إعداد: زكي عثمان
جاءت جائحة فيروس «كورونا» وساهمت في تغيير العديد من العادات على مستوى العالم، وبعد فترة من التوقف القسري، عادت الكرة الى الملاعب ولكنها خلف أبواب مغلقة والتي قد تستمر لفترة أخرى، رغم التفكير في السماح التدريجي لدخول الجماهير في بعض الملاعب، ولكن بشكل اقل كثيرا مما كانت عليه في الماضي.
ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد لجأت معظم الأندية في الدوريات الكبرى إلى بعض الحيل لإعادة أجواء المباريات للملاعب الخالية بغض النظر عن تقبل الناس هذه الابتكارات، مثل وضع هياكل كرتونية لصور جماهير حقيقية من أصحاب البطاقات الموسمية في المدرجات، مع تطبيق يسمح بالتحكم في أصوات المشجعين، حيث كانت البداية من روسيا البيضاء، البلد الأوروبي الوحيد الذي استمرت فيه المباريات رغم الأزمة الصحية العالمية، حيث ملأ فريق دينامو بريست المدرجات بهياكل كرتونية لمشجعيه لتعزيز أجواء المباريات.
وتبعه نادي مونشنغلادباغ الألماني على هذا النهج بعرض النادي وضع صورة كل مشجع «على ورق مقوى» مقابل 19 يورو في المدرجات، مع وضع صور لجماهير الفريق المنافس في الجانب الآخر من الملعب، ولاحقا قامت العديد من الفرق بنفس النهج.
وبشكل عام، فقد أعادت التكنولوجيا الحياة لملاعب الكرة في الدوريات الأوروبية، حيث عادت مباريات كرة القدم وعاد معها الشغف الكبير الذي سيطر على الكثير من عاشقي كرة القدم حول العالم، ولكن بقيت هذه العودة لتلك الدوريات منقوصة إلى حد كبير بسبب عدم تواجد الجماهير في مدرجات الملاعب الكبرى والتي تمنح الكثير من الحماس أثناء التشجيع للاعبين وكذلك للمشاهدين، وهذا بسبب سياسة الحجر الصحي في مختلف دول العالم.. ولكن كيف للتكنولوجيا أن تعيد الحياة لتلك المباريات، لاسيما ان المشاهدين لاحظوا الفرق عندما تمت إضافة الأصوات الى المباريات؟
وبشكل عام، قبل استخدام التكنولوجيا أصبحنا نستمع إلى صراخ اللاعبين، بل وحتى صوت ارتطام الكرة بالقائمة، وكذلك ارتطامها باللوحات الإعلانية، ولكن خبراء التكنولوجيا كان لهم رأي آخر في منح المشاهدين تجربة مشاهدة ممتعة لا تقل عن تلك المباريات التي تكون بجمهور حقيقي، حيث إنهم أضافوا جمهور افتراضي وكذلك صوت افتراضي لأي ملعب من تلك الملاعب، ولكن كيف بدء ذلك؟
أولا: الجمهور الافتراضي
أصبحنا نرى اليوم ملاعب شبه ممتلئة بمشجعين وهميين يرتدون ملابس الفريق صاحب الأرض المستضيف للفريق الآخر، بل وحتى يحملون أعلام الفريق ولافتات وغيره الكثير من الأمور التي يفعلها الجمهور الحقيقي.
فبدلا من الملاعب الفارغة أصبحت الملاعب ممتلئة الآن.
فالشركة الأولى التي قامت بهذا الأمر وبدء بعدها بالانتشار هي شركة «فيزرت» النرويجية التي تهتم بالتكنولوجيا والبث التلفزيوني، حيث استخدمت هذه الشركة بعض من خدع المونتاج والسينما لإضافة الجماهير الافتراضية لتلك الملاعب.
ولكن هذا الأمر لم يرق للكثير من الأشخاص وقابلوها بمحط السخرية نظرا لوهمية المشجعين واصفين إياها بأنه «كرتونية».
ولكن يبقى هذا الأمر مجرد بداية جيدة وتحسب لتلك الشركات العاملة في هذا المجال لجلب المتعة للمشاهدين عبر شاشات التلفاز.
ثانيا: أصوات الجماهير
لم يكتف القائمون على التصوير في الملاعب بعرض نموذج افتراضي لجماهير وهمية، بل تطور هذا الأمر فيما بعد لإضافة الصوت والتشجيعات لتلك الجماهير.
حيث من أجل ذلك استعانت شركات التصوير بشركة EA Sports وذلك من أجل مساعدتها في وضع صوت لهؤلاء الجماهير، حيث إن الشركة قامت باستنساخ تلك الأصوات من لعبة فيفا الخاصة بها، لتكون هي التي نستمع إليها في هذه الأيام، حيث إن الشركة قامت بعمل تسجيل حقيقي لأصوات الجماهير بجودة عالية، واستخدمتها في لعبة كرة القدم الإلكترونية، ولكن الآن جاء الدور لتلك الأصوات أن نسمعها مع ذلك الجمهور الافتراضية في الملاعب والمباريات الحقيقية.
حيث أصبحنا نستمع لصوت تشجيع الجمهور أثناء التمرير، وكذلك الاحتفال أثناء تسجيل الأهداف، بل وحتى سماع صوت المشجعين عند تضيع الفرص الخطيرة، وغيرها الكثير من الأمور الأخرى التي واكبت متعة المشاهدين الذين اعتادوا عليها مع الجمهور الحقيقي، وبهذا أعادت التكنولوجيا الحياة لملاعب كرة القدم.
ما هذا كله إلا مجرد حل بديل لعدم وجود الجماهير في الملاعب، ولكن بالتأكيد ليست فاعلية الجماهير الافتراضية مثل الجماهير الحقيقية في الملاعب.