يعتبر الصيد من أقدم الأنشطة البشرية، حيث مارسه الإنسان كمهنة ومصدر للغذاء في المجتمعات البدائية في عصور ما قبل اكتشاف حرفتي الزراعة والرعي، قبل أن يتحول في العصور اللاحقة الأكثر تطورا، إلى نشاط سياحي وترفيهي للملوك ووزرائهم وحاشياتهم، ووجهاء المجتمعات. وفي عصرنا الحالي بات الصيد هواية متاحة للعامة من جميع الطبقات.
يدرك المولعون بالصيد أنه لا يوجد شيء في العالم يماثل إثارة رحلات القنص، ورصد الحيوانات أو الطيور، وتعقبها، ثم العودة بما تيسر خلالها من صيد، ومنه ما يعلق رأسه، أو جلده كتذكار جميل على جدار البيت. وبراري الطبيعة في أرجاء العالم كافة، حبلى بمواقع القنص الغنية، والتي يمكن أن تحول كل رحلة صيد إلى مغامرة مثيرة لا تمحى من الذاكرة. كما فطنت دول عديدة إلى ولع الإنسان بالصيد، فطورت هذه المواقع، وحولتها إلى مناطق سياحية بعد أن دعمتها بما لزم من مرافق الضيافة الدافئة، وغيرها من الوسائل التي تساعد السياح على تمضية أوقات ممتعة خلال ممارسة هذا النشاط واشهر مواقع الصيد في العالم:
1- موهيسي- تنزانيا:
يبدأ موسم سفاري الصيد في 1 يوليو ويستمر حتى الأول من مارس.حيث تقدم تنزانيا لهواة الصيد نحو 363 الف ميل مربع من أفضل مواقع الصيد الموجودة على كوكب الأرض. ومعظم أراضي هذه الدولة مقسمة إلى مناطق مفتوحة للصيد، ومناطق محظورة، ومناطق مخصصة لسفاري الصيد فقط داخل محميات الحيوانات البرية.. وتعتبر منطقة موهيسي بالذات أفضل مكان للصيد في تنزانيا. وهناك شركات متخصصة في سفاري الصيد تقوم باستصدار تصاريح الصيد، وتنظيم الرحلات، إلى جانب توفير الإقامة في مخيمات خاصة داخل الغابات.
2- شبه جزيرة كامشاتكا- روسيا:
يعتمد موسم الصيد على نوع الحيوان المستهدف، ومكانه. فمثلا يسمح بصيد الدب البني خلال الفترة الواقعة بين نهاية أبريل ومايو ومن نهاية أغسطس حتى أكتوبر.
وتتميز طبيعة كامشاتكا بتنوع واسع الغنى، حيث إنها تتشكل من العديد من الغابات، والبحيرات، والأنهار الهادرة، والسلاسل الجبلية. ولا تعتبر روسيا مكانا مثاليا للمتشوقين إلى رحلات الصيد الغريبة فقط، وإنما دولة زاخرة بعجائب الطبيعة وسحرها. فمن تندرة المنطقة المتجمدة الشمالية، إلى منحدرات منغوليا، وجبال آسيا الوسطى، تتمتع روسيا بتنوع كبير في طبيعتها وحيواناتها البرية. وهناك مرشدون محترفون رهن إشارة الصيادين على الدوام، من أجل إرشادهم إلى أماكن تواجد الحيوانات والطيور.
3- تيسايد، وفايف- أسكوتلندا:
هناك مواسم عدة للصيد في اسكوتلندا، منها موسم «روي بك» من أول أبريل حتى 20 أكتوبر، وموسم «روي روي» من 21 أكتوبر حتى 31 مارس، وموسم «رد ستاج» من 1 يوليو إلى 20 أكتوبر.
وتعد أسكوتلندا إحدى أكثر الدول الأوروبية غنى بمواقع الصيد الزاخرة بالعديد من أنواع الحيوانات والطيور، فضلا عن تمتعها بالمناظر الطبيعية الخلابة. فمثلا يلاحظ المرء أثناء صيد حيوانات الرنة، الأرانب البرية وهي تقفز بين نبات الخلنج ذي الأوراق الصغيرة دائمة الخضرة.
4- ألاسكا- الولايات المتحدة:
يبدأ موسم صيد الدببة البنية في 10 أغسطس وينتهي في 31 مارس، بينما يسمح بصيد الدب الأسود على مدار العام. أما موسم صيد الخراف البرية فيستمر من 10 أغسطس حتى 20 سبتمبر.
ويعتبر الدب البني أفضل تذكار من رحلات الصيد في ألاسكا، ويمكن مشاهدة مجموعات كبيرة من الدببة وهي تجوب براريها. ومع المناظر الطبيعية الخاطفة للأبصار، ومناطق الصيد الزاخرة بالحيوانات الموجودة في مناطق مخفية في الأودية، والشعاب الضيقة.
5- إستانشيا إليكورا- الأرجنتين:
وتضم طبيعة الأرجنتين أجزاء من غابات الأمازون، وبعض السلاسل الجبلية النائية. ولذلك كان من الطبيعي أن تكون الأرجنتين ضمن مجموعة الدول التي تتوافر فيها أفضل أماكن الصيد في العالم. وعلى الرغم من أنها تحظر صيد فصائل عديدة من الحيوانات، ويشمل ذلك النمر الأميركي الأسود، وبعض أنواع الرنة، والدببة، إلا أن فصائل عديدة ومتنوعة مسموح بصيدها.