كتاب ومؤلف
المطيري: «علم العروض» يخدم المشتغلين بتحقيق المخطوطات ويردّ على المستشرقين الزاعمين أن القرآن شعر
أوضح الباحث محمد فلاح المطيري ان «علم العروض» يعين على القراءة السليمة للشعر العربي، اضافة الى ان به يعرف وزن الشعر، كما انه ايضا يخدم المشتغلين بتحقيق المخطوطات وما فيها من ابيات شعرية يصعب ضبطها من دونه، لافتا الى انه بهذا العلم نرد على بعض المستشرقين في زعمهم ان القرآن الكريم شعر، فهو يكشف لنا أن الشعر مختلف اختلافا تاماً عن القرآن الكريم.
واكد المطيري في لقائه مع «الأنباء» حول كتابه «القواعد العروضية واحكام القافية العربية» حاجة الشعراء الى تعلم هذا الفن الذي يساعد على تقويم ملكتهم الشعرية، مشيرا الى ان اشهر برنامج تلفزيوني في مسابقة الشعر الفصيح يعاني بعض شعرائه من كسور في قصائدهم رغم ان بعضهم وصل الى مراحل متقدمة في البرنامج، كما اثنى على الجهود الطيبة التي يقوم بها العم الشاعر سعود البابطين من خلال مؤسسته في حفظ هذا العلم عبر اقامة الدورات التعليمية فيه، وفيما يلي نص اللقاء:
ما الموضوعات التي يتحدث عنها الكتاب؟
الكتاب عبارة عن شرح وتنسيق لمباحث وجزئيات علم العروض، وهو علم يعنى بمعرفة اوزان الشعر العربي الفصيح، وألحقت في آخره مباحث في علم القافية ومسمياتها عند اهل الصنعة.
تاريخ علم العروض
متى نشأ علم العروض؟
ظهر علم العروض في القرن الثاني للهجرة على يد العالم اللغوي الجهبذ الخليل بن احمد الفراهيدي الذي قام بسبر اشعار العرب والتحقق من طرقهم في النظم حتى وضع تلك القواعد التي من طبقها فقد وافق العرب في سننهم، ومن العجيب ان هذا العلم خرج كاملا بمعنى ان الخليل وضع قواعده كاملة بمفرده فلم يضف احد بعد الخليل الا الشيء القليل، فهو كما قيل: وُلد رجلا.
ما السبب في تأليفك للكتاب مع وجود كتب اخرى في علم العروض؟
الاسباب كثيرة، منها ما يلي:
- 1 - ان كتب العروض المتوافرة في المكتبات ليست بالكثرة التي تغني عن غيرها.
- 2 - عزوف اكثر المشتغلين بعلوم اللغة عن تعلم العروض مع حاجتهم اليه في العديد من مباحث العربية.
- 3 - ولعل اهمها: ان الاسلوب المتبع في كثير من كتب العروض بشكل عام يمضي على وتيرة معقدة في عرضه لمباحث هذا العلم الموسوم بالتعقيد.
الاسلوب الجديد
اذن ما الاسلوب الجديد الذي اتبعته في تأليف هذا الكتاب؟
الجديد في هذا الكتاب هو اعتمادي الكلي على الوضوح في عرض جزئياته من خلال جداول منسقة وتقسيمات تجعل الاستفادة من هذا العلم سهلة وميسرة، فالزحافات والعلل والبحور بأوجهها المتعددة كل ذلك معروض بشكل واضح ومختصر من خلال تلك الجداول.
هل لعلم العروض فوائد اخرى غير معرفة الوزن؟
نعم، فهو يعين على القراءة السليمة للشعر العربي، كما انه يقوم بخدمة المشتغلين بتحقيق المخطوطات فيما يجدون فيها من ابيات شعرية لا يمكن ضبطها احيانا الا بمعرفة علم العروض.
ولعل من لطائف علم العروض ان فيه ردا على المستشرقين القائلين ان القرآن عبارة عن شعر، فعلم العروض يكشف لك أن الشعر مختلف اختلاف تاماً عن القرآن الكريم، فمثلاً من المعروف في علم العروض انه لا يجوز توالي خمسة متحركات، بينما نجد كثيرا من الآيات توالى فيها اكثر من خمسة متحركات كما في قوله تعالى: (واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم) فقد توالت تسعة متحركات من لام خيلك الى شين شاركهم، ولا نحتاج نحن المسلمين الى العروض وغيره لاثبات ان القرآن ليس بشعر، فيكفينا الايمان بالله وكتبه ورسله.
حاجة الشعراء
هل الشعراء الآن محتاجون الى علم العروض؟
يكفي جوابا عن هذا السؤال أن تعلم أن اشهر برنامج تلفزيوني لمسابقة الشعر الفصيح يعاني بعض شعرائه من كسور في قصائدهم مع ان بعضهم قد وصل الى مراحل متقدمة في ذلك البرنامج.
