تشهد انطلاقة مباريات الدوري الإسباني لكرة القدم لموسم 2017 /2018 هذا الموسم عدة تغييرات عن المواسم التي سبقتها، لعل أبرزها انتقال نيمار المفاجئ والصاعق من برشلونة، إذ أصبح اعتماد برشلونة ومدربها فالفيردي بشكل أساسي على نجميه لويس سواريز وليونيل ميسي لحمل لواء «الكتلان» في الصراع على الدوري.
ويبدو أن جماهير النادي الكاتالوني قد استسلمت قبل انطلاق الموسم بسبب ضعف الميركاتو الصيفي وهي «تحلم» بالمنافسة على لقب الدوري الإسباني ولسان حالها يقول «برشلونة بمن حضر».
على النقيض تماما يدخل ريال مدريد بطل إسبانيا وأوروبا وهو متشبع من الألقاب ويبدو أنه في طريقه للحفاظ على لقب «الليغا» لما يمتلكه مدرب النادي الملكي زين الدين زيدان من استقرار فني ومعنوي ومادي في الفريق، وعلى الرغم من رحيل عدة لاعبين مثل ألفارو موراتا وخاميس رودريغيز وماريو دياز وكوينتراو عن صفوف كبير العاصمة فإنه لن يتأثر بعد سد احتياجاته بضم كل من الظهير ثيو هيرنانديز لاعب الوسط سيبايوس، وعودة لاعب الارتكاز لورنتي، وقلب الدفاع فاييخو من رحلة الاعارة.
ويدخل كبير أوروبا وإسبانيا ريال مدريد البطولة ولديه النفس الطويل لامتلاكه دكة بدلاء قوية قادرة على سد الغيابات ومساعدة الفريق عكس الغريم برشلونة الذي يعاني من ضعف الأساسيين والبدلاء.
إذن سيكون «طموح» الميرنغي هو الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني والذهاب بعيدا في باقي البطولات وربما تكون الغاية «السداسية» الغائبة عن الفريق.
ريال مدريد مرشح لمواصلة الهيمنة
يبدو ريال مدريد مفعما بالثقة عقب الفوز بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الموسم الماضي، وفي ظل تراجع قوة اثنين من أبرز منافسيه برشلونة وأتلتيكو مدريد، فإن الفريق الملكي يبدو في موقع مثالي يرشحه بقوة للاحتفاظ بتفوقه والاستمرار في القمة في إسبانيا.
وباستمرار عزز ريال مدريد تشكيلته القوية، في ظل رغبته في الاحتفاظ باللقب لأول مرة منذ 2008.
وحصل ريال على خدمات اثنين من أبرز المواهب الشابة في الكرة الإسبانية، بضم الظهير الأيسر ثيو هرنانديز ولاعب الوسط داني سيبايوس، كما أعاد خيسوس فاييخو وماركوس يورينتي، بعد فترات إعارة ليضيف الفريق بعدا إضافيا للتشكيلة القوية والمتنوعة من الأساس.
وكان توافر البدائل من أهم أسباب حصد ريال لقب الدوري لأول منذ 2012 الموسم الماضي، إذ نجح المدرب زين الدين زيدان في انتهاج سياسة التناوب بشكل مثالي خاصة أمام الفرق الأقل قوة.
وتأثرت القوة الهجومية البديلة بعض الشيء برحيل ألفارو موراتا وخاميس رودريغيز، إذ سجلا معا 31 هدفا في كل المسابقات خلال الموسم الماضي.
ومن المنتظر أن يكون أفضل لاعب في العالم أربع مرات هو الهداف الأول لريال هذا الموسم من جديد بعدما وصل إلى قمة مستواه في نهاية الموسم الماضي.
لكن في الواقع فإن أهم مصادر قوة الريال تكمن في إمكانية تشكيل خطورة على المنافسين بطرق عديدة.
ونجح 21 لاعبا الموسم الماضي في التسجيل لريال مدريد، وأحرز سبعة لاعبين عشرة أهداف أو أكثر، ومنهم المدافع سيرجيو راموس كما هز الفريق شباك منافسيه في آخر 66 مباراة رسمية.
وعلى سبيل المثال تحول البرازيلي كاسيميرو من لاعب وسط مدافع إلى لاعب يتقدم كثيرا داخل منطقة جزاء المنافس، واعتاد التسجيل في المباريات الكبيرة، إذ هز الشباك في كأس السوبر الأوروبي، وكذلك في نهائي دوري الأبطال كما سجل أمام برشلونة ونابولي وأتلتيك بيلباو.
