الدوحة - أحمد الرفاعي
يقولون: «لكل مجتهد نصيب» ويقولون: «من زرع حصد» وها هي الشقيقة قطر تحصد نتاج جهدها وزرعها خلال سنوات في مجال السياحة حتى أصبحت مركزا سياحيا اقتصاديا في منطقة الخليج، من زار هذه الدولة قبل 5 سنوات لا يكاد يعرفها الآن نظرا لضخامة الطفرة العمرانية فيها، انها طفرة انتشلت قطر من الماضي البسيط لتتربع على عرش الإنجازات والإبداعات الفكرية والنهضة الإنشائية في شتى المجالات مقارنة بدول الخليج والمنطقة. يكمن سر نهضة قطر في الرؤية التي وضعت من قبل قيادتها السياسية التي تخطط لتكون قطر 2030 الجهة السياحية الأولى.
سوق واقف
من أهم الوجهات السياحية في قطر، ولا يوجد خليجي لا يعرف هذا السوق، ولكن اهتمام الدولة بهذا المكان جعله واجهة جاذبة للسياح، أهم الأماكن في سوق واقف هي: محلات الصقارين والتي تضم مجموعة كبيرة من الطيور الجارحة والصقور والتي يتم شراؤها من ايران وباكستان، بأسعار مميزة، ومن أبرز هذه الطيور صقور الأوكارا والشاهين والحرار وأنواع كثيرة أخرى.
يضم السوق مستشفى سوق واقف للصقور الذي يعنى بمعالجة الصقور، حيث يهتم الصقار باصطحاب الطيور لهذا المستشفى لفتح ملف خاص به وتتم معالجة هذا الصقر في حال الرغبة في تلقيحه ضد الفيروسات عند تعرضه لأي فيروسات اخرى.
اهتمام الدولة بهذا السوق دفعها لنقل مكان الصقارين القديم الذي كان بالقرب من سوق الذهب ليأخذ مكانه الجديد، وبالاضافة الى هذا المكان توجد اماكن مهمة اكثر مثل القسم الخاص بالسجاد من مختلف الدول العربية وكذلك الذهب والملابس والاواني المنزلية.
لا يمكن الخروج من سوق واقف دون المرور على قسم الصناعات اليدوية والذي يحمل في زقاقه طاقات جبارة تقوم بصناعة البشوت والتي تعرض بأسعار مختلفة، بالاضافة الى القطع الخزفية والتي يتم تصنيعها امام المتسوق والسائح وكذلك صناعة الأسلحة القديمة ومستلزمات الأسلحة، وتوجد اماكن خاصة تقوم بالرسم والنقش على الجلود والبعض ايضا يمارس مهنة تحنيط الكائنات الحية، ومن الامور المهمة في هذا القسم صناعة الآلات الموسيقية كالربابة والعود.
الايجار في هذه المحلات يكاد يكون رمزيا كدعم من الدولة لأصحاب المهن الخاصة، حيث تتراوح قيمة تأجير المكان بين 6000 و 8000 ريال حسب المساحة الموجودة.
متحف الفن الإسلامي
متحف الفن الاسلامي هو تحفة فنية من الخارج والذي يظهر على شكل امرأة ترتدي البرقع، حيث يبرز تصميمه الخارجي كأحد المباني التاريخية الضخمة، المهندس الذي قام بإنشاء هذا المبنى هو المهندس المعماري الشهير اي ام بي الاميركي الجنسية، يبلغ مجموع مساحة المتحف 45000م2، وانتهى بناء هيكل المتحف في العام 2006، لكن التصميم الداخلي تعرض للعديد من التغيرات، وافتتح في 22 نوفمبر 2008.
يعرض المتحف مقتنيات من اماكن مختلفة كأوروبا وآسيا، تعود هذه القطع التي يتم عرضها الى القرنين السابع والثامن عشر، وتمثل مجموعة المقتنيات التنوع الموجود في الفن الإسلامي، وتتنوع المعروضات ما بين الكتب والمخطوطات والقطع الذهبية النادرة وبعض اللوحات والمجسمات التي تعود للقرون الماضية، والقطع النقدية المصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز التي يرجع تاريخ بعضها الى ما قبل الاسلام وبالتحديد الى العهد الساساني، وكانت معظم القطع من العصرين الأموي والعباسي.
استغرق جمع المعروضات البالغ عددها 800 قطعة فنية 15 عاما والتي توثق لفترة 1400 عام من تاريخ الفن الإسلامي، بلغ حرص السلطات القطرية للحفاظ على القطع الفنية انها وضعتها في مستودع مكيف بإحدى الثكنات العسكرية ريثما يتم الانتهاء من بناء المتحف.
