أفجعنا خبر وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، نسأل الله له المغفرة والرحمة، وننقل تعازينا الى أسرته الكريمة.
الرئيس الراحل جورج بوش الأب بالرغم من ابتعاده عن الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، إلا ان مواقفه الثابتة ومآثره على الصعيد السياسي والدولي تجعله في الذاكرة باستمرار، فجمهور عائلة بوش كبير جدا، وهناك الكثير من المحبين لرجالات هذه العائلة، فعلى الرغم من كل الاختلافات والتباعد الثقافي والجغرافي، إلا ان هذه العائلة الكريمة كسبت شعبيتها على الصعيد الدولي وذلك للأدوار البطولية التي قادها الرئيسان الراحل جورج بوش ونجله.
بالنسبة إلي منذ أن بزغ فجر التحرير بعد فضل من الله عز وجل بأن جعل سبب تحريرنا على أيادي الرئيس الراحل جورج بوش وجيشه الباسل، وأنا كنت أتمنى أن القاه فأذكر ان المدرسة التي كنت ادرس فيها وبالتنسيق مع وزارة التربية اختاروا مجموعة من الطلبة والطالبات للسفر لأميركا لتقديم الشكر للرئيس الراحل جورج بوش على دوره البطولي في تحرير الكويت ومازلت اذكر أني بكيت يومها لأني لم اكن من المجموعة المختارة للسفر لأميركا آنذاك.
ومضت أيام الطفولة ثم بعدها انخرطت في العمل الصحافي، وكانت السياسة والأخبار السياسية أهم شيء أحرص على متابعته في تلك المرحلة المبكرة من حياتي لأني كنت اعتبرها فترة تدريب وثقافة وضروري ان أكون ملمة بالشأن السياسي المحلي والخارجي، وفي ذلك العهد سمعت عن الرئيس جورج دبليو بوش الابن، وكنت احرص على متابعته باستمرار وما زلت أذكر الموقف الذي اتخذه تجاه الإرهاب الذي ضرب أميركا في 11/9 وموقفه وثباته وقوته في كيفية السيطرة على الوضع الأمني في أميركا بعد الكارثة التي أحلت بها بكل شجاعة.
وازداد إعجابي بحنكته السياسية من القرار الشجاع الذي اتخذه في القضاء على النظام الصدامي الذي استمر لسنوات يشكل خطرا أمنيا على استقرار الكويت وشعبها في ظل تهديداته المستمرة بغزو الكويت من جديد، فنجد أن موقفه الرجولي والقرار الشجاع الذي اتخذه في إسقاط نظام صدام حسين ونجاحه في تلك العملية جعلته خالدا في الذاكرة حتى هذه اللحظة.
حيث كانت فترة انتخابات الرئيس جورج دبليو بوش للفترة الثانية لها وقع كبير علي، حيث إنني يومها لم أنم طيلة الليل وأنا أتابع نتائج الانتخابات أجلس أمام الشاشة وأترقب لحظة فوزه بكل حماس، وخبر فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية كان وقتها من اشد الأخبار التي بعثت في نفسي السرور آنذاك.
وكما فرحت في فوزه في الانتخابات حزنت لانتهاء فترته وتبدل الرئيس الأميركي بآخر جديد وبعدها انقطعت أخبار الرئيس جورج دبليو بوش وتصريحاته وهذا ما آلمني حقيقه، أهكذا تنتهي فترة العمل السياسي بأميركا دون أن تعود لمثل هذا الرئيس فرصة لتولي الرئاسة من جديد أو حتى أن تكون له تصريحات ومواقف لدرء الفتن السياسية ويكون له دور في القرار السياسي.
ذكريات كثيرة تجمعني مع عائلة بوش، حيث إنني مازلت اذكر الزيارة الأخيرة التي قام بها الراحل جورج بوش إلى الكويت ومازلت أذكر كيف أغلق الشارع الذي أقطن فيه بسبب زيارته لديوان عائلة البحر الكريمة، وتمنيت لو كنت وقتها استطيع الخروج والذهاب مشيا إليهم حتى أستطيع السلام عليه، ولكن هذا الأمر لم يحدث لأن الحراسة عليه كانت مشددة ولم نتمكن حينها من السير في الشارع.
حتى انه حين غادر الكويت وصعد إلى الطائرة التي ستقله الى أميركا فتح معطفه وإذ به من الداخل يحمل علم أميركا وحينها كتبت مقالة آنذاك أحكي فيها عن العلم الأميركي الذي أهداني إياه احد جنود أميركا بعد التحرير ومازلت حتى هذه اللحظة احتفظ بذلك العلم الذي أنتزعه الجندي من اعلى الدبابة الأميركية وأهداني إياه، وفي النهاية قد يكون الرئيس الأميركي جورج بوش رحل لكنه سيبقى في قلوبنا.