هل القائمون على نشر الثقافة العربية لديهم اهتمام بنشر هذا العلم؟
للاسف فإنه لم يلق الاهتمام اللائق به من قبل المعنيين بنشر الثقافة العربية، ولكن مما يثلج الصدر ويبعث على السرور ما يقوم به رجل الاعمال المعروف العم الشاعر سعود عبدالعزيز البابطين من خلال مؤسسته الرائدة في هذا المجال، وذلك بما تقوم به من دورات في علم العروض في العديد من الدول العربية والعالمية.
أهداف
هل لك أهداف أخرى من وراء تأليفك للكتاب؟
نعم، من تلك الأهداف دعوة الشعراء الى العودة الى المعين الصافي في هيكل النظم عند العرب، فقد ابتلينا الآن بما يُعرفون بشعراء الحداثة وأمثالهم الذين عاثوا في الشعر فسادا، فهؤلاء قد ارتموا في أحضان الثقافة الغربية فأخذوا من معينها الأُجاج إن صح التعبير.
ولعل السبب الرئيس في ابتعادهم عن الشعر العمودي للقصيدة هو ان أغلبهم ليسوا بشعراء أصلا وإلا لانكشف زيفهم، فيتشبثون بشعر الحداثة وما شاكله، وهو ليس شعرا في الحقيقة، ليكونوا في مصاف الشعراء، والشعر منهم براء.
بالنسبة للبرنامج التلفزيوني الذي أشرت إليه هل لك ملاحظات عليه؟
لا أخفيك سرا اني فرحت بخبر اقامة مسابقة للشعر الفصيح من خلال هذا البرنامج وكنت في لهفة لمشاهدته، ولكن صُدمت بمستوى شعرائه المجازين من قبل اللجنة، بل ان بعض أعضاء لجنة التحكيم يخفي ضعفه وراء المجاملات التي لا تخدم الثقافة الشعرية، وبعضهم يحتاج نقده الى نقد، ولكنه عموما حرّك شيئا من ركود الحركة الشعرية.
صعوبة العروض
هل علم العروض معقد ومن الصعب تعلمه؟
بلا شك انه يشوبه شيء من التعقيد لصعوبة بعض مصطلحاته أولا، ولكونه يعتمد على الدقة الشديدة، فهو لا يقبل خطأ بنسبة 1%، فهو كميزان الذهب من حيث اعطاء النتيجة السليمة لما يُعرض عليه. لكن لا ينبغي لنا ان نستصعب أمرا قد سهُل على غيرنا، خاصة ان متذوق الشعر وناظمه لابد له من تعلمه وإن أشكل عليه شيء من معالم هذا العلم.
كلمة أخيرة
هل من كلمة أخيرة تود ان تختم بها؟
أحمد الله تعالى على ان يسر لي عرض ما لدي، كما أشكرك جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء، وإن كان من شيء أختم به فهو الوصية بتقوى الله في السر والعلن، ولزوم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وان يحرص المسلم أولا على تعلم علوم الشريعة التي بها صلاح الدنيا والآخرة، ثم لا مانع بعد ذلك من تعلم العلوم الأخرى النافعة التي منها علم العروض الذي يجب ان يُسخّر في خدمة الإسلام من خلال الاستعانة به في الشعر النافع والمفيد، وصلى الله وسلم على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين.
قارئ للقرآن
الزويد: تحسين قراءة القرآن وارد عن الصحابة وعلينا أن نتدبر الآيات ونعايش معانيها لتخرج من القلب وتصل إلى القلب
دعا القارئ الشاب قتيبة عبدالله الزويد إلى اغتنام شهر رمضان بالقيام وقراءة القرآن، مشيرا إلى أن هذه الأيام إنما هي فرصة للتغيير فحري بالمسلم العاقل أن يشحذ الهمة ويشمر عن ساعد العزم للتوبة والإقلاع عن المعاصي.
وأشار الزويد في لقائه مع «الأنباء» إلى عدم الانصراف إلى علم المقامات على حساب تدبر معاني الآيات، وقال إن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من الفم فقط لا يتعدى الآذان، لافتا في الوقت نفسه إلى أن تحسين القراءة والتغني بها وتحبيرها وارد عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
والزويد الذي أكرمه الله بإتمام حفظ القرآن الكريم وهو في الـ 15 من عمره بفضل اهتمام والديه أبدى امتعاضه من تدني مستوى تفاعل وزارتي الأوقاف والإعلام مع القارئ الكويتي، مطالبا بمزيد من الاهتمام والتشجيع للقراء، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
حدثنا عن بداياتك في حفظ القرآن الكريم، متى حفظته وعلى يد من تعلمته؟
بدأت حفظ القرآن الكريم منذ سن السابعة من عمري، بتحفيز من والدي حفظهما الله تبارك وتعالى، وقد أتممت حفظي في الخامسة عشرة من عمري ولله الحمد والمنة على يد شيخي الفاضل الشيخ محمود الرفاعي، ولم أنته من الإجازة عنده بعد، وقرأت وتعلمت على يد الشيخ قدري عبد الوهاب من مصر، وعبد المجيد الرويلي من السعودية.