في حال النظر الى المتحف، فإن تصميمه الخارجي ليس بغريب، حيث استلهم من «نافورة الوضوء» التي أنشئت خلال القرن الثالث عشر في مسجد احمد بن طولون بالقاهرة، والذي يعود تاريخه الى القرن التاسع الميلادي.
يقول المهندس المصمم انه عندما تلقى دعوة امير قطر لتصميم المتحف، قام بجولة بين قرطبة والمسجد الاموي بدمشق وعدد من المراكز الثقافية الإسلامية حول العالم، وعندما رأى المهندس الصيني قبة نافورة الوضوء في مسجد احمد بن طولون بالقاهرة قال حينها انه وجد روح المتحف التي استوحى منها تصميمه.
يضم المتحف أيضا 18 صالة عرض دائمة وصالة واحدة مؤقتة للمعارض التي لا تستغرق اكثر من ثلاثة اشهر، آخر معرض مؤقت كان يتناول حياة وزمن احد الملوك الهنود المسلمين، اطلق عليه معرض «حلم النمر»، حيث يحكي المعرض قصة الملك الذي حكم مملكة ميسور في جنوب الهند، يتمحور المعرض حول سلسلة من حياة الملك تيبو وأهم معاركه، التركز على هذا المعرض جاء لأنه نقطة محورية ما بين الشرق والغرب، حيث ظهر في وقت التشكيلات العالمية.
قيادة هذا المتحف تتمثل بكوادر شبابية قطرية ممثلة في الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس امناء قطر، والشيخ حسن بن حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الأمناء ومدير متحف الفن الاسلامي عائشة الخاطر.
مشروع «اللؤلؤة قطر»
«اللؤلؤة قطر» مشروع اسكاني وتجاري ضخم، ولكن بنيانه الحديث غير الاعتيادي جعله تحفة فنية معمارية لا يمكن وصفها. وهذا المشروع عبارة عن سلسلة من الجزر الاصطناعية تشكل مدينة متكاملة، ويكمن الابداع فيها حيث تنقسم الجزيرة الى عشر مناطق تتخذ كل منها طابعا خاصا بحسب نوع المباني ان كانت فللا شاطئية او فللا حدائقية او شققا سكنية ضمن بنايات، تصل سعة مشروع اللؤلؤة الى 30 الف نسمة.
الموقع يسمى البورتو ارابيا، وهو يعتبر الأضخم من بين هذه الجزر والذي يعتبر خلابا، حيث يمزج بنيانه ما بين عبق الماضي وحداثة الحاضر، وما يميز البورتو ارابيا انه يحتوي على 21 بناء تحتوي على 3116 شقة حول اكبر خلجان الجزيرة وفي الوسط جزيرة مرسا ارابيا، ويحتوي على مجموعة من المجمعات في داخلة وكذلك اشهر المطاعم العالمية، ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحية المهمة في قطر، حيث يعتبر بيئة جاذبة للسياح من خلال شراء هذه الشقق التي تمتاز بأن اسعارها مناسبة ومواقعها ممتازة وايضا تأجيرها، ولا يمكن استبعاد دور الشركات العالمية من مختلف الماركات والتي اتخذت لها موقعا في هذا المشروع الضخم.
اطلالته الخاصة في المساء على الشريط الساحلي تجعل منه لؤلؤة قطرية، يذكر ان البنية التحتية لهذا المبنى هي الأقوى مقارنة بالدول الخليجية، حيث تعتبر من اكثر البنى التحتية المستحدثة نظرا لحداثة انطلاقه.
كتارا
الرحلة الى كتارا تأخذك بشكل مباشر الى العصور القديمة، فهو حي ثقافي ومشروع استثنائي يزخر بالآمال والتفاعلات الانسانية، وقد تحقق هذا المشروع بفضل رؤية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
نشأت فكرة كتارا من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الاوسط من خلال المسرح والآداب والفنون والموسيقى والمؤتمرات والمعارض.
كتارا هو اول وأقدم مسمى استخدم للاشارة الى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الاولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150، اما اسم كتارا فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في اوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وفي خريطة فرنسية لساحل شبه الجزيرة العربية وللبحر والخليج، حيث كتب اسم كتارا على شكل katara بدلا من catara.
