تعتبر جمهورية مصر العربية قلب العالم العربي النابض، وهذه حقيقة فلا يوجد صغير أو كبير لا يتقن لهجتها، وشعبها، حماهم الله، قريبون من كافة الشعوب، هذا فضلا عن المهارات التي يمتلكها المصريون والتي مكنتهم في العصور السالفة والحاضرة من أن يتبوأوا مكانة مرموقة في الصعيدين العلمي والأدبي.
فقد نبغ منهم أفضل الأطباء والمهندسين والمحامين والمدرسين والأدباء، وتعتبر جمهورية مصر العربية الدولة الوحيدة القائمة على القوى البشرية، فشعبها هو من عمّرها بأياديه وتعتبر الدولة الوحيدة التي نستطيع أن نقول فعلا إنها بنيت على أكتاف شعبها دون مساعدة من أي كان.
ولذلك دائما ما تلقى قضايا مصر رواجا وشعبية لدى الأوساط العربية مجتمعة، فعلى سبيل المثال حين قامت الثورة في مصر ضد الرئيس الراحل حسني مبارك، نسي العالم كله بقية الثورات وبات يجلس فقط ليتابع الثورة المصرية حتى أن هناك من تعمد السفر إلى مصر خلال تلك الأزمة ليحضر الثورة ويستمتع باللمة المصرية ويشارك المصريين مواقفهم.
لذلك ومن هذا المنطلق دائما ما تعنينا قضايا المواطن المصري التي قد يكون أبرزها الغلاء وارتفاع معدلات الفقر لديهم وهذا ما يجعلنا نناشد الحكومة المصرية بضرورة إيجاد حلول لقضايا المواطن المصري حتى لا تتأثر الدولة سلبيا من سلبية ارتفاع معدلات الفقر وشح الموارد لديهم.
فاليوم المواطن المصري بأحوج وقت أن يتم دعم كل المنتجات المصرية لديهم ومنع تصديرها للخارج حتى تكون متوافرة في الأسواق بأسعار تناسب الجميع وبالأخص في ظل انهيار الجنيه المصري الناتج عن اتباع سياسة صندوق النقد التي أثرت كثيرا على سعر صرف العملة وما تبعه ذلك من غلاء فاحش.
فقد لا يعتبر السائحون الذي يزورون مصر للسياحة بأنها غالية، ولكنها فعلا كذلك بالنسبة لأبناء بلدها، فهناك الكثير من الهموم لدى مواطنيها ويتوجب على الإعلام العربي أن يسلط الضوء عليها.
ولابد في مثل هذه القضايا في الدول العربية التي يعاني مواطنوها من قلة الموارد وارتفاع الأسعار وشغف العيش أن تلقى اهتماما من قبل أمين عام جامعة الدول العربية.
حيث إنه حبذا لو تم الحذو بالاتحاد الأوروبي الذي كان الهدف من إنشائه هو تأمين حياة الأوروبيين ضد المخاطر سواء الأمنية أو الاقتصادية وضمان الحياة الكريمة الرغدة للمواطن الأوروبي وهو الذي لقي رواجا وإقبالا شعبيا بين أوساط الأوروبيين مجتمعين لأنه ضمن لهم حياة كريمة ولم ينشق عنهم سوى بريطانيا لأسباب سياسية ولكن أغلب الدول الأوروبية تدعم الاتحاد وتقدم له الكثير.
فنحن في المقابل نتمنى من جامعة الدول العربية أن تعنى بقضايا أبناء الدول العربية، فهناك اليوم من يشتكي من ارتفاع الفقر والبطالة، وفي ذلك تعد مصر ولبنان الأبرز، وعليه من الضروري أن تتحرك جامعة الدول العربية لدعم شعوب الدول الأعضاء.
فإذا كانت جامعة الدول العربية عجزت عن أن تأتي بالنصرة لفلسطين المحتلة لأسباب خارجة على إرادتها، أعتقد أن الحياة الكريمة لمواطني الشعوب العربية هذه في متناول الأيدي، وهم قادرون عليها بدعم من بقية الدول الأعضاء وتأمين حياة كريمة لمواطني الدول العربية.
وعليه قد تكون أول قضية لابد أن تثار في جامعة الدول العربية هي الحد من الغلاء والبطالة ودعم العملة المصرية المتضررة من توصيات صندوق النقد الدولي وهذه قضايا تؤرق الجميع فليس من المجدي أن يعاني أبناء جلدتنا من صعوبات معيشية وقلة فرص العمل وغلاء فاحش وبالتالي جامعة الدول العربية تتغافل عن هذه القضايا.