نابليون الثالث
بعد فشل «نابليون»، عادت الملكية الى فرنسا بعصر الملك «لويس الثامن عشر»، ثم أحقية «شارل العاشر» الذي خلفه عام 1824، الذي أراد فرض سطوته المطلقة رغم الدستور، إلا ان الأمر تغير عام 1830، حيث تغير نظام الانتخاب، الذي منح للصحافة حريتها، مما ولّد ثورة دفعت «شارل العاشر» الى الهرب.
وحظي البرجوازيون على ثمار «ثورة يوليو»، وعادت فرنسا ملكية دستورية مع «لويس ـ فيليب» كملك، وطوال 10 سنوات، عرفت فرنسا السلام والسكينة، وفي هذه الحقبة، تم غزو الجزائر عام 1830.
لكن قوى معارضة جديدة ظهرت، من النابوليين، سلالة نابليون، والعمال يساندهم الفلاسفة، مثل، سان سيمون، وعاش العمال أحسن سنوات حيواتهم، ورفض الملك طلبات الإصلاحيين، فانفجرت ثورة 1848.
وتولت فرنسا حكومة محافظة، هزتها المشاكل الاجتماعية، وفي ديسمبر 1848 اختير «لوي نابليون» ابن شقيق الامبراطور، كرئيس للجمهورية الثانية، وبعد 4 أعوام عين امبراطورا باسم «نابليون الثالث».
عرف عصره بالرخاء على المستوى الداخلي، وازدهرت الصناعة، وتأسست البنوك الزراعية، وتطورت المباني في المدن مثل: مارسيليا، وليون، وتم بناء الأوبرا، والسكك الحديدية، لتربط بين باريس والمدن الأخرى.
وعلى مستوى الشؤون الخارجية، رغم انه من المؤمنين بالقومية، فإنه تحالف مع ايطاليا ضد النمسا، حيث ترك بروسيا تهاجم النمسا، وعقد وحدة مع ألمانيا، وحلم بولايات أوروبية متحدة، وأيضا امبراطورية في اميركا اللاتينية، فأرسل قواته لمساعدة «مكسمليان» الذي أعلن نفسه امبراطورا في المكسيك، إلا ان هذا الأخير مات مقتولا عام 1867، ودخل «نابليون الثالث» الحرب ضد بروسيا.
من كتاب: 200 يوم غيّرت وجه الكون ـ د.ايمن ابوالروس