يضم مشروع كتارا في طياته استوديوهات كتارا للفن في مؤسسة الحي الثقافي بالمبنى 19، تشمل الاستوديوهات ورشة عمل وفيها تقام برامج تعليمية في الفنون البصرية، ومكتبة وصالة، و3 استوديوهات للفنانين، وتعتبر هذه الورش بمنزلة منصة تعليمية لتعزيز ونقل المعرفة وتشجيع جميع الفنانين.
المسرح الروماني
يعتبر هذا المسرح تحفة فنية في الهندسة المعمارية، وقد اطلق عليه لقب «جوهرة كتارا» نظرا لتصميمه المبدع، حيث تلتقي الهندسة المعمارية الرومانية بالفن العربي الاسلامي الخالد، و قد تم الانتهاء من بنائه في 2008 على مساحة 3275م2، ويتسع المدرج لما يقارب الـ 5 آلاف متفرج، مما يجعله من اكبر المسارح الموجودة في الشرق الاوسط، وقد بني ليعكس الفسيفساء الثقافية العالمية، صمم المسرح المكشوف لاستيعاب ما بين 3200 و3900 متفرج، وتصل قدرته القصوى الى ما يقارب الـ 5000 متفرج.
اما القاعات الداخلية فكانت تضم ايضا مكانا مهما للعروض المسرحية الاوبرالية، حيث صممت دار الاوبرا لتتسع لما يقارب الـ 500 شخص، وتحتوي على قاعة فخمة لكبار الزوار، وقسم اكبر للجمهور يتيح له الاستمتاع بالعروض والمشاهد المسرحية، وهو مجهز بأحدث المعدات والخدمات والتسهيلات ليلبي مختلف احتياجات الفنانين والجمهور.
وبالقرب من القاعة الاوبرالية، يوجد مسرح ضخم جدا، جاء انشاء هذا المسرح ليتم استخدامه لاغراض متعددة كمسرح للعروض او كصالة سينما، وتم تصميمه ليتوافق مع روح الهندسة التقليدية لقطر ويعكس الحداثة ويشكل مكانا مثاليا لاثراء وتثقيف وترفيه المجتمع، ويتســــع لـ 450 متفرجا.
رحلة السنبوك
رحلة بحرية بالسنبوك القطري تظهر جمال الدوحة من الجهة الاخرى عبر الشريط الساحلي لها، حيث ترى المدينة أشبه بالألماسة لكثرة انارتها ليلا، وجمالية المباني الخلابة ايضا.
فندق الشعلة
فندق الشعلة صنف من الفنادق الحديثة، يمكن للسائح طلب كل ما يحتاجه عبر الاجهزة الحديثة، حيث تم تزويد كل غرفة بجهاز آيباد يتيح التواصل مع جميع مرافق الفندق، بالاضافة الى الشكل الخارجي لحوض السباحة والذي يظهر على شكل جزء من الشعلة ايضا.
يعتبر «الشعلة» فندقا استثنائيا بكل المقاييس، حاصل على جائزة افضل فندق في قطر لعام 2012، يوفر اقصى درجات الراحة والرفاهية، بالاضافة الى احدث ما قدمته التكنولوجيا من خلال خدمات تقنية تقدم لاول مرة في الشرق الاوسط.
بارتفاع 300 متر واطلالة بانورامية خلابة على مدينة الدوحة، يمثل فندق الشعلة تجربة اقامة استثنائية للضيوف، من العاملات ورجال الاعمال وغيرهم من فئات السياح، خصوصا عشاق الرياضة والمتحمسين لممارستها، كون الفندق يقع ضمن مجمع اسباير الرياضي الفريد.
يقع الفندق بالقرب من مرافق حيوية عديدة مثل ستاد خليفة الدولي واكاديمية اسباير الرياضية وحديقة اسباير ومستشفى اسباير للرياضيين، وقد استضاف الفندق العديد من فرق كرة القدم العالمية والعديد من المؤتمرات لنخبة من قادة الرياضة ورجال الاعمال وغيرهم.
يتميز الفندق بتصميم معماري وهندسي مثير ومدهش تماما، فقد صمم شكله في البداية ليمثل شعلة هائلة، حيث صاحبت انشاؤه انشطة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي اقيمت عام 2006 ليحمل الشعلة الرمزية للألعاب، واثناء الليل تضاء الشعلة بإضاءة led النابضة بالحياة، بالاضافة الى وجود ثلاث شاشات ضخمة تعمل بإضاءة led تبث برامج الفيديو بما يجذب الناظرين.
الهيئة العامة للسياحة.. شكراً
الشكر لعيسى المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة، وسيف الكواري رئيس العلاقات العامة وللجنود العاملين بالهيئة السياحية: هناء العمادي وصادق الفردان ومشاعل شهبيك.