قليلون فقط هم من آمنوا بحظوظ المنتخب البرازيلي في العودة كقوة كروية كبيرة في العالم بعد 3 سنوات من انتهاء مونديال 2014 المخيب للآمال.
وها هو السيليساو يعود إلى كأس العالم مفعما بالثقة وحاملا لافتة المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب، ويعود الفضل في هذا طبقا لوجهة نظر وسائل الإعلام والجماهير الى مدربه تيتي الذي أعاد الثقة بالنفس للمنتخب الفائز بالمونديال 5 مرات.
وأنهت السامبا مشوارها في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال بالشكل الأمثل بالتغلب 3-0 على تشيلي، وهي التصفيات التي شهدت ظهورها بثوب جديد يختلف كليا عن ذلك الذي كانت ترتديه أثناء حقبة المدير الفني السابق كارلوس دونغا الذي أخفق في الخروج بالفريق من أزمته النفسية بعد مونديال 2014 الدرامي.
وكان تيتي أحد المدربين المعروفين للجماهير والصحافة بفضل عمله الرائع مع نادي كورينثيانز الذي فاز تحت قيادته بالدوري المحلي مرتين عامي 2011 و2015 وبطولة كأس ليبيرتادوريس ومونديال الأندية في 2012.
لكن رغم شهرته الواسعة كمدرب جيد، فاقت مسيرة تيتي مع المنتخب البرازيلي كل التوقعات.
وتولى تيتي مهمة قيادة البرازيل فنيا بعد مرور 6 مراحل من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال، في الوقت الذي كان فيه منتخب السامبا بعيدا عن مراكز التأهل، كما سبق ذلك خروجه الكارثي من بطولتي كوبا أميركا 2015 بتشيلي و2016 في الولايات المتحدة الأميركية.
وحقق السيليساو أرقاما رائعة في التصفيات، فقد حصد 41 نقطة من بينها 32 نقطة تحت قيادة تيتي، بعد أن حقق 10 انتصارات، 9 منها متتالية، وتعادلين، ليخطف بطاقة التأهل لروسيا في المرحلة 14 من التصفيات عندما فاز على پاراغواي بثلاثية نظيفة.
ومنذ فوزه على الإكوادور على ملعبها في عاصمتها كيتو بثلاثية بيضاء، نجح الفذ تيتي في تكوين فريق قوي يعتمد على تناقل الكرة دون اللجوء إلى المخاطرة في النواحي الدفاعية، كما يجيد الاستفادة من سرعة لاعبيه بالخط الهجومي.
وأظهر المدرب المجتهد قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية وعلى اتخاذ القرارات الجريئة عندما قرر الدفع بغابرييل خيسوس في أول مباراة له مع البرازيل أمام الإكوادور، في الوقت الذي كان فيه هذا الأخير مجرد لاعب واعد بين صفوف بالميراس.
ورد خيسوس المهاجم الحالي لمان سيتي الجميل لتيتي سريعا وسجل هدفين في تلك المباراة، ليصبح بعد ذلك الشريك الأمثل لنيمار في الخط الأمامي.
وراهن المدرب البرازيلي على خط دفاعي يعج بالخبرات بوجود ألفيس ومارسيلو وميراندا كعناصر أساسية معتمدا في وسط الملعب على كارلوس كاسيميرو صاحب الدور الدفاعي البحت.
ورغم كل هذا تظل الميزة الأكبر له هي إعادة الثقة بالنفس للاعبي منتخب بلاده وجماهيره، والتي تضررت كثيرا عقب الهزيمة التاريخية أمام ألمانيا في المونديال الماضي، وهي الهزيمة التي اعتبرتها الصحافة والشعب البرازيلي بمنزلة الضربة القاضية لجيل بأكمله.
نعم تأهلت البرازيل إلى العرس العالمي كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب والجانب الأعظم من الفضل في هذا يعود إلى ادينور باتشي الذي يعرفه العالم كله باسم «تيتي».