يشهد العالم العربي كل عام عددا كبيرا من المهرجانات السينمائية والتي تجتذب الأفلام والنجوم من جميع أنحاء العالم، إلا أنه غالبا ما تنعقد تلك المهرجانات بصورة متزامنة أو بفاصل قصير بينها، الأمر الذي أثار تباينا بين النقاد والسينمائيين العرب.
وكان مهرجان القاهرة السينمائي قد اختتم دورته في التاسع من الشهر الجاري، حيث جاء متزامنا مع انشطة مهرجان مراكش السينمائي بالمغرب الذي اختتم 11 ديسمبر الجاري، في حين افتتحت أنشطة مهرجان دبي السينمائي في اليوم التالي مباشرة وسبق المهرجانات الثلاثة تزامن مهرجاني دمشق وقرطاج السينمائيين وسبقهما بأيام قليلة مهرجانا أبوظبي والدوحة السينمائيان.
وقال الناقد المصري عماد النويري إنه لا يوجد أي تنسيق مشترك فيما يخص الأنشطة الثقافية التي تقام سنويا في البلاد العربية.وأضاف النويري الذي يرأس نادي السينما الكويتي أن المشكلة تكمن في كون أغلب المهرجانات العربية أصبحت مرتبطة بصورة كبيرة بالأجندة السياحية لهذا البلد أو ذاك.وقال المخرج السعودي ممدوح سالم: «نحن العرب نتحدث عن السينما والفنون أكثر مما نصنعها وهذا ينطبق على حال المهرجانات العربية التي تزيد على 25 مهرجانا في مجال السينما مثلا حيث لكل بلد أكثر من مهرجان».
وأوضح سالم وهو مؤسس ورئيس مهرجان جدة السينمائي أن العرب يحتاجون إلى منظمة أو اتحاد مختص بالمهرجانات يعمل على تصنيفها وتحديد موعد ومكان إقامتها «ولعلي أقترح أن يقام المهرجان السينمائي كل عامين وأن يكون للبلد مهرجان سينمائي رسمي واحد بدلا من التعددية التي تشتت الجميع».
وأشار المخرج السعودي إلى أن نظرة سريعة للمهرجانات العالمية تؤكد أنها تختار أوقاتا مناسبة فمثلا مهرجان «كان» السينمائي يقام في مايو ومهرجان برلين يقام بين شهري يناير وفبراير رغم برودة الطقس بينما المهرجانات العربية تركز على الربع الأخير من العام مما يحدث التزامن بين المهرجانات الذي يؤثر سلبا على صناعة السينما ويخلق نوعا من الفوضى لدى السينمائيين العرب.