المسجد الكبير هذا العام
قرآنا في آخر مقابلة أجريت معكم أن الوقت مازال مبكرا للصلاة في مسجد الدولة الكبير ويحتاج ذلك إلى أكثر من عام كما ذكرتم، وقد علمنا أنكم ضمن باقة الأئمة الذي سيحيون ليالي القيام بالمسجد الكبير هذا العام، فما ردكم؟
نعم قلت ذلك، ولكن ما حدث أني فوجئت باتصال من قبل مدير مسجد الدولة الكبير وبعض العاملين هناك وذلك بدعوتي لدخول اختبار الإمامة ففوجئت كثيرا واستشرت كثيرا من القراء ومن لهم في هذا التخصص وكان رد الجميع بتحفيزي لدخول الاختبار وتغيير فكرة أن الوقت مازال مبكرا وأن في ذلك خيرا كثيرا بإذن الله، وفعلا دخلت الاختبار ويسر الله لي ذلك فأسأل الله تعالى القبول أولا وأخيرا.
ما المساجد التي يصلي بها القارئ قتيبة الزويد في رمضان 1430هـ؟
أصلي هذا الشهر في مملكة البحرين الشقيقة صلاة التراويح، وأعود للبلاد لصلاة القيام في مسجد الدولة الكبير ومسجد جابر العلي في منطقة الشهداء ومسجد ابن الحنفية في منطقة العدان.
شحذ الهمم
ما نصيحتك للشاب المستقيم الذي لا يلبث أن تفتر عزيمته في أول أيام رمضان وتمضي أيامه وهو لم يختم ولو ختمة واحدة على أقل تقدير؟
نقول لأحبتنا الكرام إن في ختم القرآن الكريم خيرا كثيرا وأجرا وفيرا، فالله تبارك وتعالى جعل له من الأجور ما لم تجعل لغيره من الأعمال الصالحة، فنرى أن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يتركون حلقات العلم فــي رمضـــان ويتفرغون لقراءة وتدبر القـــرآن الكريم، ودعونا نتذكر في هذا المقام أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى كان يختم في اليوم ختمتين واحدة في النهار وأخرى في الليل، فندعوهم إلى شحذ الهمم وتشمير السواعد وألا يجعلوا وردهم فوق طاقتهم، ويكون ذلك سببا لتوقفهم.
من القلب إلى القلب
ما رأيك بعلم المقامات وهل قمت بدراسته أملا في تحسين قراءتك للقرآن الكريم أكثر؟
لست عالما بعلم المقامات حتى أبدي رأيي به ولكن ما أعرفه أن كل إنسان يقرأ بصوت حسن فهو يقرأ بمقام وما تعلمناه من مشايخنا الأفاضل أثابهم الله ألا تجعل المقامات أساسا لتحسين القراءة بل التدبر وتعايش المعنى حتى تظهر القراءة بصورة أريح للسامع وأخشع للقارئ ودائما ما يقال بأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب وما يخرج من الفم فقط لا يتعدى الآذان ولا شك بأن تحسين القراءة وتحبيرها وارد عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم.
فرصة للتغيير
ما نصيحتك للشاب الذي لايزال مستغرقا في سماع الأغاني في أيام رمضان وتقصيره في جانب القرآن؟
أنصح إخواني الأحبة بقولي إن رمضان فرصة عظيمة للتغير ففيه الأجور العظيمة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس أي أكرم الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فبادر إلى التوبة وترك المعاصي.
الأوقاف والإعلام
ما تقييمك لأداء وزارة الأوقاف ووزارة الاعلام في الاحتفاء بالقراء وتشجيع حفظ كتاب الله؟
أجد من وزارة الأوقاف الحرص الشديد على خدمة المساجد وغيرها، وقد كان لإدارة مساجد حولي دور إعلامي بارز في الفترة الأخيرة، خصوصا عبر مسجد جابر العلي، والذي وصل عدد المصلين فيه إلى نحو 11 ألف مصل في العام الماضي، وذلك بالتعاون مع مبرة طريق الإيمان، في مقابل ذلك فإن الوزارة تفرض تعميمات وتصدر ملزمة كاملة من القوانين للأئمة بشكل ينفر القراء من الإمامة، فتحظر تشغيل الميكروفونات الخارجية، وتنبه عن الابتعاد عن الميكروفون أثناء التلاوة، وتحذر من الإطالة في الصلاة، وتلزمهم بتوقيت محدد للإقامة، وقد رأيت فعليا عزوف بعض القراء نتيجة هذا الامر، وأما وزارة الاعلام فيلاحظ تقصيرها في إجراء اللقاءات مع القراء والحفاظ، وعدم عنايتها بالنقل المباشر لصلاة مساجد الكويت، حتى أن نقل صلاة المسجد الكبير تكون على القناة الارضية فقط دون الفضائية، فيبدو أن البعض يظن ان جمهور مستمعي القرآن الكريم قليل وهذا خلاف الواقع.
صفحات نوافذ الأنباء الرمضانية كاملة في ملف ( pdf )