ما قصة عود الثقاب؟
عود الثقاب هو عويد من خشب أو من ورق مشمع، مكسو الطرف بمركب سريع الاشتعال. وقد صنعت أقدم عيدان الثقاب الكيميائية في القرن السابع عشر، وكانت عبارة عن عيدان خشبية كسيت أطرافها بالسكر وكلورات البوتاسيوم، وغطيت ببصيلة زجاجية تشتمل على حمض الكبريتيك المركز.
وكانت هذه العيدان تشتعل بمجرد سحق البصيلة الزجاجية، لكن الزجاج المحطم والحمض المراق حالا دون انتشار هذه العيدان.
في العام 1669 اكتشف الكيميائي الألماني هينغ براند الفوسفور، وهو مادة تشتعل لأقل احتكاك، وعلى الرغم من سمية الفوسفور فقد استخدم بنجاح في صنع عيدان الثقاب عام 1680، وفي عام 1826 صنع الصيدلي الانجليزي جون ووكر نوعا من عيدان الثقاب أكثر أمانا، وكان هذا النوع من العيدان، غير المشتمل على فوسفور، مكسو الأطراف بمزيج من الكبريت وثالث كبريتيد الانتيمون، وكان يشعل بحكه على رقعة من الورق المزجج، أما أول من أنزل هذا النوع الجديد من عيدان الثقاب إلى الأسواق فكان الانجليزي صموئيل جونز عام 1829، وقد أسماه «لوسيفر» اي ابليس.
لكن عيدان الثقاب الكبريتية الفوسفورية التي اخترعها الفرنسي شارل سوريا عام 1831 كانت أكثر فعالية فلقيت رواجا كبيرا بالرغم من طبيعتها السمية.
والحقيقة ان هذه العيدان الفوسفورية كانت الى جانب ذلك تشتعل بمجرد احتكاكها بأي سطح خشن، وكان تركها على الطاولة او نسيانها في الجيب يشكل خطرا، وهكذا نشأت الحاجة الى عيدان ثقاب آمنة.
وفي سنة 1845 اكتشف الكيميائي النمساوي انطون فون شروتر الفوسفور الأحمر، وهو غير سام وغير تلقائي الاشتعال، فكان اكتشافه خطوة مهمة على طريق الأمان، والمبدأ الذي تقوم عليه فكرة عيدان الثقاب الآمنة هو الفصل بين العناصر المشتعلة، بحيث يكون بعضها على أطراف العيدان وبعضها على حافة (جانب) علبة الكبريت، مما يحول دون اشتعال عود الثقاب إلا عند احتكاك طرفه بجانب العلبة.
والطريقة الحديثة في صنع عيدان الثقاب تقوم على صنع عيدان من كبريتيد الانتيمون وعوامل مؤكسدة مثل الكبريت وكلورات البوتاسيوم في أطرافها، ومن فوسفور احمر في جانب العلبة.
(من كتاب: كشكول المعارف والعلوم للكاتبه: كاميليا سلوم عكاوي)