هي مسألة شخصيا غير مؤمن بها أبدا، وعادة ما تظهر على الساحة وفي وسائل الإعلام مع ظهور قضايا ذات بعد مجتمعي او ذات صدى خارجي، تلك العادة الغريبة التي تميزت بها حكومتنا وتفردت بها ومارستها بجدارة، ألا وهي تدوير القيادات الإدارية في وزارات الدولة على اكثر من منصب، لازم على (سعادة معاليه) ان يجرب السلطة على أكثر من كرسي قبل أن يستقيل او يقدم على التقاعد، انا ضد هذه العادة الغريبة واعتقد ان هناك من الشعب من يشاطرني نفس الأفكار ولي أسبابي التي اعتقدها فيها نناقشها.
أول: اذا كان هذا المسؤول صالحا في مكانه، محبوبا بين موظفيه ومن يقودهم في المنظومة الإدارية، صاحب إنجاز او خطة معينة في مجاله، ركز على إنجاز والخطة، اذا كان هذا موجودا ونفترض حسن النية فلماذا يزال من مكانه؟ لماذا يستبدل بغيره؟ ربما من سيخلفه لا يكون على نفس القدر من الهمة فيعطل مصالح الدولة ومعايش الناس والأولى ان يدعم هذا المسؤول في مكانه حتى يستمر العطاء وتستمر تلك الدائرة الحكومية على نفس ادائها دون تعطيل، منطق أليس كذلك.
ثانيا: اذا كان المسؤول فاسدا او غير ملتزم بأدنى قدر من العطاء للوزارة التي ينتسب لها واستدعى الامر ازالته بالقوة فلا أظن ان التدوير ونقله الى مكان آخر سيحل المشكلة بل العكس، سينتقل هذا (الوباء) الى ادارات ودوائر حكومية اخرى، أنتم بذلك تساهمون طوعا بتعقيد الأمور على المراجعين واصحاب المعاملات وسائر المواطنين، المقصر او الفاسد او المهمل في عمله عقابه ان يحول للتحقيق اذا كان هناك تجاوزات وإذا استدعى الامر الى النيابة، ولا يمكن أبدا ان (معاليه) الذي تتهمه الجهات الرقابية بتجاوزات مالية مثلا ان يذهب الى البيت هكذا أمن مطمئن دون عقاب، إذن يضيع الفرق ببن الحلال والحرام.
ثالثا: وهذي والأرزاق على الله، يعني ما في بالبلد الا هالولد، صار لكم زمان وانتم تتكلمون عن دعم الشباب وروح الشباب وطاقات الشباب، واخرتها تدوير وزاري يجيب لي قيادي (غير لائق صحيا) مثلا او واحد ماله نفس يشتغل، وين الشباب عطوهم فرصة، انا ماني شايف شباب بالموضوع، وخبرة الشباب التي تذكرون لا يمكن ان تأتي وهم جلوس بالبيت على قايمة الانتظار بديوان الخدمة، الخبرة تأتي بالممارسة المهنية وبالتدريج بالمسؤوليات، اعتقد يعني، وهذا الذي تسمونه تدويرا، باعتقادي الخاص، يقتل طموح الشباب ويرجعنا الى دوامة البيروقراطية والتفكير القديم، شبابنا لا يقلون وطنية وهمة عن سواهم، نظرة إيجابية للشباب ما عليكم امر، لا اكثر ولا اقل وفي الختام سلام.