وأصبح إيسكو من أكثر العناصر المؤثرة في تشكيلة ريال في ظل امتلاكه مهارة فردية عالية وقدرة على الاختراق والتوغل في دفاعات المنافسين، ومن المتوقع أن يحصل على دور أكبر هذا الموسم، وهو ما يهدد مكانة غاريث بيل كلاعب أساسي.
وربما سيكون من أكبر التحديات التي تنتظر زيدان هو مدى قدرته على مواصلة تحفيز لاعبيه للمزيد من النجاح، لكن يبدو أن زيدان لا يعاني في ذلك بعدما حصد ستة ألقاب في أكثر قليلا من 18 شهرا في تدريب ريال مدريد.
التسجيل أولاً كلمة السر يا «المرينغي»
من بين مباريات الليغا الـ380 التي جرت في موسم 2016/2017 انتهت 246 مباراة بفوز الفريق الذي سجل أولا.
هذا ما تكشف عنه دراسة قام بها مركز أبحاث التاريخ والإحصاء الإسباني، والتي أكدت أن التسجيل أولا في الدوري الإسباني أعطى فرصة 70% للفوز بنقاط المباراة الثلاث.
وانتهت 89 مباراة بالتعادل السلبي الموسم الماضي، وانتهت 291 مباراة بالفوز سواء للفريق الضيف أو المضيف، ومن بين تلك الانتصارات انتهت 246 مباراة لمصلحة الفريق الذي سجل أولا، وهو معدل نجاح 69.69%.
وفي 45 مناسبة كان الفريق الذي يسجل أولا يحقق التعادل او الفوز.
وبطبيعة الحال فهناك ارتباط كبير بين الفرق التي سجلت أولا في موسم 2016/2017 ونجاحها، فريال مدريد الذي حقق اللقب سجل أولا 30 مرة، يليه برشلونة بـ26 مرة، وفياريال 24.
المعركة تنتقل إلى السينما
قرر المخرج السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري نقل المنافسة بين قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة إلى شاشات السينما.
الفيلم الجديد سيحمل اسم «Hala Madrid، Visca Barca» (هلا مدريد، فيسكا بارسا)، في إشارة إلى الشعارات التي يرددها جمهور الناديين، وفقا لصحيفة «ماركا» الإسبانية.
ويحكي الفيلم قصة زعيم محلي قوي يشجع ريال مدريد، وأجبر مدينته المغربية بالكامل على تشجيع اللوس بلانكوس، ثم يظهر منافس له في المدينة.
من جهته، قال الجوهري: إن الفيلم لا يتناول الرياضة فقط، بل يتحدث أيضا عن استخدام السلطة والمال والدين في التلاعب بالناس.
الفيلم تم تصويره في إحدى المدن القديمة بمراكش، وهو الآن في مرحلة ما بعد الإنتاج، ومن المتوقع أن يبدأ عرضه في المغرب خلال مدة تتراوح بين أربعة وستة اشهر.
كما يستهدف المخرج المغربي عرض الفيلم في إسبانيا، وهو ما قد يتطلب دعما من إحدى شركات التوزيع الإسبانية.
ومن المفارقات أن كاتب السيناريو يشجع برشلونة، بينما المخرج يشجع ريال مدريد.
أتلتيكو مدريد «الجماعية» سلاح سري لمقارعة الكبيرين
سيعتمد أتلتيكو مدريد، الممنوع من إبرام صفقات جديدة، على روح فريقه وقوته الجماعية في الموسم الجديد، في الوقت الذي يسعى فيه للمنافسة على قدم المساواة مع الكبيرين ريال مدريد، بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، والوصيف برشلونة.
وأكد أتلتيكو موقعه كثالث أكبر قوة في كرة القدم الإسبانية، منذ أن تولى لاعبه السابق الأرجنتيني دييغو سيميوني تدريبه في 2011 وبث فيه الحماس ومنحه دفعة هائلة.
لكن فرصته في تكرار أدائه، وفوزه باللقب في 2018 تبدو ضئيلة في ظل عدم إضافة أي لاعبين جدد ذوي ثقل كبير للتشكيلة التي أنهت الموسم الماضي، متخلفة بفارق 15 نقطة عن ريال مدريد بطل أوروبا.
