هيثم السويط
أثناء ذهابي للجريدة وأنا أستمع للإذاعة وإذ بالفنان عبدالله الرويشد يشدو بأغنية «وطن عمري» تذكرت صاحب هذه الكلمات الرائعة الشاعر مطيع العوني وهو من الكتاب القلائل قليلي الظهور مع كثرة القنوات الفضائية وهو من الشعراء الذين سموا بالأغنية الكويتية وأجاد بهذا حتى استقر اسم مطيع العوني في عقولنا وهو من القليلين الذين انتشلوا الأغنية للأعلى بعد ما كانت ساذجة وقتا طويلا.
وبذلك أثبت شاعرنا أنه يسلك أقصر الطرق للوصول لذائقة المستمعين.
وتذكرت شاعرنا بهذه الكلمات الجميلة تحديدا في سنة 1999 حين اتصل بي أحد أصدقائي الذين عاشوا في الغربة لسنوات بسبب الدراسة وبعد جهد حضر صاحبنا من الولايات المتحدة وأحضر معه أفكارا كانت بذاك الوقت غير دارجة في مجتمعنا عبر الانترنت.
وقمنا بإنشاء غرفة في موقع صوتي يسمى البالتوك اسميناها روم «سوالف ليل» الشمعة التي أضاءت وانطفأت وكانت الإمكانيات آنذاك بسيطة جدا وبمجهودات فردية نجتمع بهذه الغرفة الصوتية ونتبادل الأحاديث والقصائد وكان الموقع في وقتها غير معروف لأنه كان برنامجا جديدا حين كانت فكرة صاحبه ومؤسسه الأميركي جاسون كاتز سنة 1998 حين تبلورت لديه فكرة المحادثة الصوتية المباشرة.
وقمنا بعمل الدعاية للغرفة لقلة الحضور آنذاك وكثفنا المجهودات بمعاونة كثير من الأصدقاء في الخليج عبر الصحف الخليجية والمحلية وكنا نقيم أمسيات شعرية كل يوم خميس من الساعة الحادية عشرة ليلا وعلى مدى 3 ساعات وكان أغلب الحضور بأسماء مستعارة من طلبة وطالبات مغتربين من جميع أنحاء المعمورة من محبي الشعر والأدب وتبلورت لدينا فكرة استضافة الشاعر مطيع العوني وبالفعل لبى الدعوة دون تردد حيث ان الأمسية كانت مباشرة، وألقى شاعرنا القصائد دون رتوش وبعفوية ودون تكلف وبعد انتهائه تلقى الردود من محبيه وكان يحاوره دخيل الخليفة وعبدالله الفلاح اللذان لهما الفضل وممن ساهموا في إنشاء «سوالف ليل»وللعلم شاعرنا لا يعلم أنه حقق سبقا بأنه أول شاعر خليجي يحيي أمسية شعرية مباشرة وصوتية تسجل للشاعر باسمه في مكان مختلف تماما وغير مألوف للكثيرين ألا وهو الانترنت وبهذا حقق نجاحا باهرا وتميز بذلك.
وقد يتساءل البعض ما البالتوك وما هي «غرفة سوالف ليل» ولماذا توقفت؟ وسنكمل حديثنا عن هذا الموقع الصوتي لاحقا.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )