اعتبر مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا ان المباراة الرائعة التي قدمها فريقه وتوجها بثلاثة اهداف نظيفة في مرمى تشيلي، ثمرة عمل طوال ثلاثة اعوام.
وقال دونغا «قدم فريقي اداء جيدا، لقد لعب المنتخب التشيلي كرة جميلة وسريعة ايضا وقام بتمريرات جيدة، لكن البرازيل سيطرت على مجريات اللعب تماما». واضاف «هذا الفريق بدأنا بناءه قبل ثلاثة اعوام وما رأيناه هو ثمرة جهود طوال هذه الفترة، جميع اللاعبين يدركون المهمة المنوطين بتنفيذها، لقد اصبحوا ناضجين ولا داعي لتوجيههم كثيرا».
وكشف «عندما كان لاعبو تشيلي يتكتلون في منتصف الملعب، كان كاكا يهرب الى اليسار ويقوم بتبادل الكرات مع روبينيو فشكلا خطورة كبيرة في الدفاع التشيلي».
وعن المباراة ضد هولندا في ربع النهائي يوم الجمعة المقبل قال دونغا «كما فعلنا مع تشيلي يجب ان نلعب بسرعة، نعرف جيدا ان المنتخب الهولندي فريق يصعب مواجهته، يملك لاعبين يتمتعون بمهارات فردية كبيرة واسلوبهم يشبه الى حد بعيد اسلوب الكرة الاميركية الجنوبية، يتعين علينا ان نكون في كامل جهوزيتنا لمواجهته».
كان إيقاف المد الهجومي التشيلي هو التحدي الرئيسي أمام البرازيل بحسب ما أكده لاعبو منتخب السامبا، بطل العالم خمس مرات.وقال الظهير الأيمن مايكون، الذي صنع كرة الهدف الأول الذي أحرزه جوان في الدقيقة 35، «فزنا على فريق قدم كرة جميلة، وفعلنا ذلك بإحراز ثلاثة أهداف، لم يكن الأمر سهلا، تشيلي لديها فريق كبير».
وقال اللاعب: «كان لديهم ثلاثة لاعبين في المقدمة وبالنسبة لي لم يكن من الممكن ترك الدفاع»، كما أقر الظهير الأيسر ميشيل باستوس بأنه كان عليه عدم التقدم إلى الأمام، للقيام بمهمة رئيسية على ملعب إليس بارك، ألا وهي إيقاف الجناح التشيلي أليكسيس سانشيز.
بدوره أعرب المهاجم غرافيتي عن فخره للفوز الذي تحقق على لاعبي المدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، مضيفا: «تمكنت البرازيل من تقديم كرة جميلة أمام فريق كافح وقاتل طيلة الدقائق التسعين».
بييلسا فشل
وجد مدرب منتخب تشيلي مارسيلو بييلسا صعوبة كبيرة في إيجاد نقطة ضعف واحدة في منتخب البرازيل.
وقال بييلسا: «كانوا بالغي السرعة في استغلال أي خلل يظهر بخط دفاعنا». وأضاف: «لقد استحققنا الخروج، ربما كانت النتيجة كبيرة علينا ولكن تفوق البرازيل علينا كان واضحا أيضا ولم نتمكن من إبطاء سرعتهم». ورفض بييلسا مناقشة مستقبله مع المنتخب التشيلي، مؤكدا أن «الوقت ليس مناسبا» لهذا الحديث، لكنه أشار إلى أن فريقه الشاب سيتعلم الكثير من تجربة كأس العالم.واعترف بييلسا بأن تشيلي مازال أمامها طريق طويل لتكون على مستوى المنافسة مع البرازيل أو منتخبات كأس العالم الكبيرة الأخرى. وقال:«ما ظهر جليا هو وجود فجوة كبيرة في المستوى بيننا وبين الفرق الكبيرة، فقد تمكنت البرازيل من التسجيل مرة بين كل ثلاث هجمات بينما لم نستطع نحن أن نصل لمثل هذا المعدل التهديفي». وبسؤاله عن أي نقاط ضعف يمكن أن يكون لاحظها في منتخب البرازيل ويمكن لهولندا أن تستغلها في مواجهتهما بدور الثمانية يوم الجمعة المقبل، رد بييلسا بطرح سؤال آخر قائلا: «كيف يمكنني التحدث عن نقاط الضعف البرازيلية بعد هزيمتي 0 ـ 3؟».
من جهته، شدد رئيس الاتحاد التشيلي هارولد ماين نيكولز على رغبته في تجديد عقد بييلسا، وقال: «نود أن نطرح عليه خطة لتطوير الكرة التشيلية».
فابيانو: لعبنا بارتياح وكما نحب
أكد لويس فابيانو، مهاجم المنتخب البرازيلي، أن فريقه مازال يتطور مع مضي البطولة قدما. وقال: «لقد أثبت المنتخب أن مستواه في تطور مستمر، فقد تمكنا من اللعب بارتياح، كنا نلمس الكرة ونشن الهجمات المرتدة بالطريقة التي نحبها». مضيفا: «الجميع يحتفل فقد تقدمنا خطوة أخرى وتجاوزنا مباراة صعبة أخرى، كما أنه شعور رائع بالنسبة للاعب مثلي لم يسبق له اللعب في كأس العالم من قبل». وأكد فابيانو (29 عاما) ان بلاده لا يمكنها التقليل من شأن هولندا. وقال: «سنواجه منتخبا قويا آخر وفريقا آخر يتمتع بإمكانيات كبيرة ولكن البرازيل مستعدة له بقوة».
