هادي العنزي
في حياة كل شخص هناك هدف وطموح يسعى إلى تحقيقه، وقد ينجح في ذلك، ولكن ربما تجبره الظروف على الانصراف عن هذا الهدف والالتفات إلى مجال آخر ويكتب له النجاح فيه.
كثير من محبي النجوم في مختلف رياضاتهم يعتقد جازما بأن الرمز الرياضي الكبير ما خلق إلا لإمتاع محبي تلك الرياضة فقط، فيما الحقيقة تخبرنا بأمر آخر يوما بعد آخر متى ما تكلمت تلك الأساطير الرياضية.. عبدالله الطرقي أحد ألمع رماة السكيت في الكويت والعالم، حامل الميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 والفائز بلقب كأس العالم لرماية السكيت والبطولات العالمية لأكثر من مرة لم يكن في خلده يوما أن يكون نجما يشار إليه بالبنان في الرماية، فقد كان يمني النفس بأن يصبح لاعب كرة قدم ذا شأن كبير كما لاعبيه المفضلين جاسم يعقوب «المرعب» وفتحي كميل «الفارس الأسمر».
ويقول في هذا الشأن: «أحببت لعب كرة القدم وتعلقت بها كثيرا أيام الصبا وكم تمنيت السير على خطاهما، بعدما شاهدت هذين الكبيرين وهما يسعدان الكويت يوما بعد آخر بإنجازاتهما الكبيرة وبما يقدمانه من فن كروي خالص، ولم أكن وحدي في هذا الشأن بل كان جيل كامل يسعى لأن يسير على خطاهما المتميزة ويصبح نجما من نجوم كرة القدم العربية والخليجية، وقد كنا ننادي بعضنا البعض في المباريات بأسماء هذين اللاعبين لشدة تعلقنا بهما»، ويرى الطرقي بأن ذلك الحلم أشبه ما يكون بأحلام اليقظة بعدما لمسنا الفوارق الفنية الكبيرة بين ما نملك وما حباهما الله به من موهبة في اللعبة الشعبية الأولى.
ويكمل الطرقي عن ذكرياته مع الشهر الفضيل وأيامه التي تطيب لها النفس:«الشهر المبارك له مآثر عدة فهو الرحمة المتجسدة بمغفرة الرحمن لعباده وهو تجديد التقرب لوجه الكريم سعيا لنيل أجر اليوم المبارك وليلة القدر التي تعد بـ 82 سنة»، ويضيف: «أقيمت بطولة كأس العالم 2014 في الصين وقد ارتأى نادي الرماية عدم المشاركة في البطولة لمشقة السفر على الرماة والراميات خلال الشهر المبارك، واكتفى بمشاركة رام وحيد لرفع علم الكويت في البطولة العالمية وتمت تزكيتي لهذه المهمة، وقد تجشمت عناء السفر وتمكنت بتوفيق من المولى عز وجل من تحقيق المركز الأول والعودة للكويت وأنا أحمل الميدالية الذهبية في الأسبوع الأول من الشهر المبارك، ولم استطع الصوم حينها لمشقة السفر واستجابة للآية الكريمة (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر).
ويذكر حامل الميدالية الأولمبية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو أن التدرب بنادي الرماية خلال أيام الشهر المبارك يختلف باختلاف الفصول، مضيفا ان التدريب صيفا يبدأ قبل الإفطار بساعتين تقريبا تجنبا لحرارة الشمس، وينتهي قبل رفع أذان المغرب بدقائق حيث نفطر على التمر واللبن بالنادي وقليل من الماء وتكون الوجبة الرئيسة بعد العودة إلى المنزل، فيما يكون التدريب في فصل الشتاء في الثانية ظهرا تقريبا.
وعن كيفية خطواته الأولى في الرماية، يستذكر البطل الأولمبي عبدالله الطرقي قائلا:«عرفت بهذه المهارة منذ الصغر، وقد كنت بارعا في صيد الطيور بـ «النباطة» وهي تطير من حولنا، وبعد أن بلغت مرحلة الصبا بدأ الوالد يأخذني معه إلى «القنص» وأصبحت مشهورا في الرماية، وفي مرحلة الشباب دعاني أحد الأصدقاء إلى الذهاب لنادي الرماية للاطلاع والتجربة وقد كانت البداية حيث وجدت ضالتي في النادي الذي حقق كل ما كنت أصبو إليه».