من هو ابو الجغرافيا الحديثة؟
هو أحمد بن ماجد ملاح عربي، أبوالجغرافيا الحديثة، رغم اختلاف وجهات النظر فيه، كان أعلم الناس بالبحر، لجأ إليه الرحالة البرتغالي المعروف (فاسكو دي جاما) لينقذه من التيه الذي وجد نفسه فيه في رحلته التي أرادها غربا، لكنها أوصلته الى رأس الرجاء الصالح (جنوب أفريقيا) ليعرف بعد ذلك بأنه مكتشفه.
هو (شهاب الدين احمد بن ماجد) الشهير باسم: «أسد البحر» وباسم «المعلم» بما يعني استاذيته في هذا المجال. عاش بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وليس لدينا الكثير عن حياته، لكن رحلته التي أرشد فيها الرحالة (فاسكو دي جاما) عبر المحيط حول رأس الرجاء الصالح الأفريقي كانت حوالي عام 1498م.
أحمد بن ماجد هو الذي دل دي جاما على أسلم الطرق المؤدية الى الهند والتي كانت دائما هدف المستكشفين، حتى كريستوفر كولومبوس، لكنهم كانوا دائما يضلون طريقهم في المحيط. وكان احمد بن ماجد، كأي فلكي عربي، يسترشد بالنجوم والآلات والخرائط التي وضعها الجغرافيون العرب، لكن دي جاما خدعه حين تستر على هدفه، وأوهمه بأنه تاجر.
وقد ولد احمد بن ماجد على شواطئ عمان، على الخليج العربي. رسم الخرائط البحرية التي عرفها الأوروبيون فيما بعد، واكتشفها المستشرق (رينو) كما ذكره أمير البحر التركي (علي ريس) في مقدمة كتابه عن رحلاته، واعتنى بتفاصيل مؤلفات ابن ماجد وعناوينها، فعرفت كثيرا من الغربيين عنه بعد ذلك والتي سرقت من الشرق واستقرت في المكتبة الأهلية في باريس بفرنسا.
كان ابن ماجد هو اول من استخدم البوصلة في الرحلات البحرية، وله مواقع بحرية مازالت مسماة باسمه في شواطئ الهند وافريقيا. ولد لأب عاشق للبحر، وعائلته عرفت بقيادة السفن.
ترك ابن ماجد تراثا من اكثر من 50 مخطوطة موزعة في كبريات المكتبات في العالم، أهمها (كتاب الفوائد في اصول علم البحر والقواعد) وذكر فيه ربما لأول مرة في التاريخ ان البحر الأحمر هو امتداد للبحر المتوسط، أنه منخفض عنه، وأكثر عمقا منه.
أحمد بن ماجد، كان اول من فكر بشق قناة بين البحر الابيض المتوسط والبحر الأحمر، بدلا من الدوران حول رأس الرجاء الصالح، ولا يستبعد ان يكون (ديليسبس) الفرنسي، قد قرأ ابن ماجد، وقام بشق القناة، ونسب إليه الفضل في الفكرة.
(من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ لـ أُسيمة جانو)