بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، شهدت الحلقة الماضية من «شاعر المليون» الاعلان عن نتائج التصويت حيث تأهل المتسابق خليل الشبرمي التميمي (قطر) بنسبة تصويت بلغت 89% في حين حصل المتسابق مهدي آل حيدر (السعودية) على بطاقة العبور من قبل لجنة التحكيم، كما شهدت الحلقة أيضا في نهايتها قرعة اختيار متسابقي الحلقة المقبلة وهم، ناصر الفراعنة (السعودية)، راشد البلوي (السعودية)، هزاع بن عبدالله (الامارات)، فليح الجبور الصخري (الأردن)، وسيتنافس الأربعة في تقديم قصيدة رئيسة اضافة الى قصيدتين قصيرتين في موضوعي الفخر ومجلس التعاون الخليجي.
تميزت الحلقة بتنوع موضوعات المتسابقين الأربعة وهم عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، محمد النوه المنهالي (الامارات)، هلال المطيري (السعودية).
شاعر الإيمان
أول متسابقي الحلقة كان عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، الذي ألقى قصيدة ابتعدت عن الموضوعات التقليدية، على حد تعبير د.غسان الحسن، حيث قال: تناول النص موضوع النفس الانسانية وما تعانيه في الحياة، وأوجد لها الحل، باللجوء الى الايمان بالله، وأشاد حمد السعيد بجمال النص واتقان الشاعر لقافيته الصعبة، وقال سلطان العميمي: القصيدة تنقسم الى قسمين، الأول بوح ذاتي يغوص فيه الشاعر الى أعماق النفس البشرية، والثاني: انتقال المتسابق لمخاطبة الآخر، كما اعتمد الشاعر على أساليب التساؤل والشرط والتمني، وتناول القضية من منظور شعري جميل، وتطرق بدر صفوق الى الحِكم المباشرة ورسائل النصح في الدنيا والموت، وقال تركي المريخي: القصيدة مليئة بالوعظ والارشاد والنصح وفيها حديث مع النفس.
شاعر الوطن
تلاه المتسابق فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، وقال حمد السعيد: نص القصيدة يتناول تجربة الشعر لدى الشاعر والذي شبهه بالوطن، وقال سلطان العميمي: القصيدة مليئة بالشعر وتدور في فلك علاقة الشاعر بالشعر وتفتح نوافذ كثيرة للتأويل، وأشاد «العميمي»، بالشاعرية العالية في النص، وقال بدر صفوق: في القصيدة شعر ضخم جدا، وتتضح الغربة في النص من خلال المفردات الدالة على الجهاد والتوحد والتي لم تنل من نرجسية الشاعر وشموخه، وقال تركي المريخي: الشاعر كتب النص بوعي عميق وأعطاه مساحة واسعة من الاستيعاب، ووصف د.غسان الحسن النص بالشاعري حيث تناول المتسابق الفكرة بنــوع من السرد الشعري والذي اتضح من خلال ثبات المكان وتحول الزمان واستند الى كثير من الاستعارات والكنايات الذكية، واستعمل أسلوبا من التصوير الواضح الشفاف.
شاعر الولاء
وألقى المتسابق الاماراتي محمد النوه المنهالي قصيدة بعنوان الولاء والانتماء، قال عنها سلطان العميمي: انها تحدثت عن مشاركة الشاعر ثم طاعة أولياء الأمر وأخيرا حال الأمة، وحمل النص رسالة جميلة عن الوطن وطاعة أولياء الأمر ونبذ الارهاب ورفضه، وأضاف: تدل مقدمة القصيدة على أن مفهوم الشعر لدى الشاعر يحمل رسالة تصحيحية للأفكار الخاطئة، في حين تناول بدر صفوق نهج الشاعر لفلسفة الموت والدمار وتوجيه رسالة للانسان من منبر الشعر.
وعلق تركي المريخي على عنوان النص وأشاد بجمال القصيدة، وقال د.غسان الحسن: القصيدة تنقسم الى قسمين، الأول يتلخص في صورة أسقطها المتسابق على المسابقة من فريضة الحج، واستخدمها بصورة بانورامية متحركة تشكل صورة واحدة، وظل الثاني على مستوى الشاعرية مع تفكيك الصورة، وأشــاد بالاضـاءات الجميلة.
