الملكات الملونات
هن الملكة الخضراء والملكة الصفراء والملكة الزرقاء والملكة البنفسجية، ملكات حكمن جنوب دولة سيام في القرن السادس عشر والسابع عشر لمدة تزيد على ثمانين عاما وشهدت المملكة الاسلامية هناك التي كانت تسمى (باتاني) او (فطاني) كما اطلق عليها العرب، عصرها الذهبي ومجدها الحقيقي وكانت الملكة (هيجاو) او الخضراء، اول من اعتلى العرش بعد وفاة والدها السلطان منظور باشا عام 1572، وكانت البلاد قد شهدت عمليات تآمر وصراعات عنيفة بين الاولاد الذكور وابناء العمومة على العرش انتهت بوفاتهم جميعا مما فتح المجال امام (الاميرات) لتولي الحكم.
وربما كان السلطان يتنبأ لهن بحظوظ سعيدة فأعطاهن اسماء لالوان قوس قزح، وقد حدث فعلا ان الملكات حققن مستقبلا (مشرقا) ومبهجا بالالوان ووجدن طريقهن الى العرش دون صراعات تذكر.
حكمت (هيجاو) او الخضراء حوالي 31 سنة حتى ماتت وورثتها اختها الاصغر (بيرو) لمدة 7 سنوات وهي الملكة (الزرقاء) حتى جاء الدور على الاخت الثالثة وهي (اونجو) ومعناها (الملكة البنفسجية) ولم تتزوج منهن الا (اونجو) التي قامت اختها الكبرى الملكة هيجاو بتزويجها للسلطان عبدالغفور محيي الدين شاه ملك باهانج، وهي مملكة اسلامية قوية في شبه جزيرة المالايو ايضا (الآن جزء من اندونيسيا).
وانجبت اونجو الاميرة (تونج) التي ورثت عرش امها فيما بعد وحكمت لمدة (50) سنة في فترة تعد الاكثر ثراء وتقدما في تاريخ المملكة، والملكة كوننج هي الملكة الصفراء.
وكانت مملكة (باتاني) أو (فطاني) قد استقلت نسبيا عن عاصمة سيام وهي (ايوتهايا) التي كانت قد دخلت في صراعات مسلحة مع جيرانها في كمبوديا وبورما.
وقد ادى الاستقرار السياسي للمملكة في عهد هؤلاء الملكات الى الاستقرار الاقتصادي ونشطت التجارة خاصة الساحلية مع الصين والهند.(شخصيات صنعت التاريخ) لـ (أسيمة جانو)