سمير بوسعد ـ موفد «الأنباء» ـ كانبيرا - ملبورن
تميزت الجولة الثانية من زيارة الوفد الرياضي الديبلوماسي الى أستراليا بقضاء يوم كامل في ربوع العاصمة الأسترالية كانبيرا.. والتي باتت الرديف لسيدني في حال سألك اي زائر او في اي مكان بالعالم ما هي عاصمة أستراليا تجيب حتما سيدني كما جنيف لسويسرا. والصحيح ان كانبيرا عاصمة السياسة في البلاد الشاسعة أخذت مركزها من خلال هذه الصفة رغم ان الكثيرين ينعتونها بالوادعة والحالمة وهي كذلك من خلال جوها البارد والضبابي اللندني، وتمتلك بنية تحتية جديدة بالاضافة الى الستادات الكبيرة لمباريات كرة القدم الاترالسة والسوكر والرغبي والكريكيت وفيها معهد الرياضة الأسترالي الذي يبني العقول والاجسام ليصبحوا أبطالا أولمبيين، كما يحتفل الأستراليون بعاصمتهم في يوم الاثنين من الأسبوع الثالث لشهر مارس من كل سنة. حيث أسست كانبيرا في هذا اليوم من عام 1913م. وفي الزيارة الثالثة والاخيرة كانت ملبورن عاصمة كل الشعوب الأسترالية وتعتبر الاكثر نموا اقتصاديا في العالم وكما صنفت الاولى رياضيا لأنها تمتلك قاعدة ضخمة من المنشآت الرياضية في الحديقة الأولمبية والتي تخدم بشبكة قطارات وترامواي وسفن نهرية بجانب المحطة الضخمة للنقل فيها. وتعتبر ملبورن المنافس الاول لسيدني في كل شيء، الا ان سيدني عروس أستراليا تتفوق بأرخبيل متنوع وسياحة وأنشطة، فلنتابع في هذه التفاصيل الحصرية لـ «الأنباء» عن هاتين المدينتين من خلال الآتي:
تعتبر كانبيرا او كما يحلو للأستراليين لفظها «كامبرا » من المدن القليلة المصممة والمخططة في العالم.. حيث صممت على شكل مدينة في حديقة.. وتحيط بها الطبيعة في أبهى حللها.. غابات وأشجار.. بحيرات وجبال..
ودعونا نلقي نظرة على تاريخ كانبيرا حيث أنها نصبت عاصمة في يناير 1911م، وذلك عندما اتحدت المقاطعات الأسترالية ومن ثم بدأ الأستراليون بالتفكير في طريقة لجعل عاصمتهم (رائعة).
ومن ذلك أتت فكرة المدينة ذات التخطيط الهندسي والتصميم المعماري المتحضر، حيث أراد الأستراليون أن يجعلوا عاصمتهم تمثل كل شيء في الطبيعة من حدائق وبحيرات و جبال وغابات كما أنها مليئة بالمباني ذات الأشكال الهندسية الرائعة والمتاحف والمعارض أيضا.
المتحف الحربي..
يعتبر المتحف الحربي في كانبيرا معلما سياحيا ورمزا للبلاد ومقصدا للزوار السياسيين وأضاف الكثير للعاصمة التي كان عدد سكانها 75 ألف نسمة ولكنه اليوم يفوق 320 ألف نسمة، حيث وجد الكثير من الأستراليين المعيشة فيها رائعة وهادئة ولذا قصدوها.
والمتحف هو عبارة عن ضريح خاص بالأستراليين الذين ماتوا في الحروب ، وخاص أيضا بتصوير بعض الحروب التي اشتركت بها أستراليا.
ويشتمل هذا المتحف على عدة أشياء وهي قاعة الذكرى وضريح الجندي الأسترالي المجهول وبركة الإنعكاس وقائمة طويلة بأسماء 102 ألف أسترالي من رجال ونساء ماتوا خلال الحروب منقوشة على جدران المتحف.
كما يشتمل على وقائع مرسومة وأحداث مجسمة عن بعض المعارك وفيه عدد من الآلات الحربية التي استخدمت في الحروب من طائرات ودبابات وغيرها.
وقد يستغرب الكثير أو يستاء من ذكر هذا المكان وذلك لتذكير شعبهم بالحروب وبالانتصارات وكيفية تقديسهم لأبطالهم وبذل الجهد في سبيل تخليد ذكراهم وذكرى معاركهم.
زيارة البرلمان ووزير الرياضة
حظي أعضاء الوفد الرياضي بزيارة خاصة الى البرلمان الأسترالي المصمم بشكل جميل، حيث التقينا عددا من السياسيين الذين يستعدون للانتخابات في نهاية العام، كما التقينا وزير الرياضة والصحة الأسترالي بيتر داتون وسألته «الأنباء» عن حجم التعاون بين الكويت وأستراليا فقال:لدينا مهاجرون كثر من الشرق الاوسط وأعتقد لدينا الكثير ممن يأتون من دول الخليج من المقيمين للهجرة والعمل والدراسة وممارسة الرياضة ونحن نرحب بأي علاقة مقبلة لتطوير ورفع مستوى التعاون بين بلدينا.
