حرب المائة عام
كان التوتر سائدا دوما بين فرنسا وإنجلترا..
كانت فرنسا ترى أن إنجلترا تتدخل في شؤونها، خاصة الملك «هوج كانية» عام 1328، أما فيليب السادس الذي اختاره مجلس البارونات، فقام باستبعاد إدوارد الثالث، رغم أن هذا الأمير كان قد اختير بالكيفية نفسها، ما زرع بذرة حرب المائة عام.
لم يتمكن ادوارد الثالث من ممارسة حقوقه. ففي عام 1336 أعلن «الكونت لوي» أمير الفلاندر أن كل البريطانيين الموجودين في الفلاندر يجب القبض عليهم، ووضعهم في السجن، وسرعان ما انتقمت بريطانيا واستولت على كل خيوط الصوف القادمة من الفلاندر، وفي عام 1337، حدث تمرد ضد الكونت، ونسب التمرد إلى أمير الفلاندر، فكون تحالفا مع إنجلترا، ودفع ادوارد الثالث كي يتخلى عن حقوقه.
وبدءا من هذه اللحظة، وحتى عام 1453 اشتعلت الحرب.
انتصر البريطانيون، ولم يتمكن الفرنسيون من صد هجمات الفرسان الإنجليز.
في عام 1340 هجمت القوات البريطانية والنورماندية على السواحل الفرنسية، وعندما تم اغتيال الأمير جاك تفكك التحالف، وفي عام 1346 أبحر ادوارد الثالث الى فرنسا، وحقق نصرا عظيما واستخدم الإنجليز المدافع لأول مرة في الحرب، ثم تولى «الأمير الأسود»، ابن ادوارد مقاليد الحكم، وتم القبض على ملك فرنسا جان الثاني، وسجن في بريطانيا، وتم عقد اتفاق استولت فيه بريطانيا على مدينة كاليه.
استعادت فرنسا قوتها بين عامي 1369 و1380، وأعادت بريطانيا لفرنسا كل ممتلكاتها عدا «كاليه، وشربوج ودبرست».
في عام 1415، حقق هنري الخامس، ملك إنجلترا نصرا رائعا، لكن الفتاة الشابة «جان دارك»، سمعت أصواتا من السماء تأمرها بإنقاذ فرنسا، وصدقها الملك الفرنسي شارل السابع، ومنحها جيشا خلصت به «أورليان» المحتلة من الإنجليز، وقادت شارل السابع إلى ريم، التي بيعت الى الانجليز، وقُبض عليها، وأُعدمت بتهمة أنها ساحرة عام 1431.
(من كتاب: موسوعة الحضارات المختصرة ـ محمود قاسم)