يورك - يوسف عبدالرحمن
[email protected]
مدينة يورك - York ذات تاريخ يمتد لأكثر من 1900 عام، بناها الرومان في عام 71م وتقع عند التقاء نهر «فوس» في شمال يوركشاير، وهي في الشمال الغربي من بلاد الانجليز وتبعد 200 ميل من العاصمة لندن وتبعد عن مدينة ليدز 21 ميلا،أي 34 كيلومترا.
عزيزي القارئ، تعال معي في جولة جديدة ومدينة انجليزية نتعرف عليها بالمعلومات والصور.. إذا تحب تابعني.
خرجت من مانشستر واتجهت إلى محطة القطارات في بيكاديلي وقطعت تذكرة (ذهاب وعودة) في الدرجة الممتازة (فرست كلاس) بقيمة 30 دينارا كويتيا.
وهنا يجب ان تعرف معلومة مهمة، وهي عليك ان تؤكد حجز مقعدك وإلا فستقطع الرحلة واقفا، وهذا ما حصل لي الا ان احد الركاب تنازل لي عن مقعده رغم انه للتو عائد من كرواتيا، واعتبرت هذا «مكرمة إلهية» من الله عزّ وجلّ رغم محاولاتي ثنيه عن رأيه، ولكنه أصرّ.
في محطة قطـــــــارات بيكاديلي تجد امامك أمما طريقها ووسيلتها القطار، موظفين ومواطنين وسياحا.
وفي الطريق الى «يورك» يتوقف القطار في اكثر من محطة ابرزها ليدز، وهي تبعــد عـــن مانشســـتر 112 كيلومترا وساعة ونصف بالقطار، وعدد سكانها حسب احصاء 2001 بلغ 137.505 نسمة.
يورك
تعتبر مدينة يورك- كما تقول بعض المصادر التاريخية- مدينة «روبن هود»، وهي المدينة المسورة بتاريخ غني وتقع في مكان التقاء «نهر الفوس» مع نهر الأوس، وهي بحق مدينة شاملة، إذ فيها كل الأساسات التي تجعلها «مدينة المدن»، فهي اقتصادية لوجود الصناعات، وهي سياحية، وهي اليوم من اكبر «مناطق المشاة» في اوروبا، والتنقل بها بالباص والعجلات والسفن والقوارب، ويقال ان الانجليز الذين هاجروا منها هم من اسسوا «نيويورك» في الولايات المتحدة.
فنادق
ومما أعجبني عروض الفنادق بها، اذ تبلغ 36 دينارا، وتتصاعد الى 58 - 79 - 112 وبـ 144 خمس نجوم.
وعندما وصلتها لاحظت اكتظاظ الفنادق بأفواج السياح القادمين من الداخل وأوروبا وآسيا من اليابان تحديدا والصين.
السياحة في يورك
تستقبلك عبارة «مرحبا بك في يورك» عند وصول القطار، وما إن تخرج من محطة القطار حتى تشعر بأنك في مركز المدينـــــة، إذ تـرى أفواجــــا لا تعد ولا تحصى من السياح، والمظهر العام للمدينة يوحي لك بأنها سياسية من الطراز الأول.
وخصص ركن كبير في صدر المحطة Information Centre وفيه تجد المرشدين السياحيين والخرائط وكل ما يجيب عن أسئلتك، ويتوافر لك العديد من الوسائل مثل التاكسي والباص للتنقل داخل المدينة، ويلفت نظرك حجم المطاعم والمقاهي في مركز المدينة، اذ يوجد اكثر من 2000 متجر.
معالم سياحية
تتعدد الأماكن السياحية وتتوافر لك فرصة فريدة للمشاهدة والمتعة والتجول بين هذه المعالم السياحية العريقة، وهناك خيارات كثيرة امامك، وعليك ان تختار منها مثل:
٭ المتاحف - متحف السكة الحديدية «كان سجنا وتحول الى متحف».
٭ مزارات سياحية.
٭ متاجر ومولات.
٭ حصون وقلاع مثل حصن كليفورد.
٭ زنزانة يورك وجدرانها.
٭ المركز الإسلامي في يورك.
٭ مهرجانات على مدار السنة وأهمها «سباق الخيول».
٭ كاتدرائية يورك الشهيرة.
٭ قاعة الفنون.
٭ حدائق ومتنزهات.
٭ قاعة «المغامرون» «أعيد بناؤها لأنها مبنية في القرون الوسطى».
٭ كنائس، ويرجع بعضها الى العصور الوسطى مثل كنيسة سانت وليام التاريخية وهي اقدم كنيسة.
٭ حانات.
٭ المسرح الملكي الذي أسس في 1744م.
٭ مسرح أوبرا يورك، وتعرض فيه المسرحيات التاريخية القديمة مثل «هاملت».
٭ أكبر مصنع حلويات.
٭ جامعة يورك.
وتتراوح أنشطتها بين الثقافة والتراث والرياضة والسياحة، ولعل ما يعتز به «اليوركيون» هو تاريخهم الحافل بالأحداث السياسية الكبرى قديما، وبروز مدينتهم اليوم على انها مركز للتجارة والسياحة والصناعة، ما يعني اقتصادا قويا يدعم التاريخ الانجلـــيزي في الأمة التي لا تغيب عنها الشمس سابقا وتشرق بضيائها في استشراف المستقبل القادم.أنصح أي سائح بزيارتها.. حيث التنوع المرغوب في الصناعة السياحية.
زيارة لمتحف القلعة
زرت صباح الأحد متحف القلعة، ورأيت ما أتمناه في بلدي، حيث إننا ضيعنا «تاريخ الاحتلال العراقي» بشكل تسابقي نحو إزالة ما سببه الاحتلال الغاشم.
في متحف يورك وجدت أنهم احتفظوا بتاريخهم قطعة قطعة في الحياة اليومية وفي الملبس والمأكل ونظام الحياة والمنزل وتاريخ التعليم والسجون والعربات والأزمان المختلفة.
تجربة تستحق ان تشاهدها بكل تفاصيلها لتخرج من المتحف إلى المعرض لتشتري التذكاريات المختلفة التي تذكرك بالمكان والزمان.. يورك حلوة وتاريخ يجب أن يرى، وقد نقلـت لكم صــــورا مختلــفة لا تحتاج إلى تفكير بقدر النظر واستنباط الحكمة الانجليزية عبر القرون.
تجربة صفارة الحريق
أمس في 9:30 صباحا سمعت صفارة الإنذار، خرجت من غرفتي على وجه السرعة، وإذا بالنزلاء يركضون باتجاه السلالم دون استخدام المصاعد، وتم تجميع الناس في حديقة الفندق، وكان منعقدا في هذا الوقت مؤتمر ملاك الرزريز بنتلي، وكان الجو في الخارج ممطرا، وتم توزيع لباس النايلون ولبس الناس الواقي المطري، ووصلت سيارات المطافي ودخلت فرقة فحصت المكان وبعد ١٠ دقائق سمح لنا بالعودة لغرفنا وكانت تجربة حية والجمهور واعيا متفهما طبيعة الاجراءات.
تذكرت قومي كم نحتاج حتى نصل لمستوى تعاونهم ورقيهم!.
اقرأ أيضاً:
سوق «الغلابة» في مانشستر!.. «اللي ما يشتري يتفرج»
شارع العرب في مانشستر Wilmslow road حياكم الله في التنوع والتذوق