وتابع: نحن نفتخر بمثل هذه العلاقة بين الكويت وأستراليا وهي قائمة في مجالات كثيرة ونأمل ان تتطور وتشمل الجانب الرياضي بكل قوة واتساع مستقبل.من جانبه، قال مدير مكتب الوزير في دردشة سريعة ان المجتمع الأسترالي يشجع الحكومة الأسترالية في استضافة كأس آسيا لأن الرياضة تدر دخلا جيدا للبلاد في مقاطعات نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وملبورن من خلال التحضير للاستضافة في يناير 2015، كما تم الايعاز في تسهيل عمل منح التأشيرات للدخول الى أستراليا من خلال المنظمين والوكلاء بالاضافة الى التعاون مع «واسادا» وكالة مكافحة المنشطات أيضا لإنجاح كأس آسيا عندنا.
معهد الرياضة الأسترالي
يعتبر معهد الرياضة الأسترالي مصنع الابطال الأولمبيين والعالميين ويحظى باهتمام كبير بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الأسترالية، وكان لنا جولة في أرجائه ويمتلك صالات للتنس والسباحة وألعاب القوى وملاعب للتدريب وأجهزة قياس الجهد كما يقدم خدمة صحية وطبية للرياضيين ويتابع إصاباتهم وفيه فندق بسعة 600 سرير مجهز للوفود الزائرة أو للمنتخبات التي تعسكر هنا أيضا، هذا ما قاله وشرحه لنا مدير العمليات والتطوير في المعهد ديون راسل، وأعقب ذلك حوارا وعرضا لمنجزات المعهد الذي يمثل فرصة طيبة للاستفادة من خبراته.
ملبـورن..الأكثر نمواً والأولى رياضياً في العالم ومدينة الجامعات
تعتبر ملبورن المنافس العنيد لسيدني وتمتلك مقومات السياحة والرياضة والاقتصاد وتم تصنيفها بواسطة «الإيكونوميست» بأنها أفضل مدينة على مستوى العالم أجمع في العام 2011، متقدمة في ذلك على مدن ڤيينا وتورنتو وفانكوفر الكندية، طبقا لخمسة معايير هي: الاستقرار والرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية.. الأمر الذي يعطيك فكرة واضحة ومباشرة عن مستوى الحياة في هذه المدينة. ومن خلال زيارتنا في المحطة الأخيرة من عمر الرحلة العلمية والرياضية تعرفنا كثيرا على مدينة مهمة وتعتبر انموذجا يحتذى به، وهي ثاني أكبر مدن استراليا بعد العاصمة سيدني، حيث يبلغ تعداد سكانها الأربعة ملايين نسمة، وتعتبر العاصمة الرسمية لولاية فيكتوريا، وتضم مجموعة من العرقيات والجنسيات الأوروبية والآسيوية والأفريقية، تجعلها من أكثر المدن اختلافا ثقافيا وعرقيا على المستوى العالمي.
ويعد وصف «المدينة الضخمة» هو أكثر الأوصاف المناسبة التي يمكنها ان تنطبق على هذه المدينة العالمية، فالمدينة تضم حوالي 30% من مصانع استراليا قاطبة، حيث تضم ما يزيد عن 8000 مصنع متنوع بين الصناعات الثقيلة والنفط والملابس والمنتجات الغذائية وغيرها. وتعتبر المدينة أيضا الميناء الرئيسي ومركز المواصلات في ولاية فيكتوريا، لما تملكه من شبكات متطورة في كافة وسائل النقل المختلفة. أما بالنسبة لدورها العلمي والأكاديمي، ومركزها في التعليم العالي فحدث ولا حرج فملبورن فيها جامعة محلية تم تصنيفها بأنها رابع أفضل جامعة محلية بعد جامعات لندن وبوسطن وطوكيو وهي جامعة ملبورن الى جانب انها تستضيف جامعة مونساه وهي أكبر جامعة على مستوى استراليا بأكملها.
ولا تتوقف الجامعات الاسترالية في ملبورن على هاتين الجامعتين، فالمدينة تضم جامعة لاتروبي، وجامعة سوينبورن التكنولوجية الشهيرة، الى جانب جامعة فيكتوريا المرموقة، ومقر فرعي للجامعة الكاثوليكية الاسترالية، وجامعة ديكين، وغيرها من الجامعات والمراكز البحثية ومؤسسات التعليم العالي والمهني والخاص، التي نالت شهرة عالمية واعتمادا دوليا.
