طبيعة ساحرة وآثار عريقة، أهم ما تتميز به مدينة «صافيتا» إحدى مدن محافظة طرطوس في سورية، والتي تقع على بعد 35 كم شمال شرق طرطوس على ارتفاع 380 مترا عن مستوى سطح البحر، وتحيط بها التلال المكسوة بالخضرة والأشجار المثمرة. وللمدينة إطلالة خلابة على الجبال والأحراش والغابات من جميع الجهات، حيث تطل على عدة قمم جبلية منها جبل النبي متى ذو الينابيع التي يزيد عددها على 300 نبع، وجبل النبي زاهر وجبل النبي صالح الذي يقع على قمته حصن سليمان الأثري. وتنتشر الآثار والمواقع الأثرية في مدينة صافيتا ومحيطها، ففي وسط مدينة صافيتا توجد قلعة ضخمة تعود إلى فترة الحروب الصليبية لايزال أحد الابراج الضخمة لتلك القلعة قائما حتى الآن، ويصل ارتفاعه إلى 38 مترا يطلق عليه (برج صافيتا) ويوجد به كنيسة لاتزال مستخدمة من السكان المسيحيين بالمدينة.
حصن سليمان
ومن المواقع الأثرية المهمة في منطقة صافيتا حصن سليمان الذي يقع بالقرب من قمة النبي صالح من جهة الغرب على ارتفاع يصل إلى 950 مترا عن سطح البحر وتحيط به الجبال من جهات الشمال والشرق والجنوب وينفتح على واد جميل تزينه أشجار الجوز والدلب والتوت والسنديان وكروم العنب.
أيضا من المواقع الأثرية والسياحية التي تتبع منطقة صافيتا موقع الكفرون الذي يعود تاريخه إلى العهد الكنعاني ويتوسط قرى الكفرون جبل عال يسمى جبل السيدة العذراء وفيه آثار فينيقية وصليبية منها السور الذي يحيط بقمة جبل السيدة والكنيسة وترتفع هذه المنطقة عن سطح البحر 600 متر. ومن آثار الكفرون أيضا مغارة الضوايات الواقعة إلى الشمال الشرقي من بلدة ومصيف مشتى الحلو على بعد 2 كيلومتر منها وتعتبر من أقدم المغارات المكتشفة في سورية.
نقطة جذب سياحية
وجار حاليا عدة أعمال وإجراءات لإعادة تأهيل المدينة وتجميلها بما يضمن تحويلها إلى نقطة جذب سياحية مهمة.
وقد أكد محافظ طرطوس د.عاطف النداف ضرورة دراسة مشروعي صيانة الطرق المؤدية للقلعة وأحواض الزهور ضمن الساحات وإجراء الترميمات باستخدام الحجر الطبيعي المنسجم مع البناء بدقة وجمالية ودراسة تدعيم الجدار الاستنادي وتنفيذ تصوينة حديدية على حدود الساحة العامة التي تم رصفها. مشيرا إلى ضرورة مساعدة المجتمع الأهلي للمشاركة في تنظيف المواقع الأثرية والسياحية، منوها بدور جمعية حماية الطبيعة التي شاركت في أعمال التنظيف بالمدينة القديمة في صافيتا.