مع اقتراب انطلاق كأس آسيا تقترب ساعة الحقيقة بالنسبة الى المنتخب القطري ومدربه الفرنسي برونو ميتسو الذي يخوض ثاني اختبار حقيقي بعد عامين من توليه المهمة.
ويحلم لاعبو المنتخب القطري مع مدربهم بتحقيق انجاز تاريخي والفوز بالبطولة القارية للمرة الاولى في تاريخ الكرة القطرية، وتكرار الانجاز الذي حققه المنتخب الاولمبي في الالعاب الآسيوية «الدوحة 2006» عندما حقق الميدالية الذهبية للمرة الاولى ايضا.
وتأتي نهائيات كأس آسيا بعد نحو شهر من حصول قطر على شرف استضافة مونديال 2022 اثر تفوقها على الولايات المتحدة في الجولة الاخيرة من التصويت.
وقد يبدو حلم الفوز باللقب القاري امرا صعب التحقيق لكنه ليس مستحيلا لاسيما ان «العنابي» سيحظى بدعم جمهوره الذي يلعب دورا مهما في مثل هذه البطولات وكان السبب الرئيسي
في انجاز المنتخب الاولمبي ومن قبله فوز المنتخب الاول بكأس الخليج السابعة عشرة في الدوحة 2004 للمرة الثانية في تاريخه. والهدف الحقيقي والمعلن سواء من الاتحاد القطري للعبة او من ميتسو هو الوصول الى نصف النهائي، واذا ما تحقق فسيكون بمثابة انجاز خاصة ان افضل نتائج الكرة القطرية في كأس آسيا كان بلوغ الدور ربع النهائي في بيروت عام 2000 حين خسرت امام الصين 1-3، وبخلاف ذلك انتهت كل المشاركات في الدور الاول.
لكن لا يستبعد بعض المسؤولين واللاعبين وحتى الجمهور فكرة او طموح الفوز باللقب الآسيوي خاصة ان كل العوامل توفرت امام المنتخب الذي تم اعداده طوال الموسمين الماضيين من خلال الاحتكاك مع منتخبات عالمية واوروبية لتطوير ادائه واكساب اللاعبين الثقة وكسر الحاجز النفسي بينهم وبين الفرق الكبيرة لاسيما في القارة الآسيوية.
ومن اجل تحقيق حلم الوصول الى المربع الذهبي وبعدها المباراة النهائية، فان الاتحاد القطري تغاضى عن النتائج غير المرضية التي حققها المنتخب مع ميتسو في دورتي كأس الخليج التاسعة عشرة والعشرين في مسقط وعدن عامي 2009 و2010، وجدد الثقة فيه معتبرا كأس آسيا المحك الرئيسي والاختبار الحقيقي لميتسو المرتبط بعقد لتدريب المنتخب القطري حتى 2014. ورغم عدم وجود نتائج او انتصارات رسمية باستثناء الفوز على اليمن مرتين في كأس الخليج بمسقط وعدن وبنتيجة 2-1، فان ميتسو يرى ان المنتخب القطري «تطور واصبحت له شخصية ولم يعد يخشى مواجهة اي منتخب في القارة بما في ذلك منتخبات استراليا واليابان وكوريا الجنوبية».
ويؤكد ميتسو ان المنتخب القطري «لم يعد ذلك الفريق الذي ينزل الى ارض الملعب من اجل رد الفعل، بل اصبح فريقا له شخصيته في ارض الملعب واسلوبه في الوصول الى مرمى المنافسين، كما لم يعد الفريق الذي يقوم فقط بهجمات مرتدة لخطف التعادل».
ولم ينطبق كلام ميتسو على المباريات التي خاضها المنتخب القطري في «خليجي 20» قبل نحو اقل من شهر، فخسر امام الكويت 0-1 وتعادل مع السعودية 1-1، وحقق فوزا واحدا على اليمن 2-1 ليودع من الدور الاول وسط موجة من الانتقادات الحادة.
استعداد قوي
لم يتكبد المنتخب القطري المتأهل حكما الى نهائيات كأس آسيا كونه يمثل البلد المضيف، عناء خوض التصفيات وقد اوقعته القرعة في المجموعة الاول مع الازرق واوزبكستان والصين، وستكون مباراته الافتتاحية صعبة مع نظيره الاوزبكي، وهي المباراة التي يعتبرها القطريون مهمة للغاية ويسعون للفوز فيها لتحقيق دفعة معنوية كبيرة في سبيل الوصول الى المربع الذهبي.
ويرى ميتسو ان المجموعة الاولى «هي الاقوى وان المنتخبات الاربعة لديها نفس الطموح في الوصول الى ربع النهائي خلافا لمجموعات اخرى ستكون فيها الصدارة محسومة لبعض المنتخبات مثل اليابان واستراليا في المجموعتين الثانية والثالثة».
وبدأت الاستعدادات لكأس آسيا في 2009 بخوض عدد كبير من المباريات الودية مع منتخبات كبيرة ومعروفة مثل كرواتيا ومقدونيا وبلجيكا وبارغواي واخرى مثل الكونغو، لكن الاستعداد المركز للبطولة بدأ في اغسطس الماضي بمواجهة البوسنة والبحرين وعمان والعراق وهايتي، كما تضمن الاستعداد خوض منافسات «خليجي 20» في عدن.
وتضمنت الخطوات الاخيرة للمنتخب القطري من الاعداد معسكرا مغلقا في الدوحة تضمن مباراتين مع منتخبي مصر واستونيا فاز فيهما 2-1 و2-0، ثم تعادل سلبا مع نظيره الايراني الثلاثاء الماضي، وسينهي مبارياته الودية اليوم ضد كوريا الشمالية.
وحقق الفوز على مصر بطلة افريقيا ثم على استونيا انتفاضة معنوية للاعبين القطريين الذين استعادوا الثقة بانفسهم بعد الانتقادات التي وجهت اليهم عقب الخروج من الدور الاول لكأس الخليج.
وساهم شفاء عدد من النجوم المصابين في ارتفاع المعنويات ايضا بعد عودة خلفان ابراهيم وابراهيم ماجد وفابيو سيزار وهم من العناصر الاساسية الرئيسية، فضلا عن استعادة سيباستيان سوريا الطريق الى المرمى بهدفين في مرمى مصر واستونيا، وانضمام حسين ياسر المحترف في صفوف الزمالك المصري الى المعسكر.
ويعتبر ميتسو انه «من حق المنتخب القطري الحلم بالفوز بكأس آسيا خاصة انه يلعب على ارضه وبين جمهوره، لكن الواقع يقول ان الفريق لابد ان يسير خطوة بخطوة»، مضيفا «علينا اولا تخطي المرحلة الاولى والوصول الى ربع النهائي وبعد ذلك نفكر في الخطوة التالية».