لكن الفريق رغم ذلك يشعر بالكثير من التفاؤل فيما يتعلق بالموسم الجديد، الذي سيبدأ معه حقبة جديدة في ملعبه الجديد وهو ستاد واندا متيروبوليتانو، الذي يتسع لنحو 68 ألف مشجع بعد أن ودع ملعبه الشهير فيسنتي كالديرون الموسم الماضي.
واشترى النادي اللاعب الإسباني الدولي فيتولو من إشبيلية، لكن لا يمكنه تسجيله قبل يناير المقبل بسبب قرار منعه من التعاقد مع لاعبين جدد لمخالفته لوائح التعاقد مع اللاعبين الأجانب الناشئين.
والثقة بالنفس كانت دوما مفتاح قدرة أتلتيكو مدريد على المنافسة بكل قوة، وجنبا إلى جنب مع ريال وبرشلونة في المواسم الخمسة الأخيرة.
وسيتعين على الفريق الاعتماد على هذه الروح أكثر من ذي قبل، خلال سعيه الى مطاردة العملاقين رغم عدم حصوله على أي دعم جديد.
برشلونةعلامات استفهام في الموسم الجديد
يدخل برشلونة موسم كرة القدم في إسبانيا محاطا بعلامات استفهام، مع وصول مدرب جديد، ورحيل أحد أفراد ثلاثي خط الهجوم الخطير.
ويدرك إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة الجديد، أن الضغوط ستكون كبيرة، بعدما تابع رحيل اثنين من المدربين السابقين وهما بيب غوارديولا ولويس إنريكي، بعدما أنهكتهما المهمة كثيرا رغم النجاح.
وتعرض مدرب أتلتيك بلباو السابق لصدمة مبكرة بعدما قرر نيمار الرحيل، وهو ما حدث للنادي أيضا على مستوى الإدارة.
وبكل تأكيد ستكون مهمة استعادة لقب الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، من الغريم ريال أكثر صعوبة بعد رحيل نيمار، في ظل أن برشلونة يحاول أن يداوي جراحه بعد موسم محبط شهد الفوز فقط بكأس الملك.
لكن في المقابل حصل برشلونة على دفعة معنوية، بعدما وافق ميسي على التوقيع على عقد جديد هذا الصيف وتمديد بقائه حتى 2021.
وفي سوق الانتقالات بدأ برشلونة البحث عن بديل لنيمار، كما يعمل النادي على سد الفراغات التي أثرت على تراجع الفريق في الفترة الحاسمة من الموسم الماضي.
وشغل سيرجيو روبرتو مركز الظهير الأيمن بعد رحيل داني ألفيس إلى يوفنتوس الصيف الماضي، لكن الآن سيكون بوسع اللاعب الشاب العودة إلى وسط الملعب، بعد التعاقد مع الظهير الأيمن سيميدو من بنفيكا.
وعاد جيرار دولوفيو قادما من إيفرتون، وسيزيد الخيارات الهجومية لدى برشلونة لكن من غير المتوقع أن يشغل مركزا حيويا، كما قرر المدافع مارلون تحويل عقد الإعارة إلى انتقال نهائي في الكامب نو.
واعتبر برشلونة ما حدث في الموسم الماضي إخفاقا، ويرغب المدافع جيرارد بيكيه في إضافة لاعبين آخرين مع العودة إلى أسلوب التمرير السلس، والاستحواذ على الكرة من أجل استعادة الأمجاد السابقة.
وفي الموسم الاستعدادي أظهر برشلونة تحليه بالصبر عند الاستحواذ على الكرة، مقارنة بالموسم الماضي ويعني ذلك أنه رغم محاولة التخلص من بعض المشكلات فإن الفريق يحقق تقدما.
112 مليون يورو لم تعوّض رحيل تشافي
أنفق نادي برشلونة الاسباني 112 مليون يورو لتعويض رحيل تشافي هرنانديز عن خط وسط الفريق لكنه فشل.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «ماركا الاسبانية» فإنه منذ رحيل تشافي عن النادي الكاتالوني في نهاية موسم 2015 بعد 17 موسما قضاها مع الفريق، أنفق النادي 112 مليون يورو على التعاقد مع لاعبين في نفس مركزه بخط الوسط، لكن لم ينجح أحد في تعويض مكان اللاعب الذي انتقل لصفوف السد القطري.
وتعاقد برشلونة مع اردا توران من اتلتيكو مدريد مقابل 34 مليون يورو، لكن اللاعب اقترب كثيرا من الرحيل عن الفريق، وربما العودة الى فريقه السابق اتلتيكو.