كما أشاد حمد السعيد بشاعرية النص في الجزء الأخير منه وذهب الى تأييد زميله العميمي حول عدم توفيق الشاعر في تشبيه مشاركته بشريعة الحج ومناسكها.
شاعر التاريخ
واختتم الجزء الأول من الحلقة المتسابق هلال المطيري (السعودية) الذي ألقى قصيدة عن العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وقال عنها بدر صفوق: إنها تؤرخ لمرحلة حكم الملك فهد، وأشاد تركي المريخي بموهبة المتسابق الفذة، وقال د.غسان الحسن: القصيدة بها استعراض لإنجازات الملك فهد التي يتفاخر بها الشاعر من خلال استخدام الكثير من فنون القول وأسلوب المبالغة والوصول لمرحلة العتبات الحسية وتدل القصيدة على ذكاء الشاعر، وقال سلطان العميمي: القصيدة استحضرت شخصية مهمة، وأشارت المقدمة إلى حيرة المتسابــق عما سيكتبه في شخصية الممدوح واتضحت الشاعرية وخبرة المتسابق بالنص.
بر الوالدين
ثم ألقى المتسابقون الـ 4 قصيدة قصيرة عن موضوع بر الوالدين، وأفاض أعضاء اللجنة في تعليقهم على كل قصيدة حيث أشار حمد السعيد لاقتباس عايض بن غيدة من السنة النبوية في قصيدته، ومخاطبة محمد المنهالي للطفل، وإشارة هلال المطيري الى ان الجنة تحت أقدام الأمهات، وقال د.غسان الحسن: إن عايض بن غيدة تناول الفوائد التي تعود على الإنسان من بر الوالدين، واتفق فالح الدهمان ومحمد المنهالي على قصة الشخص العاق لوالديه، حيث لخصها الأول في بيت واحد، وعرضها الثاني بنموذجين في بر الوالدين، وجاء هلال المطيري، بعبارات دارجة على الألسنة، وأشاد حمد السعيد بأسلوب فالح الدهمان الذي اتصف بالأسلوب السهل الممتنع، وقال سلطان العميمي: ربط عايض بن غيدة بر الوالدين بالدين والجنة، في حين ربطه فالح الدهمان برضا الخالق، وجاءت قصيدة محمد المنهالي كوصف جميل لعلاقة الإنسان بوالديه، وأوضح هلال المطيري قدر الوالدة عنده.
وقال بدر صفوق: استطاع عايض بن غيدة توظيف الوصايا الدينية، وقام محمد المنهالي بتوظيف الموروث الشفاهي في الخليج العربي، وجاءت قصيدة هلال المطيري في رحمة الوالدة.
قصيدة قصر الحصن
ثم اختتم المتسابقون التنافس بإلقاء قصيدة قصيرة عن قصر الحصن الشهير، حيث أشاد حمد السعيد بوصف الشعراء للحصن من الناحية الشكلية، وعبر تركي المريخي عن اختلاف المتسابقين في الحبكة الشعرية، والاتفاق على مجد القصر، وقال د.غسان الحسن: إن القصائد دون المستوى غير أن قصيدة فالح الدهمان الظفيري أقربهم للمستوى الشعري، وقال سلطان العميمي: استحضر عايض بن غيدة تاريخ الحصن، واتضحت الشاعرية في قصيدة فالح الدهمان، وانتشرت الجماليات في أبيات قصيدة محمد المنهالي، في حين ذهب هلال المطيري إلى الوصــف المباشر في قصيدته.
وتطرق بدر صفوق لوصف عايض بن غيدة للشكل الخارجي للقصر، وتقديم محمد المنهالي لنبذة تاريخية عن القصر، كما أشاد بتوظيف هلال المطيري للبعد التاريخي وإجادة فالح الدهمان لقصيدته.
وفي نهاية الحلقة أعلنت لجنة التحكيم عن تقييمها لقصائد المشاركين حيث جاءت درجاتهم كالتالي: فالح الدهمان الظفيري (السعودية) 45%، محمد النوه المنهالي (الإمارات) 41%، هلال المطيري (السعودية) 38%، عايض بن غيدة القحطاني (قطر) 37%.
وقد كان ضيف الحلقة الثالثة من المرحلة الثانية الشاعر عبدالكريم الجباري أحد شعراء النسخة الأولى من برنامج شاعر المليون الذي ألقى قصيدة في مدح سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وقصيدة أخرى من واقع تجربة شاعر المليون.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )