تحت أشعة شمس شتوية ناعمة ووسط كثبان رملية لامتناهية، تتلألأ سلاسل وأشرطة فضية وملونة على ظهور آلاف رؤوس الإبل التي جمعت للتنافس على جمالها في أكبر مهرجان لحياة البداوة في العالم.
يصرخ الجمهور بقوة عند إعلان تشكيلة الإبل الفائزة بإحدى مسابقات «المزاينة» في مهرجان الظفرة السنوي، ويحمل إماراتيون شباب على أكتافهم الشيخ المالك للتشكيلة الفائزة في مقابل خيبة مناصري منافسيه من إحدى القبائل السعودية.
أما القطري مبارك الدوسري الذي فازت تشكيلاته بالمرتبة الثالثة والخامسة، فيعرب عن فرحته «لأن المنافسة كانت مع شيوخ وليس مع ناس عاديين».
ولا يشارك العامة والشيوخ معا إلا في مسابقات قليلة، ومعظم مسابقات مزاينة الإبل «جمال الإبل» تفرق بين إبل الشيوخ وإبل المواطنين من أبناء القبائل، بحجة عدم قدرة القبائل على بذل الجهود نفسها وإنفاق القدر ذاته من الأموال للعناية بالإبل.
هكذا وعلى مدار أسبوع، تحولت منطقة مهرجان الظفرة عند أبواب الربع الخالي الى مقصد لقوافل الإبل والقبائل من السعودية وقطر والإمارات وباقي دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي منطقة المهرجان، انتشرت الخيم البدائية او المتطورة الباهظة الثمن على التلال المحيطة ومئات المشاركين في مهرجان الظفرة الذي استقطب هذه السنة أكثر من 50 ألف زائر واختتم السبت.
ويجلب المشاركون معهم أكثر من 20 ألف رأس من الإبل الأصايل والجهايم، وهما أكثر أنواع الابل شيوعا.
في الشارع الرئيسي غير المعبد في المهرجان الذي يعرف بشارع المليون نسبة الى صفقات بيع وشراء الإبل بملايين الدولارات التي يشهدها، تختلط قوافل الإبل بأسراب سيارات الدفع الرباعي الباهظة الثمن في مشهد يكاد يكون سرياليا.