كما تعاقد برشلونة مع أندريه غوميز من بلنسية الصيف الماضي مقابل 35 مليون يورو، لكنه فشل في إثبات وجوده مع الفريق.
وواصل النادي الكاتالوني مساعيه من خلال ضم دينس سواريز مقابل ثلاثة ملايين يورو لكنه لم ينجح في تثبيت أقدامه بالتشكيل الأساسي قبل أن يقدم على ضم البرازيلي باولينيو مقابل 40 مليون يورو.
بالأرقام.. هل يتأثر «الكتلان» برحيل نيمار؟
كان خط هجوم برشلونة هو الأفضل في العالم في المواسم الثلاثة الماضية، بتلك الشراكة النارية بين ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.
لكن وبما أن الخروج من ظل ميسي كان أحد الأسباب التي اتخذها نيمار كذريعة للرحيل عن برشلونة، كيف سيظهر برشلونة من دون النجم البرازيلي؟ هنا نستخدم إحصائيات «أوبتا» لدراسة مستقبل خط هجوم الكتلان بعد خسارة عضو من الـMSN.
٭ منذ ظهور الـ MSN معا للمرة الأولى، فاز برشلونة بـ77% من المباريات التي لعبها في حضورهم.
٭ هناك تراجع واضح في النتائج عندما يغيب واحد على الأقل من الثلاثي، حيث تهبط نسبة الفوز إلى 73.7%. ونسبة حصول برشلونة على النقاط في المباراة الواحدة تبلغ 2.4.
٭ في المباريات الـ113 التي لعبها الـMSN معا، ساهموا في 253 هدفا لبرشلونة.
٭ نسبة تهديف ميسي تنخفض لأقل من هدف في المباراة الواحدة عندما يتواجد الشريكان الآخران في نفس الفريق.
٭ في غياب سواريز أو نيمار، وصل ميسي إلى 25 هدفا في 21 مباراة لبرشلونة، مما يوحي بأن ميسي يتوهج أكثر في حالة غياب أحدهما، ويتحلى بالمسؤولية أكثر.
٭ عندما يغيب أحد أعضاء شراكة الـMSN تبلغ نسبة سيطرة برشلونة على الكرة 68.9%، وهي نسبة أعلى من نسبة 66.6% عندما يشاركون كلهم.
٭ من دون لاعب واحد على الأقل من الـMSN، بلغ متوسط أهداف برشلونة في المباراة الواحدة 3 أهداف، وهو رقم أعلى من متوسط 2.8 هدف في المباراة الواحدة عندما يشارك الثلاثي معا.
في الدوري الأسباني، لعب نيمار مع البرسا 123 مباراة، وأحرز 68 هدفا، وقدم 52 تمريرة حاسمة، وصنع 283 فرصة للتهديف.
وفي دوري أبطال أوروبا لعب نيمار مع العملاق الكاتالوني 40 مباراة، وسجل 21 هدفا، وقدم 20 تمريرة حاسمة، وصنع 100 فرصة للتهديف.
إحصائيات الـ MSN مع برشلونة منذ موسم 2014/2015 في كل البطولات تتحدث عن نفسها، حيث شارك ميسي في 158 مباراة محرزا 153 هدفا، بينما لعب سواريز 147 مباراة مسجلا 121 هدفا، في حين خاض نيمار 145 مباراة محرزا 90 هدفا.
إشبيلية وفياريالصراع على «مقعد الأبطال»
على الرغم من أن إشبيلية دعم صفوفه بعدد كبير من اللاعبين من أمثال المدافع الدنماركي سيمون كيير، والمهاجم الكولومبي لويس مورييل، ولاعبي الوسط إيفر بانيغا وجيدو بيزارو، والظهير الفرنسي سيباستيان كورشيا من ليل، والجناحين نوليتو وخيسوس نافاس، فإن أبناء الأندلس سيكون أقصى طموحهم هو المنافسة على مقعد مؤهل لدوري الأبطال وذلك بسبب ضعف التشكيلة الفنية مقارنة بالأسماء واللاعبين الموجودين في ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، غير أن هذا الفريق المدعم باللاعبين الجدد لن يكون لقمة سائغة لكبار الليغا.
أما فياريال فيبدو الأقرب الى منافسة اشبيلية واتلتيكو مدريد على التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل بعد تعاقد الغواصات مع عدة أسماء أبرزها مهاجم ميلان السابق كارلوس باكا.