يعد العالم أبويوسف الكندي هو أول علماء المسلمين الذين تناولوا عمل الساعات في كتاباتهم، فله رسالة خطية من ست صفحات محفوظة في المكتبة المنزلية في أوكسفورد برقم 663 بعنوان «رسالة في عمل الساعات على صفيحة تنصب على سطح مواز للأفق بالخطوط خبر من غير برهان» ويضيف د.خالد عزب في كتابه «مشكلة المياه وحلولها في التراث الاسلامي» انه من المجالات التي أولع العديد من علماء المسلمين بها، وقطعوا شوطا كبيرا فيها الساعات المائية، ووصفوا العديد منها في كتبهم وصفا يدل على تفوق المسلمين ـ وقتذاك ـ في هذا المجال، ومما يدل على مدى تقدمهم ومهارتهم في اعداد الاجهزة الميكانيكية انه عندما أهدى الخليفة العباسي هارون الرشيد ساعة مائية لشارمان، ملك فرنسا، كانت مثارا لإعجابه، ومبعثا لدهشة من حوله، كما كانت الساعة التي أهداها صلاح الدين الايوبي لفردريك الثاني إمبراطور ألمانيا، وكانت على شكل كرة تتحرك عليها اشكال الشمس والقمر وسائر الكواكب، فتبين في اثناء حركتها ساعات الليل والنهار، وهي ترجع الى القرن 7 هـ ـ 13م.
ولأهمية الساعات في حياة المسلمين لأنها تتيح للمسلم ان يؤدي فريضة الصلاة في أوقاتها، اهتم بها عدد كبير من علماء المسلمين، ومنهم من حمل اسم ابن الساعاتي منهم: علي بن محمد بن رستم الخرساني 604 هـ ـ 208م المولود بدمشق، وكان أبوه يعمل بالساعات، وكذلك اخوه فخر الدين رضوان، المتوفى عام 618 هـ ـ 1221م، وهو الذي أصلح الساعة التي كان والده أبوالحسن أعاد بناءها عام 564 هـ ـ 1168م في باب جبرون بالجامع الاموي بعد أن احترقت عام 562هـ، وهو صاحب كتاب «عمل الساعات والعمل بها»، الذي ألفه عام 600 هـ.