سارت الامور على ما يرام بين شاب وشابة اميركيين التقيا ثم تحابا، الى ان اكتشفا ما كان له وقع الصاعقة على علاقتهما، فهي من اشد خصوم دونالد ترامب، وهو من المعجبين به، وهي قصة تتكرر كثيرا في الولايات المتحدة اخيرا.
فمع الانقسام السياسي الحاد في الولايات المتحدة، لم تعد حمى التوتر توفر مواقع التعارف، وصار الرأي السياسي اول ما يعبر عنه لتجنب اي التباس في الموقف قد يؤدي الى نشوء علاقة محكوم عليها بالفشل بسبب تضارب وجهات النظر من الرئيس الجديد.
حتى ان بعض المواقع، وتجنبا لاي خلط او توتر سياسي بين الشبان والشابات الراغبين بالتعارف، لم تتوان عن ان تكون شديدة الوضوح، بما في ذلك اختيار الاسم نفسه مثل "ترامب سينغلز.كوم".
ويقول ديفيد غوس مؤسس هذا الموقع "اظن ان مؤيدي ترامب يحتاجون الى موقع كهذا".
ينقسم الاميركيون بشكل حاد حول الموقف من دونالد ترامب الذي يتولى سدة الرئاسة في العشرين من كانون الثاني، فاذا كان الملايين من الاميركيين يؤيدونه، الا ان ملايين اخرين اصيبوا بالصدمة والذعر حين كشفت نتائج الانتخابات وصوله الى البيت الابيض.
وظهر موقع الكتروني آخر للتعارف مخصص هذه المرة لانصار برني ساندرز ذي التوجهات اليسارية والمدافع عن قضايا البيئة، وهو يلقى اقبالا كبيرا ولاسيما لدى من هم دون سن الثلاثين.
يقول ديفيد غوس ان فكرة الموقع الذي يحمل اسم ترامب، اتته بعدما سمع قصصا كثيرة عن شبان التقوا بشابات وتحابوا الى ان بدأوا يتكلمون في السياسة.
ويستخدم 15 % من الاميركيين مواقع التعارف، ومعظمهم ممن هم دون سن الرابعة والعشرين، بحسب مركز "بيو" للابحاث.
وكثيرون منهم لا يرغبون باي علاقة مع شخص من مناصري ترامب، اذ يشعرون بالسخط من خطابه المعادي للمهاجرين والمسلمين والنساء.
لذا، بات البعض منهم يضعون عبارة "مناصرو ترامب غير مرغوب فيهم لو سمحتم" على مواقع وتطبيقات مثل "تيندر".
اما على موقع التعارف المخصص لانصار ترامب، فكان البعض يجاهر من البداية بحبه الكبير للرئيس الجديد، فيما كان اخرون يلزمون حتى الان الصمت حول هذه القضية.
وبجولة على الحسابات الموجودة على الموقع، يلاحظ ان معظم اصحابها من البيض، تماما كما هو الحال في اوساط ناخبيه.
ويضع البعض صورا لهم وهم يرتدون قمصانا او قبعات عليها صورته.
يؤكد غوس ان الموقع مفتوح لانصار الرئيس المنتخب من دون اي تمييز بينهم على اساس الدين او الميول الجنسية.
اما موقع التعارف لانصار برني ساندرز، والذي انطلق قبل ستة اشهر من خلال صفحة على موقع "فيسبوك" وبات الان يضم 300 الف مستخدم فهو "منصة تقوم على الشغف بالسياسة" كما يقول تشايس دايموند احد مؤسسيه البالغ من العمر 24 عاما.
ويقول شريكه في تأسيس الموقع جيل كروسبي البالغ خمسين عاما ردا على سؤال حول وجود انصار لهيلاري كلينتون "ليس هناك شغف بهيلاري، الناس كانوا يطرحون اسئلة كثيرة حول اخلاقياتها" السياسية.
ويضيف "لا يمكن مقارنة الامر بما جرى مع برني ساندرز".