طابع أوروبي ونشاط متنوع
المدينة ذات الأعراق المتعددة، تتميز باستضافة المؤتمرات والمعارض والألعاب الدولية آخرها دورة ألعاب الكومنولث في العام 2006، الى جانب تميزها بالطابع الأوروبي الذي بدأ في الظهور منذ أن بدأ تدفق المهاجرين إليها من أوروبا وآسيا في أوائل القرن العشرين، ما أضفى عليها طابعا فيكتوريا أنيقا زاد من تألقها.
ملبورن لا تعرف الاحتفالات فيها الكلل، فلن يكون لديك أصلا الوقت للملل، سواء كانت هواياتك صحراوية او جبلية حيث توجد منتجعات التزلج والأنهار والبحيرات، الى جانب الحياة البرية بالاضافة الى الشواطئ المبهرة الخلابة التي يهفو اليها هواة ركوب الأمواج وركوب الزوارق الشراعية ناهيك عن المشاهدات التشكيلية الرائعة الذي يبدعها السكان الأصليون للمدينة (الأبوريجينال)، والتمتع بمتابعة الفنون العالمية التي يقدمها معرض فيكتوريا الوطني للفنون، ومتحف الهجرة، وغيرها من المعارض الفنية. ولمحبي الطبيعة، تعتبر ملبورن واحدة من أكثر المدن في استراليا احتواء على المتنزهات والحدائق، من أهمها محمية حيوان الكوالا التي أنشئت لمنع احتكاك هذا الحيوان اللطيف بالإنسان، وبالتالي تعرضه لخطر الانقراض ناهيك عن وجود أماكن مدهشة حقا تستحق الزيارة، مثل «حديقة الأشياء العجيبة» التي تجد فيها كل ما هو غريب ومدهش، من خدع بصرية وتقنيات مدهشة مسلية للغاية، وتعتبر من أكثر الأماكن التي يتردد عليها السياح والمقيمون والطلاب.
يبقى ان تعرف أن ملبورن تحظى بأعلى درجة نقاوة وصفاء للهواء مقارنة بالمدن الأخرى في العالم، حيث سجلت درجة (10 على 10) لنسبة نقاء الهواء بها، وهي نسبة تكاد تكون غير مسبوقة في العالم أجمع.
العرب سعداء في ملبورن
التقينا الكثير من أبناء الجاليات العربية لان ملبورن تستضيف جالية يمكن وصفها بالكبيرة نسبيا من العرب، أغلبهم يوجدون في المدينة للدراسة في جامعاتها المرموقة، كما تضم نسبة من المهاجرين والمقيمين لدواعي العمل أو السياحة أو غيرها، ولذلك ينتشر في المدينة عدد من المساجد، لتلبية المتطلبات الدينية للجالية المسلمة بها، سواء من العرب أو الآسيويين أو الأفارقة الموجودين على أراضيها.
ولنفس السبب السابق، تنتشر في المدينة المحال التجارية والمطاعم التي تقدم المأكولات الحلال للجالية المسلمة، إلى جانب انتشار المطاعم العربية - خصوصا اللبنانية - في المدينة، والتي تقدم الوجبات العربية المختلفة.
منشآت رياضية ضخمة
تمتلك ملبورن قاعدة ضخمة من المنشآت الرياضية حيث تستضيف عددا من المباريات في كأس آسيا وسباقات ملبورن للفورمولا وسباق الخيول لجائزة «الاتحاد» مجمع التنس حيث لعب نادال وشارابوفا وديوكوفيتش ويعتقد المصنف الأول على العالم الاسباني رافايل نادال أن الملاعب السريعة في ملبورن لن تساعده على تقديم عروض جيدة في بطولة استراليا المفتوحة للتنس.
وأثارت الملاعب الزرقاء جدلا بسبب السرعة الزائدة التي تتسبب فيها للكرات على أرضية الملعب. ويقول مدير البطولة كريج تايلي إن طلاء أسطح الملاعب كما هو ولم يختلف عن الأعوام السابقة.
ونالت الأرضيات الملساء الجديدة استحسان بعض لاعبي التنس وبينهم السويسري روجيه فيدرر والاسترالي ليتون هيويت لكن نادال لم يخف عدم رضائه عنها.
وقال نادال (27 عاما) بعدما تدرب على الملاعب الجديدة «الظروف مختلفة تماما عما أتذكره في هذه البطولة الملاعب أسرع عما اعتدت دائما اللعب عليه هنا في استراليا».
وأضاف: «لا أفهم حقيقة سبب التغيير.. لأن بطولة استراليا شهدت مباريات رائعة خلال العامين السابقين.. مباريات طويلة وممتعة للجماهير، ولا أعرف لماذا قام من اتخذ القرار بجعل الملاعب أسرع بهذا الشكل لست متأكدا من أن الأداء سيكون الأفضل لكن القرار بأيديهم وأنا مجرد لاعب سيحاول أن ينافس منذ البداية.