إعداد: هادي العنزي
بداية كل شيء بالبحر ممتع سواء كان الواحد طالع للحداق او للكشته وحتى لو كان طالع للشاطئ وخصوصا هالايام الجو صاير لندني فكثرة الغيوم واشراقة الشمس من خلالها تعطيك اللهفة للنزول للصيد، ولكن مع الاسف قرار منعنا من الصيد داخل الجون حرمنا من هوايتنا الجميلة واتمنى من المسؤولين في الايام القادمة السماح لهواة الحداق بممارسة الصيد مرة اخرى داخل الجون، وقد بدأت حب البحر وعشقت مسكة الخيط من الصغر عندما كنت ارافق والدي وانا بعمر الثماني سنوات للصيد في المحادق الشمالية، امثال الحيشان والدوحة ووصولا لأماكن ابعد مثل اقواع 6060 و25 واقواع عوهه، وقد تعلمت من الوالد كل شيء يخص هواية الصيد من حسبة الماياه وافضل اماكن تواجد الاسماك والترديع والطرق الصحيحة للموادع وكيفية اختيار الييم المناسب، ومع مرور الايام بدأت اعتمد على نفسي واذهب للصيد مع الاصدقاء الى المحادق الشمالية السابقة التي كنت اذهب اليها مع والدي.
الغوص الحر ثقة بالنفس ولياقة
ويضيف الصفار: بعد التشبع من هواية الحداق والصيد بالطريقة التقليدية «الخيط» فكرت في نفسي بأنه لا بد من ايجاد طريقة اخرى للصيد، وفعلا وجدت اجمل هواية قد يمارسها الشخص ويتمتع بها، وفي نفس الوقت هذه الهواية التي سأخبركم عنها يا صفحة «بحري» تعطي صاحبها الثقة بالنفس واللياقة البدنية العالية ويتخللها حس المغامرة والاثارة وهذه الهواية هي الغوص الحر والصيد بالمسدس البحري، نعم هواية الغوص من اجمل الهوايات وكثير من الشباب بدأ فعلا بالاتجاه نحوها، وقد بدأت الغوص في سنة 2007 حيث انني كنت اغوص على الاسياف ومع الوقت دخلت وتعمقت بهذه الهواية وبدأ غوصي الفعلي في العام 2012 وهنا اشكر الاخوة، مدرب المدربين الكابتن احمد عباس، والكابتن حمد المزبن اللذين علماني ولم يبخلا علي بأي معلومة تخص هذه الهواية ومساعدتي في تطويرها.
الغوص يكفي ويوفي
ويتابع: ان أسباب الاتجاه للغوص الحر هي كثرة الحداقة «والچم» وقلة السمكة والصيد، فأصبح الواحد يدخل للبحر ومحضرا نفسه بطراد وبنزين وعدة وييم وخيوط وأشياء أخرى كثيرة، وفي الأخير يرجع للمسنة يد من أمام ويد من خلف، أما في الغوص الحر فعليك بطرادك وعدة غوصك وتنزل وتنقي السمكة اللي تخطر على بالك وتصيدها وتصعد لطرادك وترجع للديرة مستانس ومكيّف ولا هالعذاب اللي قاعدين نعانيه على المسنات والزحمة، بالمختصر الغوص يكفي ويوفي.
المتعة والإثارة بصيد الچنعد
ويقول: في الصيف تكثر السمكة بالميافر وعلى الأسياف أمثال البواليل والفسكر وعندما يقرصنا البرد نتجه لصيد المتعة الحقيقية والإثارة بسمكة الچنعد ونبحث عنها حول الجزر مثل قاروه وكبر وأم المرادم وعند دخول موسم السرايات ناخذ حذرنا من تقلبات الجو ونصطاد بالأرياق اكثر شيء وهذه المنطقة تمتاز بكثرة الصيد وتنوع الأسماك فيها بالمختصر المفيد الحاب يصيد بالمسدس فعليه بالأرياق والجزر والأسياف الجنوبية.
