حث قادة إسلاميون فرنسيون المسلمين أمس الأول الخميس على احترام حظر فرنسا ارتداء النقاب ودعوا الحكومة الفرنسية إلى عدم استخدام القانون لوصم المواطنين المسلمين.
وتحدث القادة عقب اجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه.
وأقر مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الماضي القانون الذي يحظر ارتداء النقاب مما يفتح الباب أمام الحظر الشامل على ارتداء النقاب في الأماكن العامة بعد فترة ستة أشهر لإعلام العدد القليل من النساء اللاتي يرتدينه في فرنسا.
وإذا أقرت هذا القانون المحكمة الدستورية العليا فستصبح فرنسا أول دولة في أوروبا تفرض مثل هذا الحظر.
ويفرض القانون غرامة قدرها 150 يورو على من تخالفه أو يطلب منها حضور دروس عن المواطنة.
وقال محمد موسوي رئيس مجلس مسلمي فرنسا بعد الاجتماع «بالنسبة لنا كمواطنين مسؤولين مضى وقت النقاش، لقد تم التصويت لصالح القانون».
وعارض موسوي ـ الذي لا يؤيد النقاب ـ القانون خلال مناقشته التي استمرت عدة أشهر سبقت إقرار مجلس النواب له في يوليو ثم إقرار مجلس الشيوخ.
وقال «سنقوم بكل العمل التربوي المطلوب لمساعدة النساء اللاتي يرتدين النقاب على الالتزام بالقانون».
وأضاف أن المجلس الإسلامي سيراقب في الوقت نفسه تطبيق القانون «حتى لا يوصم هذا القانون المواطنين المسلمين».
وفي إشارة إلى بعض الانتقادات المتوقع أن توجه إلى فرنسا من المتشددين الإسلاميين الذين أغضبهم القانون، قال موسوي ان مجلس مسلمي فرنسا يستنكر «كل الأعمال التي توجه إلى مواطنينا وبلدنا خاصة إذا ما ارتكبها أشخاص يزعمون أنهم مسلمون. علينا أن نزيل من لغتنا مصطلح الإسلاميين الذي نصف به الإرهابيين. نفضل ألفاظ إرهابيين ومجرمين، ولا نقبل أن ترتبط كلمة الإسلام ولا دين الإسلام بأعمال الإرهاب تلك».
وقالت وزيرة العدل الفرنسية ميشيل أليو ماري أمام مجلس الشيوخ قبل أن يصوت لصالح الحظر بأغلبية 246 مقابل صوت واحد، ان القانون يعيد تأكيد قيم المساواة والكرامة لكل الأفراد وانه سيحول دون أن تكون المرأة عضوا لا وجه له في مجتمع عرقي أكبر.
والمجتمع المسلم في فرنسا الذي يبلغ تعداده خمسة ملايين نسمة هو المجتمع المسلم الأكبر في أوروبا لكن أقل من 2000 امرأة فيه يرتدين النقاب.
في سياق متصل، حظرت كلية بريطانية جديدة البرقع والنقاب والخوذات الواقية وطلبت من أي شخص زائر ازالة قطع الملابس التي تغطي الرأس في اطار حملة أمنية.
وقالت صحيفة ديلي اكسبريس الصادرة امس إن إدارة كلية بيرنلي بمقاطعة لانكشاير والتي يتحدر 14% من طلابها البالغ عددهم 1700 طالب من أقليات عرقية وضعت اشعارا في صالة الاستقبال يطلب من الطلاب والزائرين ازالة أغطية الرأس قبل الدخول إلى الكلية.
واضافت أن هذا الإجراء اثار غضب المسلمين المحليين لأن جامعة لانكشاير المركزية المشرفة على الكلية تسمح بارتداء الحجاب.
ونسبت الصحيفة إلى فيليب ديفيز النائب عن حزب المحافظين قوله «اعتقد أن الكلية اتخذت هذا الاجراء بموجب حقوقها ويبدو أنه نهج منطقي في حال كانت هناك مخاوف أمنية لأنه لا يمكن التعرف على هوية امرأة في حال كانت منتقبة».
واشارت إلى أن نائبا آخر من حزب المحافظين اسمه فيليب هولوبون رحب بالخطوة ودعا الكليات والجامعات البريطانية الأخرى إلى محاكاتها.
لكن عبدالحميد قريشي الرئيس السابق لمجلس مساجد لانكشاير انتقد الخطوة واعتبر أنها تتعارض مع حقوق الناس في ارتداء ما يريدون.
وابلغ قريشي ديلي اكسبريس «يبدو أن للكلية سياسة وللجامعة المشرفة عليها سياسة مغايرة لذلك فإن قيامها بحظر البرقع اجراء مبالغ فيه».