض الحائط وأولها التباعد الاجتماعي ناهيك عن البصق في أرضية الملعب، علما أن الأخيرة تستوجب الإنذار وفق تعليمات الاتحاد الدولي.
ولن نستعرض هنا مظاهر استمرار انتشار هذا الفيروس في الوسط الرياضي وأسبابه، فمن الواضح أن الجميع لايزال ينظر إلى هذا الفيروس على انه ضيف عابر من الوارد ان يمر عليه في أي وقت وكأنه «دور برد عارض»، والخوف كل الخوف ان يستمر خلط «الحابل بالنابل»، فعدم اهتمام أي رياضي بسلوكه خارج الملعب واختلاطه غير الواعي قد يتسببان في إصابته بكورونا، ومن ثم يكون هو سببا مباشرا لإصابة آخرين من زملائه بالملعب سواء من فريقه أو من المنافسين.
ورسالتنا الى مجتمعنا الرياضي هي العودة إلى جادة الصواب عبر الالتزام بالتعليمات والاشتراطات الصحية بحذافيرها، فكورونا «مو غشمرة» فلايزال العالم بأسره حائرا في إيجاد العلاج الوقائي، كما أن الخوف موجود من موجة ثانية لهذا الفيروس اللعين ستضرب العالم من جديد، ويبقى الحل الراهن في استمرار النشاط الرياضي بأيدينا. وندعوكم أخيرا إلى «عدم التهاون مع الوباء».