سياسي وقائد عسكري روماني
كان ماركوس انطونيوس، وهو من الأسماء الشهيرة في التاريخ الروماني، صديقا ليوليوس قيصر وعشيقا لكيلوباترة، وهذا السياسي اللاهي، الوسيم، المحب للصخب، وذو الطبيعة الطيبة، كان مزيجا من المواهب والعيوب. كان قائدا ممتازا، وعلى وافق مع جنوده، وسياسيا جريئا، عنيفا، لا يبالي بما يقول.
وكان من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يقوم به. وكم من مرة اضطر قيصر إلى توبيخه على إسرافه في الغرور، مع ان لا احد كان يحب قيصر مثله.
اعتنق انطونيوس قضية قيصر حوالي السنة 54 قبل الميلاد، وقد ساعده الرجل العظيم على تولي عدد من المناصب الحكومية الرفيعة.
فلما قُتل قيصر كان انطونيوس من خطب في شعب روما المذهول، وحثه على الانتقام من المتآمرين، ثم تحالف مع نسيب قيصر ووارثه أوكتافيوس ـ وقد أصبح فيما بعد أغسطس ـ وليبيدوس، وشكلوا حكومة الثلاثة الثانية لاقتسام العالم الروماني فيما بينهم وحكمه، وكان من نصيب انطونيوس المقاطعات الشرقية.
وكانت مصر من هذه المقاطعات، وقد التقى انطونيوس مجددا كليوباترة السنة 40، ولكنه في هذه المرة وقع أسير جمالها وسحرها، مع انه كان قد تزوج قبل فترة قصيرة. وسرعان ما عاش مع كليوباترة وحكما مصر معا، الأمر الذي جعله يهمل سائر المقاطعات، فلما دخل الحرب مع البارثيين كانت الهزيمة تنتظره.
(من كتاب: صانعو التاريخ ـ سمير شيخاني)