روبينيو يهدي هدفه لابنه جونيور
من بين 20 هدفا سجلها لمنتخب البرازيل تحت قيادة دونغا، أحرز المهاجم روبينيو 7 أهداف في مرمى تشيلي، لذلك لم يكن غريبا أن ينهي، لاعب سانتوس البرازيلي، صيامه التهديفي أمام ما يمكن اعتباره خصمه المفضل، وقال روبينيو: «حمدا لله أنني تمكنت من تسجيل هدفي بعد الهدف الأول سيأتي المزيد»، وأهدى روبينيو الهدف، لابنه روبسون جونيور، قبل أن يعترف بأنه دائما ما يحالفه الحظ أمام تشيلي.
وأضاف المهاجم البرازيلي: «إنني أستعد بالطريقة نفسها قبل أن ألعب أمام أي فريق ولكنني دائما أكثر حظا أمام تشيلي، ربما تكون هذه هي إرادة الله».
كما فاز روبينيو بجائزة رجل المباراة (أفضل لاعب).
مشجعو السامبا: جاغر «منحوس»
بعد أن فشل في إيجاد الرضا لمساندته الولايات المتحدة وإنجلترا، قرر مايك جاغر، نجم فريق رولينغ ستون الغنائي، أن يحول أنظاره إلى البرازيل، في الوقت الذي أثار هذا الأمر رعب الجماهير البرازيلية، وأقصيت جميع الفرق التي آزرها جاغر خلال دور المجموعات الأمر الذي أثار فزع جماهير السامبا لدى انتشار شائعات عن تشجيعه للمنتخب البرازيلي.
كرويف: تشيلي أفضل من هولندا
أكد الأسطورة الهولندية يوهان كرويف ان منتخب تشيلي هو أفضل منتخب على الإطلاق في البطولة. وذكر كرويف في مقاله بصحيفة «دي تلغراف» الهولندية إن منتخب تشيلي بقيادة مدربه الأرجنتيني مارسيلو بييلسا جرد المنتخب الهولندي من كونه صاحب أفضل أداء جذاب في البطولة الحالية.
وقال كرويف، لاعب القرن، في القارة الأوروبية والمدير الفني السابق لفريقي أياكس الهولندي وبرشلونة الإسباني «منتخب تشيلي صنع فرصا هجومية أكثر من باقي المنتخبات المشاركة مجتمعة».
فيدال وبرافو وميلر حزينون
أكد لاعب تشيلي أرتورو فيدال، ان فريقه يشعر «بالحزن بعد خروجه وبالسعادة لمستوى الأداء الذي قدمه». وأحضر بييلسا معه فريقا شابا لبطولة كأس العالم، لذلك يرى فيدال ان تشيلي أمامها مستقبل واعد. وقال: «سيساعدنا هذا الأمر في المستقبل لأننا نكتسب خبرات». أما حارس مرمى وقائد المنتخب، كلاوديو برافو فقد أكد انه وزملاءه بالفريق سيرحلون عن جنوب افريقيا وهم راضون عن أنفسهم «كفريق قدم أداء نظيفا ولعب بإرادة قوية».
وأوضح اللاعب رودريغو ميلر ان تشيلي كانت تحلم «بالمضي قدما في البطولة ولكن لسوء الحظ كانت البرازيل، أفضل فريق في العالم، في طريقنا». وأعرب بييلسا عن شعوره بمزيج من خيبة الأمل والحزن، وقال ان «الجزء الأول من بطولة كأس العالم كان إيجابيا بالنسبة لنا لأننا تأهلنا عن جدارة الى دور الـ 16».
رئيس تشيلي سيكرم منتخبه
أثنى رئيس تشيلي سباستيان بينيرا على «شجاعة وتفاني» لاعبي منتخب بلاده في البطولة ودعاهم إلى زيارة قصر «لامونيدا» الحكومي، وقال بينيرا، «كرئيس لتشيلي وممثل عن جميع التشيليين أود دعوة المنتخب الوطني إلى لامونيدا كي يتلقون، ليس فقط تحية الرئيس، بل حب وامتنان الشعب كله»، وأطلق الرئيس إعلانه من مدينة فالبراييسو، ترافقه عقيلته سيسيليا موريل، حيث قال إنه يشعر بأحاسيس متناقضة، نظرا لأنه رغم حسرة الخروج من البطولة، هناك «سعادة سببها أن تشيلي تركت انطباعا جيدا عن اسمها». وأضاف: «أود أن أخبركم جميعا بأنه إذا كان المونديال قد انتهى بالنسبة لتشيلي، فإنه لم ينته بالنسبة للتاريخ، لم تنته التحديات وستأتي الانتصارات».