ناصر العنزي
كأنها 14 شهرا وليست أياما عشناها مع أزرقنا البطل في «خليجي20»، نسأل عنه، نراقبه ونترقب أخباره، كيف حاله؟ وماذا فعل في أمسه ليومه؟ مع من سيلعب؟ وعلى من سيفوز؟ أقلقنا ثم أفرحنا فأبكانا ثم عاد من بلاد اليمن يمسح دموعنا ويحثنا على البكاء مرة أخرى فرحا وطربا، أشغلنا هذا الأزرق، نفكر فيه في الصباح والمساء، نحمل همه وندافع عنه، نختلق له الأعذار إذا أخطأ وندفعه نحو التألق، إذا أقبل قمنا له وإذا أدبر نتبع أثره ينام هو ونسهر نحن حتى الفجر ندعو له بالنصر، ذهب الى عدن فقال المشككون سيعود مبكرا فرد عليهم «انتم لا تعرفون الرجال جيدا»، قالوا عنه وأعادوا وفي كل مرة ينحسرون خاسئين، فاز على قطر في البداية فقالوا في أحاديثهم وبعض فضائياتهم لا يكفي فتعادل مع السعودية وفاز على اليمن وأقصى العراق «بطل آسيا»، وفي النهائي تغلب على الأخضر السعودي بهدف صاروخي لوليد علي فرفعوا أيديهم يرددون «سلاما سلاما يا الأزرق».
إذن فزت يا الأزرق في كأس الخليج، فلِمَ كل هذا التواضع قبل انطلاقة البطولة؟! يقولون الحرب خدعة ومنتخبنا تعامل مع احداث البطولة بواقعية وحكمة، لم يعلن انه جاء وحيدا للقب بل قال اني أتيتكم لاشارككم المنافسة، ولو أردنا الحديث عن العوامل التي أسهمت في فوز الأزرق بالكأس فيأتي في مقدمتها الاستقرار، وأعني هنا الإداري والفني، الى جانب رغبة اللاعبين في تحقيق اللقب، ولمسنا ذلك في أول مباراة مع قطر فقد كانت عيون اللاعبين «تجدح» شررا هجوما ودفاعا، والحق يقال بأن مدرب منتخبنا الصربي غوران توفاريتش كان احد نجوم البطولة وأحسن في قيادة الفريق بعدما أوجد تشكيلة متجانسة من اللاعبين الأساسي منهم كالاحتياط، والمدرب الناجح هو من يخرج اللاعب من عزلته الى التألق، ولكم في وليد علي مثالا فهو لم يشارك في مباراة العراق بعد ان كان أساسيا ومن الطبيعي ان يتأثر نفسيا، وأعاده غوران أساسيا في النهائي فتألق وأبدع وسجل هدفا سيبقى خالدا في سجله وبطولات الخليج.
الكل شارك في هذا الانجاز، لاعبين وجهازا فنيا وإداريين، وأحسن اتحاد الكرة برئاسة الشيخ طلال الفهد في تجهيز الفريق وإعداده بصورة تكفل له المنافسة، كما يسجل للجهاز الاداري المشرف على منتخبنا والمكون من يوسف اليتامى وأسامة حسين وعلي محمود، الشكر على ما قاموا به من مجهود، وعلينا ان ننسى هذا الانجاز ونتأهب لكأس أمم آسيا التي ستنطلق قريبا في قطر، فالمهمة هناك لن تكون كما كانت في عدن.
فوز الأزرق بالكأس وحصول فهد العنزي على جائزة أفضل لاعب في البطولة واختيار نواف الخالدي أفضل حارس وفوز بدر المطوع بلقب الهداف، فما الذي تبقّى في البطولة؟ ألا يستحق هذا الفريق وهؤلاء اللاعبون التكريم اللائق من أعلى الجهات والشركات والمؤسسات؟ نعم انهم يستحقون بعد ان ادخلوا الفرحة الى نفوسنا وسط هذا الجو المزدحم بالمشاحنات والتجاذبات المتبادلة على الساحة. وسلامتكم.