البعض لا يكتفي بصيد حاجته
ويضيف: مع الأسف هناك بعض الغواصين لا يكتفون بصيد حاجتهم ولا يوقفهم سوى فلاش الكاميرا عندما يترس صدر الطراد بمختلف أنواع الأسماك وعندما تسأله لماذا هذا الصيد الكبير؟ يقول: «عادي» البحر ما راح يخلص، يا اخي ان الغوص له شروط وقواعد ومن أهمها عدم المبالغة في الصيد، وانا شخصيا ضد كل من يقوم بالصيد لأجل التصوير و«التكشخ» أمام الربع، وليس من أجل الحصول على إيدامه وترى بحرنا مو ناقص مخربين واللي فيه كافيه فالقراقير والمشابك وشباك الصيد «العديد» مو مقصرين.
شروط السلامة بالغوص
وقال: أهم شروط السلامة بالغوص وأولها انك ما تغوص نهائيا دون مرافق لأنه مهما كانت خبرتك كبيرة إلا ان البحر أكبر منك، وثاني شيء لا تضغط على نفسك عشان سمكة معينة وخل معاك السكين دائما لأن قد يأتي يوم وتحتاجها وتكون فيه حياتك مرتبطة بقطع شيء ما.
موقف خطر
ويضيف: أكثر المواقف التي صادفتني خطورة هي تلك التي كانت بالأرياق واذكر انني رأيت سمكة طلاحه تحتي ونزلت لها وانا بالطريق كنت أعادل ضغط الأذن ولكن الأذن اليمنى تسكرت ولم استطع معادلتها وهنا المفترض مني ان أرجع ادراجي للسطح، ولكني عاندت نفسي وأكملت طريقي للطلاحه وقلت في نفسي اقترب اكثر فلم يبق إلا القليل وفوجئت بان أذني اليمنى انبطت طبلتها وأصابتني دوخة وعدم التوازن ولاحظ مرافقي الغواص الكبير سالم الأيوبي عدم توازني فأمسكني وأصعدني للطراد وهذا ما أقول عنه لا تكابر لأجل سمكة والمرافق شيء أساسي بالغوص.
هوامير تطيب الخاطر
ويضيف: الهامور سيد المائدة الكويتية ولا يوجد حداق كويتي لا يعرف الهامور فهو من الأسماك المستوطنة ويتكاثر دائما في الأماكن الصخرية خصوصا التي تحتوي على الصخور وايضا يتواجد بالطبعانات وأفضل صيده كانت بقوعة دلني عليها أبناء عم الوالد وهم يحدقون فيها بشهري مارس وابريل، وطبعا لازم يكون معاك «جم» حي ودرية وميدار خرواش وتنطر وقفة المايه وتكون صبورا ويومها اصطدنا هوامير على كيف كيفك سنعة وتطيب الخاطر وهذه الهوامير صورتها وأهديها للقراء الأعزاء ولكم يا «بحري».
ختامية
واختتم الصفار: أتمنى للجميع تجربة الغوص الحر واضافة هواية جديدة وطريقة ممتعة لصيد الأسماك لقاموسهم البحري، كما أتمنى من الجميع المحافظة على بحرنا وأقول حق اخواني الغواصين لا تنزل البحر إلا مع مرافق وربي يوفق الجميع.ثقة بالنفس ولياقة واثارة ومغامرة.. صفات لا تجتمع الا بهواية واحدة فقط يمارسها اغلب شباب اليوم خلال فصل الصيف مستغلين دفء الماء لاختيار افضل انواع الاسماك حجما ووزنا ولحما، واليوم صفحة «بحري» التقت بالغواص جراح الصفار الذي اختار لنفسه شيئا يتميز به. فتعال اخي القارئ لنتعرف عن قرب على هواية الغوص الحر ما لها وما عليها.
الغواص جراح الصفار مع «الچنعد»