حاوره: أحمد السلامي
لاتزال ذكريات وائل سليمان الحبشي خالدة في ذاكرته وذاكرة محبيه وكل من عاصره وزامله منتصف ثمانينيات إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كان لاعبا بارزا واسما لامعا ونجما صاعدا في سماء كرة القدم الكويتية آنذاك، وقد أتيحت له المشاركة في 6 دورات خليجية متتابعة وكانت أولى المحطات له في قطار المنتخب عندما وقع عليه الاختيار في خليجي 8 في البحرين عام 1986 وهي أول بطولة رسمية يشارك فيها على مستوى المنتخبات الوطنية من ضمن الذين وقع عليهم الاختيار إلا أنه لم يحظ بفرصة التمثيل الرسمية، كما حصل على عدة فرص أخرى للمشاركة في خليجي 9 في السعودية 1988 وخليجي 10 في الكويت 1990 وخليجي 11 في قطر 1992 وخليجي 12 في الإمارات 1994 وخليجي 13 في عمان 1996.
المحطة الأولى
ويقول الحبشي عن اختياره في «خليجي 8»: وقع علي الاختيار من قبل شيخ المدربين صالح زكريا، ولم يكن منتخبنا الوطني من ضمن المنتخبات المرشحة للمنافسة على لقب البطولة نظرا لحدوث بعض المشاكل حينها، والحال ذاته معنا كلاعبين لم يكن الأمل يحدونا بتحقيق لقب البطولة إلا أن زملائي حينذاك تمكنوا من إثبات وجودهم في الظفر بالكأس الغالية التي عدنا بها إلى أرض الوطن.
عودة الشهيد
وأضاف: إن أكثر ما ميز بطولة الخليج التاسعة التي أقيمت في المملكة العربية السعودية هي عودة الشهيد فهد الأحمد ومشاركته معنا بصفته رئيسا لاتحاد كرة القدم، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير نعتز ونفتخر بوجوده حولنا، رغم أننا لم نتمكن من المحافظة على اللقب الذي ذهب إلى المنتخب العراقي، لكن أكبر مكاسبنا كانت تكمن في عودة الشهيد إلى ممارسة دوره الاعتيادي في خدمة الرياضة والرياضيين.
اللاعب الأفضل
وعن الدورة العاشرة علق الحبشي قائلا: لقد كانت هذه البطولة بمنزلة نقطة محورية في تحديد هويتي كلاعب كويتي، حيث اخترت كأفضل لاعب في الدورة، ناهيك عن تحقيق منتخبنا لقب البطولة، حيث كان يقود زمام تدريب الأزرق البرازيلي لويس فيليب سكولاري.
صدمة غير متوقعة
وفيما يخص «خليجي 11»، قال: لهذه الدورة أحداثها وتاريخها سيظل محفورا في الذاكرة، إذ شاركنا بعد تحرير البلاد من براثن الغزاة، وقد كانت معنوياتنا متدهورة بعض الشيء رغم أننا كنا قادرين على المنافسة، إلا أن الظروف العامة للدولة لم تكن لتساعدنا آنذاك في بلوغ طموحنا، ولعل ما هو ظل راسخا في الذاكرة خسارتنا أمام المنتخب القطري 4 ـ 0 وهي الخسارة الأكبر والأقسى في تاريخنا الكروي، ولم نكن قادرين على استيعاب تلك الخسارة المفجعة.
خابت آمالنا
أما «خليجي 12» والتي حصد لقبها المنتخب القطري و«خليجي 13» التي نجح المنتخب السعودي في الحصول عليها فلها كذلك ذكريات راسخة في ذاكرتنا كلاعبين آنذاك، وكنا نطمح إلى أن نحقق إنجازا يرضي طموحنا إلا أننا لم نوفق.
تصحيح
وكان مسك الختام في «خليجي 14» والتي أقيمت في العام 1996 وكان يشرف على تدريبنا التشيكي ميلان ماتشالا والتي تمكنا حينها من الحصول على لقب البطولة، فقد كانت بمنزلة إعادة تصحيح لوضع الكرة المحلية والتي كان من شأنها أن تنهض مجددا.
مخرجات البطولة
وعن رأيه في مخرجات بطولات الخليج المتعاقبة، علق قائلا: في السابق كانت بطولة الخليج لها مخرجاتها ولها مكانتها في نفوس الجماهير الخليجية وكانت البطولة تتميز بخصوصيتها وقد كانت تبرز مواهب فنية، وكذلك تنتج لنا أسماء بارزة في سماء الإعلام الرياضي وتفرز لنا إداريين مميزين وتكشف لنا عن مدربين متألقين، لكن في السنوات الأخيرة لم تعد البطولات قادرة على إنجاب ما كانت تنجبه لنا البطولة في بداياتها، ولعل آخر النجوم البارزين هو فهد العنزي في «خليجي 20» والتي أقيمت في اليمن، و«خليجي 21» التي أقيمت في مملكة البحرين كشفت عن ميلاد نجم إماراتي جديد وهو عمر عبدالرحمن «عموري»، وهذا النتاج لا يتماشى مع الإعداد الكبير الذي يسبق البطولة، إذ من المفروض مع التطور أن يزيد الانتاج إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك تماما.
فقدنا الحماس
وأضاف: لم يعد لدى اللاعبين الحماس الحقيقي الذي كان يتملكنا كلاعبين في ذلك الوقت والسبب يكمن في الطفرة الرياضية التي حدثت في المنطقة وإقرار قوانين الاحتراف في الدوري السعودي والإماراتي والقطري والذين باتوا يركزون على نتائج فرقهم ومستويات لاعبيهم محليا نظرا لانتفاء الفائدة الحقيقية من دورات الخليج التي لم تعد محفزة.
التطوير مطلوب
وحول أفكاره الخاصة في تطوير البطولة علق الحبشي، قائلا: فكرة إيقاف الدوري المحلي لفترة شهر مبالغ فيها وهي فترة طويلة من وجهة نظري، والمعسكرات باتت روتينية ولا قيمة لها وأفضل إعداد هو استمرار الدوري، ولنا في الدوري السعودي والقطري أسوة حسنة، إذ لاتزال المنافسة قائمة وسيتم إشراك اللاعبين في الوقت المناسب حتى لا يتأثروا فنيا ويظلوا محافظين على أدائهم محليا مما ينعكس على أدائهم خارجيا، وسنتابع النتائج فعليا على مستوى المنتخبات المشاركة في البطولة.
الصف الثاني
وقال: لن نقول إن من الأفضل إيقاف البطولات في النسخ القادمة، لكن حان الوقت لإعداد صف ثان من المنتخبات الخليجية للمشاركة في البطولة بنسخها القادمة حتى تكون بمنزلة بطولات إعداد لمنتخباتنا الخليجية المشاركة في البطولات القارية والدولية، خاصة في ظل وجود بعض الأصوات التي تنادي بإبقاء الوضع على ما هو عليه ويعمل على بهرجة البطولة بإعطائها أكبر من حجمها، ونحن نعلم جيدا أن البطولة لن تعود بالنفع والفائدة على اللاعب أو الاتحاد.