شيماء عزيز فنانة عارفة بالأصول الفنية، تكتنز موهبة وخبرة، حيث يتهادى الشكل من دون أن يتراخى، واذا كان من سبب، فهو توازن المضمون والجسد، كل لوحة تحتضن شكلا يشبه المرأة، كل لوحة لها ترصيعها البلاغي الذي لا يكتفي بغواية الجسد، بل يجمله تجميلا لونيا بديعا، هو من تقاسيم الشكل، فلا تولد لوحة الا وهي مرتدية من الأثواب والأشكال أجملها، وكأن اللوحة تحتضن أعمار المرأة، الشفافية اللونية والرقة حاضرة في كل اللوحات.
وجدت الفنانة في الأكواريل او الحبر مادة اقرب الى الذات، كما تقول وهي مادة لا يمكن تلاشيها او المغامرة فيها، هي ترسم من دون تخطيط شخوصها، مصنوعة بالحبر المخفف، والماء الصافي من دون ان تخطط، بل تترك التعامل مع أسطح لوحاتها للمفاجأة وسرعة التعرف لديها تحتوي على المصادفات وترغمها لتكون جزءا حيويا من العمل.
أجساد شيماء عزيز تقف وتتحرك في الهواء، عارية، وحيدة، حاضنة، تتكئ على لا شيء، ساكنة، منطوية على ديناميكية داخلية، رغم وقفاتها الإغريقية، التي يمكن ان تذكر بروح الرسم الأكاديمي، ببقايا ملامح هللينية، أي غائرة في مصريتها، كوجوه الفيوم التي تنتمي اليه، تعوم في مائها الخاص وحبرها الذي يعكس صورة الرسامة ذاتها، بحسها الفني، وسط عالم هلامي صاخب ومعقد.
هي الكينونة رسمتها الفنانة لتعبر من خلالها عالم المرأة، المرأة المسكينة التي ترتدي ثوبها الأسود، وتخاف الجنوح الى المكان الخطأ، فنانة تمتلك لغة التشكيل وحفنة من ألوان تقودها الى الواقع الذي ترفضه وتستبدله بأفكار مفاهيمية، بملامح معتمة، تؤكد حضور هذه المرأة، لكنه حضور الأنثى الخائفة من المجتمع.
تقول عزيز: إن سوق الفن التشكيلي في مصر ليس له صفة او ملامح محددة فهو سوق فوضوي تسيطر عليه اسماء بعينها، فضلا عن وجود احتكار لأسماء فنانين معروفين عن طريق عدد من قاعات العرض الفنية، كما ان وزارة الثقافة ليست لها علاقة بالشباب الفنانين باستثناء بعض الاحتفالات التي يدعون الشباب اليها، من وقت لآخر، في حين ان الوزارة كانت تقدم منح تفرغ للفنانين الشباب حتى يقدموا إبداعاتهم.
وتضيف: ان الشباب الفنانين يحفرون في الصخر حتى يثبتوا وجودهم في السوق، فلا أحد يقدم لهم دعما، والشباب يحتاجون الى رجال أعمال او بنوك او مؤسسات ترعاهم حتى يتخلصوا من المعاناة المادية.
أقامت عزيز 3 معارض خاصة بالقاهرة، وشاركت في 13 معرضا جماعيا ومهرجانين اثنين، كما شاركت في معرضين دوليين.
لها مؤلفات وأنشطة ثقافية هي: ورشة عمل عن استخدام الميديا المختلفة مع فنان اردني، بكلية الفنون الجميلة بالاقصر.
تعاونت مع شاعر تركي في رسم وتصوير زيتي وكتب في الشعر في اسطنبول، وتعاونت مع فنانة ألمانية بالرسم بالطباشير على الاسفلت خلف معبد الاقصر والحفر على مناضد خشبية بالساقية الثقافية بالقاهرة.