هو شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي.
وهو من أعداء الإسلام مع أخيه عُتبة.
نزل فيه وفي أمثاله قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الحج:19.
فعن قيس بن عُباد، قال: سمعت أبا ذر، يُقسم قسما إن (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الحج:19، انها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة، علي، وعبيدة بن الحارث، وعُتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عُتبة. متفق عليه.
قال يونس بن عبيد: كان عُتبة وأخوه شيبة بن ربيعة وأبو جهل وأبو سفيان لا يسقط لهم رأي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي. (الاستيعاب لابن عبدالبر).
ولما كانت الحمى تأخذ بلالا وأبا بكر رضي الله عنهما كانا يلعنان صناديد قريش منهم شيبة هذا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِك أبوبكر وبلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مُصبحٌ في أهله
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا قلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة
بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنّة
وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقال: اللهم العن شيبة بن ربيعة وعُتبة بن ربيعة وأميّة بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا الى أرض الوباء.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد. اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مُدّنا، وصححها لنا، وانقل حُمّاها الى الجحفة. قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، قالت: فكان بطحان يجري نجلا. تعني ماء آجنا» رواه البخاري، وأحمد.
قُتل شيبة مع أخيه عُتبة، وكان لهما جزاء من الله وفاقا، فعندما خرج عُتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، حتى إذا فصل من الصف دعا الى المبارزة، فخرج إليه فتيةٌ من الأنصار ثلاثة، وهم: عوف، ومعوذ، ابنا الحارث – وأمهما عفراء – ورجل آخر، يقال: هو عبدالله بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، قالوا: ما لنا بكم من حاجة.
ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي» فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي: علي، قالوا: نعم، أكفاء كرام. فبارز عبيدة، وكان أسن القوم، عُتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عُتبة.
فأما حمزة فلم يمهل شيبة ان قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عُتبة فجهزا عليه، واحتملا صاحبهما فحازاه الى أصحابه.