لم تخرج شخصيات مسرحية «أراض موعودة»، المأخوذة عن رواية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، إلى الخشبة لتحيي الجمهور بعد نهاية عرضها في بروكسل، بل لتعطيه المجال كي يطرح تساؤلاته عليها، ويتفاعل معها من داخل بنائها المسرحي، في حل لجأ إليه القيمون على العمل لتحقيق «مسرح تفاعلي» يواظبون على تقديمه. وجاءت مسرحية «اراض موعودة» مقتبسة أحداث وشخصيات رواية «عائد إلى حيفا»، التي نشرها الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني (1936 ـ 1972) أواخر الستينيات، وقدمتها على مسرح مركز «سباس ماغ»، في بروكسل، فرقة «حمادي» التي تضم ممثلين بلجيكيين ومغاربة. وكان لافتا أنه بمجرد انتهاء العرض، خرج الممثلون مقترحين على الجمهور التوجه اليهم بالاسئلة التي تراودهم، ومخاطبتهم بوصفهم الشخصيات المسرحية وليس بصفتهم ممثلين، وهو الأمر الذي قابله الجمهور بحماس تجلى في اسئلة كثيرة، خلفت نقاشا تجاوزت مدته نصف ساعة، في حين كانت مدة المسرحية نفسها حوالي الساعة.
وأوضح الممثل البلجيكي فيليب ديمولا، الذي لعب شخصية فارس اللبدة وقاد النقاش مع الجمهور، في حديث لوكالة «فرانس برس» أن فرقتهم المسرحية تنتهج «المسرح التفاعلي» كسمة أساسية في عملها، وقال «احيانا نقوم بما نسميه المسرح المنتدى ونطلب من الجمهور أن يأتي إلى الخشبة». واضاف «لكن في هذا العرض لم يكن بإإمكاننا ان نطلب من الجمهور أن يأتي الى الخشبة ليحلوا الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي».
ولفت ديمولا إلى ان فتح المجال للجمهور كي يسأل الشخصيات المسرحية كان «فرصة لاقامة روابط بين الاحداث التاريخية التي يجهلها معظم الجمهور»، لكن على أن يبقى ذلك في اطار «المسرح»، وألا يمتد إلى نقاش وجهات نظر الممثلين.